اخبار السودان لحظة بلحظة

نريدها نظافة لكن جد!!

بقلم: د. حسن التجاني

] كلنا اليوم مع النفرة التي يقودها والي الخرطوم لإصحاح البيئة بنظافة الخرطوم.
] نعم حال مؤسف ومؤلم الذي آلت إليه الخرطوم في كل محلياتها السبع من سوء لم يكن متوقعاً يوماً ما أن تصل إليه.. أطنان من الأوساخ والقاذورات والفوضى التي لا يمكن أن توصف حتى لو تخصصنا فقط في وصف مثل هذه الحالة لعجزنا عن أن نوصفها.
] لكن ليس العيب في الحكومة وحدها ولا نحملها كل المسؤولية في الذي آلت إليه الخرطوم، لكنا جميعاً مشتركون في هذا السوء وهذا (الوسخ) وهذا الحال المتردي الذي أصبح يتقزز منه حتى (المتقزز بالفطرة).
] فعلاً نحتاج لنظافة في بداية الأمر في ثقافتنا وفي سلوكنا وفي أخلاقنا حتى… وغداً سنبدأ نعم يجب أن نبدأ.. وليس كما بدأنا من قبل لغرض (الشو) و (شوفوني)، لا بل من أجل نظافة مستمرة ودائمة لن تعود بعدها الخرطوم مقرن النيلين سيئة المنظر.
] يجب السيد الوالي أن نبدأ بحماية النظافة بالقانون.. وتأكد أيها الوالي أننا ندفع مالاً وزمناً كله خصماً علينا، لذا يجب ألا نهدره في (الفارغة) وقارعة الطريق، دون أن نحافظ عليه بالقانون والردع والبطش، حتى لو دعت الضرورة لتكوين شرطة لحماية البيئة وبصحبتها نيابة ومحاكم طارئة حتى لمدة شهر فقط, والله تقبض وتفتح البلاغات وتحاكم وتزجر وتعاقب وتحسم الأمر.. صدقني السيد الوالي ستفلح، وإلا فقط تريد أن تلفت أنظار المسؤولين الكبار من حالة الغضب عليك إلى حالة الرضاء المؤقت.
] لن تفلح إذا نظفت وذهبت، فستجد الآلاف الذين لم تصلهم وطأة المال المدفوع كيف كان خصماً على دعمك في ضروريات حياتك، وكيف كان عظيماً وأنت تجمعه من جيوب الغلابى الذين هم ضمنهم، ولكن لا يدركون ولا يعلمون.
] ستجد من يقذف بالقاذورات في ذات المكان الذي قمت بنظافته قبل عشرات الدقائق وهو لا يبالي، ويطلق خلف ما أطلق من أكياس النفايات (ملعون أبوك بلد) أصلك وسخانة وسخانة.. كثيرون يطلقون تلك العبارات دون حرج فهؤلاء لا يمكن الاطمئنان إليهم.
] الحل ساهل جداً الحل في وضع عقوبات رادعة، ولتبدأ عملية الإصحاح سيدي الوالي بهذا النشاط، ولا رجعة في إنزال أقسى أنواع العقوبات على من تسول له نفسه التلاعب بنظافة الخرطوم.
] يجب أن يجتهد الإعلام في التوعية ولا مسرح ولا إعلانات مدفوعة الثمن أرهقت الناس مالاً وكلها ذهبت أدراج الرياح، فهذا المجتمع يحتاج ليفهم أن الحصة وطن ولا (هزار) أو تلاعب في الوطن.
] كفى تساهلاً وكفى تسامحاً وكفى إهمالاً، فقد جاء الوقت لنقول الحقيقة حتى على أنفسنا، ليعاقب كل من يهمل في النظافة، ويكون هناك بوليس (شرطة بيئة) موجودة، وهذه مهمتها فقط بقانون واضح صادر عن الولاية للمحليات، فحواه أن كل من يتلاعب بصحة البيئة يجب أن يقبض ويقدم للنيابة ثم المحكمة لمحاكمته وردعه وعقوبته، حتى لا يتكرر ذلك، ولا نريد (تمثيلاً).. نريد قرارات صارمة تنفذ عبر الإعلام وتنزل العقوبة على كل من يخالف. وعلى فكرة سيدي الوالي ستجد كل الناس يقفون معك ولن يعارضوا قرارك لأنه قرار الجميع ينتظره، لكن للأسف لم يصدر بعد.. صدقني لن يعترض عليه أحد كما يعترضون على كل قرار صادر عن الحكومة فيكسرونه، بل ذهب البعض لكسر عنق كل قرار.. لكن هذه القرارات لو صدرت ستجد كل القبول من المواطنين والموافقة.
] حتى عباراتنا أصبحت تصل الأجانب بأنها (بلد وسخانة وأهلها وسخانين).. أمس القريب ــ وهذا الذي دفعني لكتابة (الوهج) اليوم ــ أن أجنبياً دون ذكر بلده (الوسخان) من داخل سيارة وهم مجموعة أجانب، أنزل زجاج السيارة وقذف كميات من الوسخ كانت داخل سيارته في الطريق العام، وقبل أن يرفع زجاجه طرقته له بشدة قلت له: (إنت زول وسخان)، وبنظرة خاطفة للطريق رأيته متسخاً جداً لا يسر الناظرين، فاستدركت حديثي وفي خجل متماسك لم ينهزم قلت: (إن لم تكن وسخاناً حتى لو شارعنا متسخ ينبغي عليك أن تساعد في كيف ننظفه، وأخرسته بتدافع الكلمات الساخنة بعد أن جهز رده الذي توقعته ليقول لي: (هي البلد وسخانة كلها) لأقول له: (فعلاً وسخانة لأنها لمت أشكالك من التشرد والضياع والموت والهلاك، والآن أنت لا تقدر لها كل ذلك، بل تساعد في جعلها كبلدك المتهالك المدمر المنتهي)، لكنه لم يزد واعتذر من كان معه، وإلا ما تركته يبيت في منزله إلا وقاضيته بصفتي مواطناً حادباً على مصلحة وطنه، لكنه (اُستفز) في وطنه من أجنبي.
] لكن قلت اليوم يوم النظافة، لكن لا نجعلها تقع عليها عدسات الإعلام وأقلام الصحافة، دون أن تصور عقوبة كل مخالف وأنت تكتب عن حسم الأمر قانوناً.
] السيد الوالي.. المعتمدون بالمحليات.. أنتم مسئولون أمام الله بما تنفقون في ما لا يرضي الله ولا رسوله ولا مواطن هذا البلد.. دون أن (تنجضوا) الطبخة وتقديمها للمواطن كما يحب ويريد.
بالله تذكروا ما كتبت الليلة بعدين أثناء النظافة.. ابعدوا الإعلام، فقط قضاة/ شرطة/ نيابة دعوهم معكم في حملتكم هذه فستفوزون (والله جد).
(إن قُدِّرَ لنا نعود).

The post نريدها نظافة لكن جد!! appeared first on الانتباهة أون لاين.

اترك رد