ربك: التوم حماد عثمان
توقّف مصنع سكر كنانة عن العمل بشكل كامل، نتيجة تنفيذ سائقي (الحاصدات والجرارات) بمصنع سكر كنانة إضراباً عاماً عن العمل، ما أدى للتوقف عن العمل داخل الشركة بشكل كامل. وكشفت مصادر مؤكدة لـ(الانتباهة) توقّف مصنع سكر كنانة عن العمل، بسبب الإضراب داخل المصنع وبحقول القصب، وأكدت ذات المصادر أن سائقي الحاصدات والمجروس وناقلات القصب وجميع اقسام الورشة، توقفوا نتيجة عدم التزام إدارة الشركة بتنفيذ مطالبهم المتمثلة بزيادة الأجور والتي وعدت الشركة بزيادتها ولكنها جاءت بصورة غير مجزية. وكشفت مصادر مطلعة (الانتباهة) أن هذا الاضراب سيكلف الشركة خسائر كبيرة وباهظة ما يقارب انتاج (24) ألف جوال سكر في الثلاث ورديات في اليوم الواحد، اضافة للقصب المحروق الذي يتم تجهيزه للطحن بالمصنع .
تفكيك النقابة
مصنع شركة سكر كنانة من الصناعات الرائدة بالبلاد ذات القيمة والعائد المجزي لميزانية الدولة، في ظل الشراكات الكبيرة والتي تسهم فيها مجموعات دول عربية بصورة واضحة، خلال ثورة ديسمبر طالب العاملون والموظفون داخل الشركة بتغيير نقابة العاملين مما واجهته الشركة بعمليات الفصل التعسفي لبعض الموظفين والمهندسين والعمال بالمصنع والحقول .
في منتصف العام الماضي ومع بداية الثورة، نفذ العاملون بشركة سكر كنانة وقفتهم الاحتجاجية الشهيرة والتي طالبوا من خلالها بحل النقابة القديمة والتي وصفوها بالتابعة للنظام البائد والمنفذة لأجندته وسياساته داخل الشركة، ولكن إدارة الشركة واجهتهم بالفصل التعسفي بفصل ما لا يقل عن ثلاثين مهندساً وموظفاً بصورة مفاجئة للجميع ولكن إدارة كنانة أفادت أن قانونها لا يسمح بالتظاهر لأن الشركة يحكمها قانون ( المساهمين الكبار ) .
الوزير يتدخل
تطور الأمر الذي أدى لتدخل وزير الصناعة والتجارة مدني عباس مدني بإعادة مفصولي الحراك من شركة سكر كنانة لمواقع عملهم حسب نص القرار الصادر من وزارة التجارة بتأييد من مجلس الوزراء، ولكن هذا القرار واجهته إدارة شركة سكر كنانة بقانونها الذي يعد قانون (دولة داخل دولة ) حسب رأي الخبراء في مجال الاقتصاد، الذي دائماً ما تلجأ إدارة شركة سكر كنانة بالصعود على سلم ( المساهمين الكبار ) متناسية في الوقت ذاته مساهمة الحكومة السودانية في هذا الصرح .
صراع الأقوياء
لاحت في الأفق إعادة إنتاج الصراع الذي نشب خلال الأعوام السابقة بين العضو المنتدب بالشركة محمد المرضي التجاني، ووزير الصناعة وقتها السميح الصديق والخلافات التي دارت بينهما حول مراجعة المراجع العام لأموال وأصول شركة سكر كنانة، واحتدم الخلاف بينهما الذي كانت نتيجته الإطاحة بالعضو المنتدب، ولكن هذه المرة ربما يكون الخلاف بين العامل الضعيف وإدارة متهمة بالدولة العميقة.
تهديد
حصلت (الانتباهة) من مستند بتهديد سائقي الجرارات والحاصدات بالفصل في حال عدم العودة لموقع العمل اعتباراً من 28/1/2020م سيتم مواجهتهم بالفصل لا محالة، مطالبات لاحت في الأفق خلال الشهر الماضي بزيادة رواتب وأجور العاملين في الحاصدات والجرارات الناقلة لقصب السكر، وذلك عندما طالب السائقون في شركة سكر كنانة والتي وعدت بزيادة محفزة للأجور في هذا الشهر كانت مطمئنة لتواصل العمل بجدية وخاصة وأن موسم العمل في أوجّه .
