اخبار السودان اليوم

عودة الكابلي.. (كم نشتاق لعينيك)..

اعداد: تيسير النور
قدم الى ارض الوطن عند الخامسة من مساء امس الفنان عبد الكريم الكابلي من بلاد الغربة التي ذهب اليها منذ يونيو 2012م كرعاية من الامريكان للمبدعين المتميزين في بلادهم وكذلك للعلاج، في اطار التكريم الذي اعدته وقامت به شركة دال، وكانت شركة دال قد وزعت رقاع الدعوة للمشاركة فى تكريم الشاعر والموسيقار عبد الكريم الكابلي وفاءً وتقديراً لمسيرة عظيمة من العطاء الفني والموسيقي . فهو فنان عالمى بمعنى الكلمة، تعدى الحدود الاقليمية فهو يغنى باليابانى وبالانجليزية وبالعربية وباللهجة العامية الفصيحة السودانية. وكان في استقبال الفنان الكابلي في مطار الخرطوم عند عودته لارض الوطن على متن الخطوط الاماراتية، وكيل اول وزارة الثقافة والإعلام الرشيد سعيد والمهندس ايهاب داؤود عبد اللطيف، ومن المطار والى المسكن الذي اعد له مباشرة، وهو عبارة فيلا جاهزة لسكنه مع أسرته في حي المجاهدين بالخرطوم. وكانت اسرة الفنان عبد الكريم الكابلي، قد اكدت أن عودته إلى الخرطوم في يناير، بعد سنوات من الغربة، وتأتي فى اطار تكريم دال ولانجاز عدد من الاعمال. وسيتم تكريم المطرب الكبير من قبل شركة دال، عقب زيارته الخرطوم في حفلين بمقر الشركة بالخرطوم بحري اولهما يوم الخميس الثلاثين من يناير الجاري بمشاركة عدد من الفنانين هم شرحبيل احمد وأبو عركي البخيت وآخرون .الجدير بالذكر ان الفنان الراحل محمد وردي كانت عودته الى البلاد في 2002م بدعوة من شركة دال.
سيرة ومسيرة
الفنان عبد الكريم الكابلي.. يقول عن نفسه: (لا أنتمي لأي حزب ولا أحب السياسة، ولدي حس قومي وأنتمي للمبادئ الإنسانية وأنتقد السلطة).
وفى عام 1932م كانت صرخة ميلاده بمدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر. ووالده عبد العزيز محمد عبد العزيز بن يوسف بن عبد الرحمن. ووالدته صفية أحمد محمد نور زروق. ونشأ الكابلي وترعرع ما بين مدن السودان المختلفة (سواكن ــ طوكر ــ القلابات ــ القضارف ــ الجزيرة وكسلا). وتلقى دراسته وتعليمه بخلوة الشيخ الشريف الهادي، والمرحلة الأولية والوسطى بمدينة بورتسودان، والمرحلة الثانوية بمدينة أم درمان بكلية التجارة الصغرى (عامان). وبدأ الكابلي رحلته الفنية منذ الثامنة عشرة من عمره, وظل يغني في دائرة الأسرة وجلسات الأصدقاء والأهل لمدة عقد من الزمان، إلى أن واتته فرصة في نوفمبر من عام 1960م، وكانت فرصته الذهبية التي غنى فيها أمام الرئيس عبد الناصر برائعة الشاعر تاج السر الحسن (آسيا وإفريقيا)..
والتحق بالمصلحة القضائية بالخرطوم وتعين في وظيفة مفتش إداري بإدارة المحاكم، وذلك في عام 1951م، وعمل بها لمدة اربع سنوات، ثم تم نقله إلى مدينة مروي ومكث بها لمدة ثلاث سنوات إلى ان تم نقله مرة اخرى إلى مدينة الخرطوم واستمر بها حتى وصل الى درجة كبير مفتشي إدارة المحاكم في عام 1977م، وبعد ذلك هاجر الى المملكة العربية السعودية ليتعاقد مع إحدى المؤسسات السعودية مترجماً في مدينة الرياض في عام 1978م، ولم تستمر غربته طويلاً حيث عاد الى السودان في عام 1981م، ليواصل رحلته الإبداعية مرة اخرى .
