ويحكي الصميدي في حديثه تاريخ القرية العريق التي تضم العديد من المنازل القديمة والقصور والقلاع التي لازالت صامدة على رؤوس الجبال وتحوي في أحضانها العديد من المقتنيات الأثرية والنقوش الصخرية التي تؤكد تاريخها العريق، واصفاً المدرجات الزراعية المحيطة بحنبات القرية بأنها مصدر عيش السكان في ذلك الوقت إلى جانب اهتماماتهم بتربية الماعز والأبقار. ويضيف الصميدي في حديثه ” تميزت القرية آنذاك بوجود الأحواض المحفورة في صميم الصخر الأسود والتي تختلف مساحاتها حسب الطول والعرض والعمق، مما يجعلها مصدراً لمياه الشرب لأهالي القرية من خلال تعبئة خزانات المياه المحفورة في جوف الأرض بمياه الأمطار التي لا تكاد تنقطع منها على مدار العام، إلى جانب ري المدرجات الزراعية وسقي المواشي. واستعاد المواطن محمد بن علي بن دحمان الشهري ذو السبعين عاماً، الذاكرة في الحديث عن مشاهد سنواته الأولى منذ نعومة أظافره وترعرعه في تلك القرية المعلقة ومراحل تعليمه حتى خروجه منها لغرض التحاقه بالسلك العسكري في مدينة الدمام ، حيث يقول ” ولدت في عام 1367هـ وأمضيت عقدين من الزمن في هذا المكان وسط منازلها المبنية بالحجارة والطين والخشب ومزارعها المحيطة بها والتي كانت مصدر معيشتنا آنذاك حيث يزرع الأهالي فيها الذرة والدخن وأشجار الموز، وكانت الحياة بسيطة تنبض بمعطيات المكان التي استطاع أهلها في ذلك الوقت أن يروضوا صعوبة المكان وقسوة تضاريسه لتسخير كافة احتياجاتهم ومتطلباتهم اليومية”، مضيفاً أن القرية تحتوي على أكثر من 150 منزلاً مبنياً بالحجارة والجص، وكان يعيش فيها في ذلك الزمن عدد من الأسر يتجاوز تعدادهم السكاني أكثر من 300 نسمة ، ويبلغ تعدادهم في الوقت الحاضر حسب الإحصائيات الأخيرة حوالي 3 الاف نسمة “. ولفت الشهري إلى أن عزلة المكان وصعوبة الوصول إليه حدت بسكان القرية إلى الإتجاه نحو المراكز والمحافظات المجاورة، للقرب من الخدمات ومتطلبات العصر، متطلعاً إلى أن تحظى تلك القرية بالاهتمام من المسئولين وإعادة الحياة لها وإيصال الخدمات العامة كشق الطرق وتعبيدها وإيصال الخدمات البلدية والكهربائية وغيرها ، إلى جانب تطويرها واستغلالها الاستغلال الأمثل لتكون وجهة سياحية رئيسية لأهالي منطقة عسير بصفة خاصة والمملكة على وجه العموم. // انتهى // 16:02ت م 0128