زيادة غير مجزية
ولكن تفاجأ سائقو الحاصدات والمجروس بأن الزيادة التي وعدت بها إدارة الشركة غير مجزية البتة، مما اضطرهم للدخول في تنفيذ إضراب كامل وشامل عن العمل لحين توفيق والتزام الشركة بزيادة الأجور والتي كانت تصرف بمبلغ 3.500 جنيه ولكن تفاجأو بأن الزيادة لا تمثل الحبر الذي عدلت به. مطالب السائقين تعديل الاجور من 3500 الى 10 الى 15 الف جنيه ولكن الشركة اضافت التعديل بما لا يزيد عن 500 جنيه للمرتب .
أسباب الخلاف
عضو قوى الحرية والتغيير بالولاية محمد علم الهدى، اكد أن توقف المصنع عن العمل يعد بالمؤسف للغاية، وان قضية العاملين هي قضية بسيطة وكان يجب حلها بصورة تراعي استقرار المشروع وعدم تشريد العاملين، ولكن إدارة المصنع صعّدت الموقف وأدخلت الإدارة العليا في أزمة مع مجلس الإدارة ورئيس مجلس الإدارة كممثل للدولة وان الإدارة الموجودة في الموقع هي جزء من الأزمة ولن تستطيع إن تنجز الحل ولا حل إلا بتغيير شامل لإدارة الموقع لان الأمر أصبح أزمة ثقة بين الطرفين الإدارة وهي نائب العضو المنتدب وإدارة زراعة والخدمات وإدارة شؤون العاملين والعاملين الذين يطالبون بحل قضاياهم العادلة والتي تتمثل في إعادة زملائهم المفصولين ظلماً وزيادة رواتبهم مقارنة بالعاملين في مواقع أخرى لأن الفوارق كبيرة جداً في رواتب العاملين مقارنة بالإدارة العليا والتي تصل لمليارات مقابل فتات للعامل العادي، مما يخلق أزمة بالإضافة إلى التمييز السالب بين الفئات العمالية نفسها فهنالك سائق يتقاضى راتباً ثابتاً 25 ألف وزملاؤه سائقو الشاحنات لا تتجاوز رواتبهم سقف الخمسة آلاف جنيه فالأزمة معقدة وحلها هيكلة الإدارة. وأضاف علم الهدى أن الدولة سعت لحل المشكلة منذ بداية الصراع ولكن إدارة الشركة بالموقع هي المتعنتة في الوصول للحل، بالرغم من أن المدير العام عبدالرؤوف موقفه مختلف ويمكن بتدخله ان يحل المشكلة من جذورها، وذلك بتعيين إدارة موقع جديدة لتجبر ضرر العاملين وتتمكن من اللحاق بالموسم وان البلاد في حاجة لاي ايرادات جديدة من العملة الصعبة وحاجتها الأمس للسكر كسلعة مهمة في الصادر.
فيما يرى العاملون بالشركة أن أي تسويف او مماطلة في حل قضايا العاملين تدرج ضمن حرب الدولة العميقة على حكومة الثورة، كما أن محاولات اتلاف القصب يعتبر من المشاكل والخسائر التي ستتعرض لها كنانة جراء توقف سائقي الحاصدات والمجروس، خاصة وان توقف الساعات فيه خسائر باهظة للشركة ( المساهمون والدولة ) .
شلل كامل
أحد سائقي تلك المجروسات كان صريحاً في إفاداته لـ(الانتباهة) ولكنه فضل حجب هويته قال إن السيد المدير العام لكنانة يعلم أن هنالك أزمة إدارية عميقة بينه وإدارة الموقع والعاملين وأن أي محاولة للمساهمة في عدم حل الخلاف واستمرار هذا الوضع المتأزم أصلاً وان إدارة الموقع تصور الأمر باعتبار ان المستهدف هو كنانة، مشيراً إلى أن الخلاف الراهن يقدمنا للشركاء ودولهم بصورة تقدح في قدراتنا كأبناء بلد في حل معضلة داخلية اسهمت في عرقلتها واتساعها إدارة الموقع، وأن الإدارة فشلت فشلاً ذريعاً في حل الاشكال خاصة أن مطالب الساقين تتمثل في زيادة الأجور وإعادة زملائهم المفصولين عن العمل تعسفياً في الإدارة الزراعية والمهندسين، ورغم ذلك اتجهنا لنصح إدارة الشركة ولكنها اختارت التصعيد والمواجهة وقال المصدر إن الحل يكمن في تلبية مطالب العاملين مهما عظمت وإعادة المشروع سيرته الأولى منتجاً معافى يقوم على ساقي الإدارة الرشيدة والمجتمع المتماسك المساند لها، ولن يحدث ذلك إلا بهيكلة إدارة الشركة بصورة جذرية .
The post شركة (سكر) كنانة.. توقّـف بطعم (العــلقــم )! appeared first on الانتباهة أون لاين.