إبداعات وروائع
وغني عن القول إن تعدد المواهب لدى الفنان عبد الكريم الكابلي يعود الى البيئة التي نشأ فيها، فوالده تمتع بصوت عذب يطرب له جلساؤه في حلقات السمر التي كان يقيمها، وكان من الشباب المبدعين والمثقفين الذين شاركوا في النشاطات الثقافية والفنية والاجتماعية في مدينة بورتسودان في أربعينيات القرن الماضي، وقد ورث الفنان عبد الكريم الكابلي كل تلك الصفات والمواهب المتعددة من تجربة والده التي صقلته ليكون بعد ذلك أحد رواد التجديد للأغنية السودانية .
أغنيات تغنى بها
تغنى للشاعر صديق مدثر بـ (ضنين الوعد, نشيد التعاون), وللشاعر عبد العزيز جمال الدين (لو تصدق) ولتوفيق صالح جبريل (كسلا), ولتاج السر الحسن (آسيا وإفريقيا) ولاسحاق الحلنقي (عقبال بيك نفرح يا زينة) ولعوض احمد خليفة (اغلى من عيني, كيف يهون, غرام, ما خلاص نسيتنا وروعة الليل)، وغنى للحسين (الحسن طائر الهوى, اني اعتذر، حبيبة عمري تفشى الخبر, اكاد لا اصدق)، وللفيتوري (في حضرة من أهوى). ولعمر الدوش (سعاد) وللشاعر مهدي فرح ( يا حليلكم) ولميرغني عبد الباسط ( استشراق) وللشاعر حسن عباس صبحي (ماذا يكون حبيبتي).
– ولعبد الوهاب هلاوي (اغلى من نفسي) وللتجاني حاج موسى (فى عز الليل) ولسوركتي (حاول كمان) وللشاعر عبد المجيد حاج الأمين (هبت الخرطوم, ناصر) ولأبو آمنة حامد (جمال العربي) ولعبد العزيز سيد احمد (الى متى يا قلب), وللشاعر محمد سعيد العباسي عهد جيرون) ولإبراهيم عوض بشير (مسرح الأرام), ولسعد الدين فوزي (السودان الجديد) وللشاعر والسياسي الشريف زين العابدين الهندي (ملحمة اوبريت الهجرة والاغتراب).
أغنيات من كلماته
(زمان الناس, زينة وعاجباني, أسمراني, انا مالي, من قلبي عقبالك, براق العيون, تاني ريدة, أكيد أكيد حنتقابل, مروي, شمعة, كل الجمال, يا جار, ادور حولك بإحساسي, كنت في حفلة ليلة, أمير, نسيم الصبا, عيون تبكي وأغني, المرايا, مشاعر, حبك للناس, السماحات, كل يوم معانا, يا ستار علي, يا هاجر, ليس في الأمر عجب, سكر سكر, الليل عاد, أسيل, يا قمر دورين, فتاة اليوم والغد, نشيد فلسطين, نشيد عيد بلادي, ما بنخاصمك, نشيد يا زارعاً بالعلم, يا حلو، الشاهد قمر، كل العواصم تدور) وهي مشتركة بين الشاعر صديق مدثر وعبد الكريم الكابلي .
أغنياته بالفصحى
تغنى لعباس محمود العقاد بـ (شذى زهر), ولعلي شريحة (اغلى من لؤلؤة ), ولابو فراس الحمداني (اراك عصي الدمع). ولعلي محمود طه تغنى بـ (الجندول, ليالي كليوباترا)، وليزيد بن معاوية (أمطرت لؤلؤا (نالت على يدها) وتغنى لاحمد شوقي بـ (صداح يا ملك الكنار).
أغنياته التراثية
(ماهو الفافنوس لبنونه بنت المك نمر, الشيخ سيرو, الجنزير في النجوم, قلبي المن نشوه, الموز روى, خال فاطمة, علي (فرتيقة ام لبوس), نوم عيني, حليل موسى, كباس، زينب, خالد، الحسن صاعقة النجم، الدود قرقر، شن أسوي، كان زعلان انا ما بزعل).
مدائح نبوية
ترنم مادحاً بكلمات محمد المهدي المجذوب ( ليلة المولد), وبمدحة نبوية من كلماته (يا رب العباد) .
أغنيات حقيبة برع فيها الكابلي
للشاعر ابو صلاح (من فاح طيب رياه، وصف الخنتيلة، غزال الروض، خلي العيش، البديع الهواك سباني) ولمصطفى بطران (دمعة الشوق) ولخليل فرح (ما هو عارف قدمه المفارق، بدر التمام، الشرف الباذخ). ولمحمد علي الأمي (إنت حكمة) ولسيد عبد العزيز (بت ملوك النيل). وللشاعر محمد بشير عتيق (الرشيم الأخضر)..
