أجرته: سناء الباقر
بعد المؤتمر الذي عقده القيادي بتجمع المهنيين محمد ناجي الأصم, أصدرت نقابة أطباء السودان بياناً لإعادة هيكلة التجمع، مما حمل البعض للاعتقاد بوجود خلافات بين الجانبين، وأن كل منهما بدأ ينازع الآخر. «الإنتباهة» حاولت استنطاق عدداً من ممثلي التجمع ورئيس نقابة أطباء السودان الشرعية، إلا أن الأمر تعذر كثيراً، فكان هذا اللقاء مع عضو اللجنة التنفيذية للمكتب الموحد واللجنة التنفيذية لاستجلاء الأمر:
دار حديث عن خلافات بين التجمع ونقابة الأطباء او المكتب الموحد للأطباء علي خلفية البيان الذي أصدرتموه عقب المؤتمر الصحافي للأصم؟
البيان ليس بخصوص المؤتمر الصحافي. نحن قدمنا مذكرة داخلية قبل ثلاثة أشهر كأعضاء مؤسسين لتجمع المهنيين، ونحن أبرز المؤسسين له. فالتجمع الآن توسع ومهامه توسعت، وكذلك برامجه. لكن هناك بطء حتى أن الناس بدأت تتململ من تجمع المهنيين، والذي كانت بإشارة منه تطلع مواكب الثورة، وكانت تتوقع مثلاً تعيين الولاة مما جعل الولاة الآن كلهم عسكريون ونحن نتحدث عن دولة مدنية. ثانياً المجلس التشريعي الذي هو الرقابة وفي غيابه يحدث خللاً في الرقابة على الجهاز التنفيذي. وهذا هو ما دعا له التجمع لأن يأخذ خطوات وعلى رأسها محاسبة من قتلوا الشهداء والفساد المستشري وارتفاع الدولار المتحكمة فيه مافيا النظام السابق وأشياء كثيرة لم نجد مبرراً لتأخيرها، بل هذا أعطى فرصة للنظام المباد لأخذ خطوات لتخريب السوق والتهريب الكبير وكل هذا يحتاج لنقد بناء ونقد ذاتي.
إذن.. ماهي خلفيات البيان وإصداره في هذا الوقت ؟
البيان ليس فيه شيء من هذا القبيل. النقابة عضو مؤسس لتجمع المهنيين الذي تأسس أصلاً في العام 2013، وقاد الثورة لكن نفتكر أن دور تجمع المهنيين تراجع الى حد كبير، والبيان هو تحفيز لتجمع المهنيين لإعادة هيكلته من جديد، لأنه بدا بثماني نقابات فقط، والآن به أكثر من ثلاثين نقابة. وبالتالي لابد من إعادة هيكلته وإعادة لائحته والبرامج نفسها اختلفت فقد كانت ثورية بحتة والآن في طور البناء وترميم الدولة والقضاء على الفساد وكل ما لحقها خلال30سنة وكل هذا يعتبر من المهام الأساسية. فترة طويلة انشغل التجمع في الترشيحات للحكومة الانتقالية وغيره ونعتبر أن هذا أضاع زمناً كثيراً جداً, ثالثاً يجب في هذه المرحلة خاصة بعد قانون تفكيك مؤسسات النظام السابق أن ينتبه لبناء النقابات ليقود تجمع نقابي حقيقي منتخب من قواعده وتعود العافية للحركة النقابية من جديد والتي كبلها النظام السالبق واستبدلها بنظام المنشأة لمدة ثلاثين سنة بقانوني 2004 و2010 ويجب إلغاءه وصدور قانون النقابات الجديد .
هل هذا يعني أنه ليس لديكم خلافات او مشاكل مع تجمع المهنيين، خاصة هناك من يقول إن التجمع عقد مؤتمراً صحافياً واتخذ بعض الإجراءات دون الرجوع لأعضائه ؟
التجمع أساساً مجلس وهو عبارة عن برلمان ويبدو أن السكرتارية لم تستشر المجلس في عقد هذا المؤتمر الصحافي لكن ليس هناك اعتراض على مضمون المؤتمر الصحافي
هناك من يقول إن الأصم عقده بصفته الشخصية ؟
ما أظن أن الأصم يفعل ذلك وهذا التجمع قيادته أفقية وليست رأسية ليس لديه رئيس وتوجد سكرتارية وهي تمثل لجنة تنفيذية صغيرة، لكن كل القرارات تتخذ في المجلس والسكرتارية مجموعة أعضاء وليس الأصم وحده .
تعيين الولاة والتشريعي هل تضغطون للإسراع في هذا الاتجاه ؟
لا نحاول تسريع ذلك فقط، ولكن تأخير ذلك خرق للوثيقة الدستورية نفسها والتي تقول تكوين التشريعي خلال ثلاثة أشهر.
