عدد المشاهدات: 0
جدلية الخبز ورفع الدعم عادت من جديد، تسربت بعض الأخبار أن زيادة وشيكة في أسعار الخبز سوف تعلن، الوزير مدني، محاولاً حسم الجدل، دوّن على صفحته في “فيسبوك” أنَّ لجنة مشتركة بين أصحاب المخابز وقوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة، سوف تنهي أعمالها وترفع توصياتها نهاية الأسبوع لإصدار المنشورات المنظمة لسياسات العمل التي سوف تسهم في حل الأزمة في المدة التي أعلنها مدني قبل أيام.
مدني لم ينفِ ولم يؤكد الزيادة الوشيكة، لكن أياً كانت توصيات هذه اللجنة المشتركة، إن وصل سعر الرغيفة “5” جنيهات أو ظل كما هو، مع العلم أن الأسعار في الولايات ليست هي كما الخرطوم، وأياً كان القرار النهائي حول رفع الدعم عن المحروقات والقمح والدواء وغيره من السلع الاستهلاكية، يبقى هناك سؤال موجع، هل نحن بلد فقير؟
مؤسف حقاً أن تغرق الحكومة والقوى السياسية والإعلام وكل القوى الحية الفاعلة في المشهد، مؤسف أن تغرق وتهدر طاقتها في التدافع للدفاع عن رفع الدعم أو رفض رفع الدعم، أن يكون الهم الشاغل هو الخبز والدواء وترقب منح “أصدقاء السودان”.
نحن بحاجة شديدة وعاجلة لاكتشاف هذه البلاد وإعادة صياغة الخطاب الاقتصادي، وبالتأكيد السياسي قبل ذلك. منذ سقوط المخلوع الذي أغرق البلاد في الفساد بسبب السيطرة على موارد البلاد، ومنذ تسلم الحكومة الانتقالية مهامها، لا حديث ولا سيرة عن قضية الإنتاج، ليس فقط غياب الخطط والرؤى والمقترحات، بل مجرد الحديث عن الإنتاج منعدم تماماً.
التصريحات الرسمية منذ أول يوم بعد تشكيل هذه الحكومة، انصب بشكل رئيسي حول الدعم الخارجي، حتى موازنة 2020 معتمدة بشكل أساسي وبنسبة تفوق الـ “50%” على دعم “أصدقاء السودان”.
هناك العديد من الدراسات لا بأس بها، يُمكن أن تقود إلى خطط للقطاعات الإنتاجية. الموارد المعدنية على سبيل المثال، هناك احتياطيات ضخمة في مناطق عديدة في السودان؛ حتى وإن لم تتوفر مثل هذه الدراسات أو البحوث في قطاعات أخرى، هل نحن لدينا الرغبة في النهوض بقطاع الزراعة على سبيل المثال، القطاع الصناعي، بل القطاع التجاري.
التركيز في الإنتاج هو المخرج لأزمة الاقتصاد التي هي نتاج فساد وسوء إدارة وضعف إرادة