أغنيات أهداها كابلي لآخرين:
هذه الاغنيات من كلمات والحان عبد الكريم الكابلي اهداها لزملائه الفنانين: – اهدى الفنان عبد العزيز محمد داؤود (يا زاهية)، ولابو عركي البخيت (مرسال الشوق), وللفنان كمال ترباس (بريدك والريدة ظاهرة في عيني). ولفنان اسمه عمر الشريف (سامريني).
ولم يواصل الفنان مسيرته الفنية, واهدى الفنان إبراهيم عوض (يا حليلكم) من كلمات المهندس مهدي فرح والحان عبد الكريم الكابلي، ولم يتغن بها الفنان إبراهيم عوض كثيراً وقام عبد الكريم الكابلي بتسجيلها في كاسيت اخيراً، وهنالك ايضاً أغنية (عني مين قول لي حاجبك) وهي من كلمات السر دوليب والحان عبد الكريم الكابلي.
حلاوة اللقيا من بعد النوى
سطر عبد الله (الزول السمح) احد معجبي كابلي رسالة بكلمات اغانيه
وبعث بها من كوالامبور مرحباً بالفنان الكابلي وعودته الى ارض الوطن:
جاء فيها: في حضرة من أهوى قد هبت الخرطوم يا ناس القوز وتوتي أم خدار ومقرن النيلين والصبابي وشمبات وعيون أم در وبيت المال.. بل الخرطوم عموم.. فازدانت أرضها وأصبح بعضها يعانق بعضها بألوان من زهور وأنفاس من عطور .. ولسان حالها يقول: لكن بعادك طال .. وأنا في انتظارك لم أزل يا ملهماً شعر الغزل .. ونحنا من خلف المدى الفرقنا طوّل لو بتعرف .
يا من فاح طيب رياه على ميت الهوى أحياه فؤادي الشوق أضناه .. فهجرَك أضَرَّ وما صابنا إلا الشوق .. وكما العهد بك غيَّرت الفكرة وقدَّرت الموقف فكنت الأبَرَّ.. وعودك الميمون نوَّر سمانا وجمَّلو .. ودقات الطبول هتفت ليك تنادي لأنك في قلوبنا الحنينة الراجياك دوام فكم نشتاق لعينيك .. يا صاحب الوعي المبكر والعاطفة النبيلة ويا من كساني شجوناً ويا عازف الأوتار الفي عصره نادر .. ويا من يهب الحياة غناؤه يهب الفنون حتى مع الليل المخيم بالظلام .
لو بتعرف في انتظارك مرت علينا سنين وعقولنا صارت هزيلة وقلوبنا عليك كِتِر زلزيله .. ولكن عودك بمثابة نعمة جزيلة ترد الروح والغمَّة تزيله، فكانت لحظات ضاحكة سعيدة، وشفي قلبي بعد الجراح عشان خاطرك معانا.
لكن أنا.. للأسف لم أكن حضوراً .. وما عارف قدمي المفارق في البلد الما بلدي.. وبقيت أدور حولك بإحساسي ونوم عيني بقي لي سهر.. وبقيت أشيل صورتك عشان سماحتك كلما شرقت شمس تتجدد ما دمنا ما بننساك .. ومازال قلبي يبدو في روضة جمالك مع كل زهرة يشدو .. وعندما حسنك فاح مشاعر وعم الطيب فريقنا بي كل الجمال الأصبح فوق سيدو يشلع نور.. كان حقيقةً دا الخلاني أحبك تاني يا الزول السمح.
فيا دمعة الشوق كبي.. لأن الأمل كان يحدوني أن أسلك الطريق الشاقي الترام وصولاً للعملاقة شركة دال ببحري.. ولكن السبب الحماني.. رب الكون أمر فهو ذو حكمة قادر.. ونفضل نصبِّر في قلوبنا.
فلك السلام ولهفتي أستاذنا كابلي (أستاذ الأجيال كما يحلو لك).
آمالي أن تتحقق أحلامنا السعيدة .. وأن تضمَّد بالعزم كل جراح الوطن العزيز.. ساعتها الغيمة ترش كل وادينا.. وطالما فينا البطل لم يعد غير العمل.. فهُبِّي يا سعاد وعلميه كيف يا أختاه للحق يثور .. وانثري في دربه الحُسنَ شعاراً وشُعوراً .

The post عودة الكابلي.. (كم نشتاق لعينيك).. appeared first on الانتباهة أون لاين.

Exit mobile version