اذا كانت مفاوضات السلام حتي الآن لم تنته وهناك اشتراط من الجبهة الثورية بعدم تشكيل التشريعي او تعيين الولاة، ألا ترون أن في مطالبتكم تعقيد للأوضاع؟
نحن لا نعتقد أن في ذلك تعارض والتشريعي يستوعب عدداً كبيراً من الناس. فيمكن أن تترك خانات لهؤلاء المتفاوضين من الجبهة الثورية. أيضاً فيما يخص الولاة وحتى ولو بالتكليف يمكن أن يعاد مرة أخرى والوالي أصلاً مكلف .
الجبهة الثورية ترى غير ذلك وتقول إن اي تعيين في الوقت الحالي يؤثر علي السلام فأنتم في اتجاه وهم في اتجاه مما يسبب ربكة؟
ليس من حقها فرض إرادتها على إرادة الملايين التي خرجت، وهذا يؤكد أن الملايين تريد تعيين الولاة والتشريعي، بل وأشياء أخرى كثيرة يمكن أن تنفذ الآن بحسب الدستور كالمفوضيات والعمل كله يعتمد على مجلس الوزراء والمجلس لا يستطيع وحده ولا المكون المدني في مجلس السيادة يستطيع أن يقوم بهذه المهام.
مسيرة غداً (اليوم) هناك من يرى أن حكومة التغيير تناقض نفسها بنفسها فهي تقود الحكومة وفي ذات الوقت تعارض وتقود المليونيات، ضد من تخرج المسيرات؟
هي داعمة للحكومة الانتقالية هذه الحكومة حكومتنا نحن ولا يمكن أن نخرج ضدها وهذا الخروج يجب أن ترحب به الحكومة ترحيباً كبيراً حتى في مجلس السيادة فهو متناغم حالياً والحدة بين العسكريين والمدنيين انتهت.
ألا يمكن أن يُقال ذلك داخل أروقة الحكومة وهي أساساً كما قلت حكومتكم؟ والخروج يوحي بأن هناك شيء ما ؟
لابد أن يعلم كل الشعب أن هذه الحكومة مكلفة وليست سيدة تأتمر بأمره والمسيرة كذلك ترسل رسالة للخارج أن الإرادة الحالية إرادة شعب ولفت نظر العالم الخارجي الدولي والإقليمي.
هل تعتبر هذه المسيرة رسالة للجبهة الثورية التي تفاوض في جوبا أن الشعب يريد تشكيل التشريعي وتعيين الولاة غير ما تريدون؟ وهل نعتبرها ورقة ضغط في مسار المفاوضات؟
الرسالة ح تكون وصلتهم قبل المسيرة وهم يعلمون من خلال الوثيقة الدستورية.
لكنهم غير راضين عن الوثيقة او لم يوقعوا عليها ومتحفظين عليها؟
هم كانوا مشاركين فيها في أديس أبابا وفي القاهرة حرف حرف ثم أن هذا موقف تفاوضي وهم واقع عليهم ظلم منذ سنوات كثيرة فمن حقهم حفظ مكانتهم هم يريدون الاطمئنان بأنهم غير بعيدين عن الصورة، وأنا أفتكر أنهم لم يكونوا موفقين في عدم التوقيع والابتعاد عن المشاركة وكان يمكنهم أن يكونوا بالداخل مثلهم مثل كل الفصائل السياسية في السودان التي لم تحمل السلاح أيضاً أعتقد أن وجود مسارات للتفاوض كما هو في النظام السابق لم يكن صحيحاً فكان يجب أن يكون مساراً واحداً والمليونية أبداً ليست ضد الثورية ولا لإخضاعها فهي فصيل من فصائل هذا الشعب ونعذرهم للتهميش الذي وقع عليهم فهم أبناؤنا والغائب كما يقال هو أحب الأبناء. فالثورية كانت غائبة ونحن نتعامل معها من هذا الإطار.
نرجع لهيكلة التجمع واختيار سكرتارية جديدة. الى اي مدى وصلتم في ذلك؟
السكرتارية الموجودة الآن لم تكن منتخبة كانوا ثمانية كما أسلفت وكل ممثل باثنين اي ستة عشر شخصاً ستة منهم في السكرتارية وهؤلاء متوافق حولهم وقد اعتقلوا وقامت سكرتارية ظل بعد ذلك بعد خروجهم من المعتقل أتوا بانتخابات ولايزال العدد حتى الآن في زيادة بالضروة إضافة الأعضاء الجدد وتمثيلهم في السكرتارية الجديدة وليس السابقة ولا يمكن تمثيلهم بالسكرتارية السابقة، فلكل زمان رجاله ولكل مقام مقال، ونحن حاولنا في الحكومة وفي قحت وكل الاتجاهات التخلص من هذه السلحفائية لأن الوضع يسير الى مرحلة حرجة.
The post عضو اللجنة التنفيذية لنقابة أطباء السودان الشرعية:موكب اليوم لا يمثل ورقة ضغط علي «الثورية» appeared first on الانتباهة أون لاين.