اخبار السودان لحظة بلحظة

الطيب مصطفى يكتب: حذارِ من استهداف منابر المساجد!

] وزير الشؤون الدينية نصر الدين مفرح الذي لا تنقضي عجائبه والباحث عن (عبدة الاوثان والحجارة لانهم جزء من وزارته)! ، يصر كل حين، على استعدائنا عليه واثارتنا ضده بتصريحاته الغريبة والعجيبة، فقد اعلن عن نيته (استبدال ائمة النظام السابق في وقت قريب بائمة جدد ينتهجون منهج الوسطية والاعتدال)، وكأن الأئمة السابقين داعشيون يشهرون اسيافهم في وجوه المصلين!
] فكرت ملياً في ما يعنيه الرجل بأئمة (الوسطية والاعتدال) فلم اجد سبباً غير غضبه أن الائمة الناقم عليهم لا ينتمون الى قوى الحرية والتغيير (قحت)، او ربما يكون الرجل قد اجترح تفسيراً للوسطية والاعتدال (قطعو من رأسو) يقضي بأن يستقي إمام منبر الجمعة مرجعيته من افكار الجمهوري محمود محمد طه وتلميذه القراي الذي (قرر) ابدال حفظ القرآن الكريم في رياض الاطفال باناشيد الثورة وتعلم الموسيقى، مما اعلن عن تطبيقه اعتباراً من العام القادم، او ربما اراد ان يكون إمام الجمعة وسطياً بمعنى أن يؤمن بمواددة اليهود الذين يرى اهمية تجديد الدعوة اليهم للعودة الى وطنهم القديم السودان، او اعلان المصالحة مع اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى وغيرها من الاصنام التي اعلن بحثه الدؤوب عن عبدتها، سيما ان طلائع عبدة الشيطان بدأوا يمارسون طقوسهم أخيراً على رؤوس الأشهاد!
] دهشت والله العظيم ان يتفوه ذلك الوزير الغريب الأطوار بتلك الافكار التي يعلم انها تتعارض مع مبدأ الحرية المنصوص عليه في وثيقتهم الدستورية التي مزقوها ارباً بخروجهم المتكرر عليها، بل مع روح وشعارات الثورة (حرية سلام وعدالة)، بل مع اسم (قحت) التي تحمل في جوفها كلمة (الحرية)!
] إنني لاطلب من هذا الوزير ان يتواضع قليلاً ويكف لسانه عن هذه الافكار الغريبة حتى لا يستدعي زئير منابر المساجد ضده ودعاءهم عليه، فوالله الذي لا اله غيره إن كثيراً من اولئك الأئمة اكثر فقهاً من ان يتتلمذ على ايديهم علماً واستقامة وصدعاً بكلمة الحق الذي لا تأخذهم فيه لومة لائم، ولن يرهبهم تهديد او وعيد حكام السلطة الانتقالية المغتصبة، فما بالك بوزير صغير قليل الفقه محدود الثقافة لا يفرق بين النظام الملكي والجمهوري؟!
] اعلم علم اليقين ان ذلك الوزير يعبر عن قحت التي تتبنى العلمانية منهجاً للحكم والتي ظلت منذ تشكيلها تشن الحرب على الاسلام من خلال وزرائها ووزاراتها ومديري هيئاتها مثل وزارة الإعلام التي احال وكيلها تلفزيون واذاعة السودان الى مؤسسة تدعو الى الشرك والنصرانية والعلمانية، ووزارة العدل التي تبنى وزيرها اتفاقية سيداو ودعا الى العلمانية ودافع عن المريسة ووصفها بالثقافة السودانية، والتي قال إنها يتعاطاها حتى (حفظة القرآن الكريم)! ومدير المناهج الذي شن حملة شعواء على القرآن الكريم معلناً عن استهدافه بالإزالة والكسح والمسح من العلوم (غير الاسلامية) مع تقليل مقرره في منهج التربية الاسلامية، ومدير تعليم ولاية الخرطوم الذي سار في درب الجمهوري المبغض للقرآن الكريم (القراي) حيث صرح ــ بغباء وجهل مريع ــ بأنه لا يوجد نص قرآني يدعو الى حفظ القرآن، ووزيرة التعليم العالي التي ابدت امتعاضها وانزعاجها من المذاهب الاسلامية، بل أن وثيقتهم الدستورية حذفت مرجعية الاسلام وشريعته، كما حذفت اللغة العربية كلغة رسمية للدولة، بينما شجعوا اللغات المحلية الاعجمية (غير العربية) واعتبروها لغات قومية!
] اعلم انهم في ضيق شديد من منابر الجمعة التي ظلت تواجه حملة حكومة قحت الشيوعية على الاسلام، وبالرغم من اكاذيبهم بأنهم مع الديمقراطية وحرية التعبير فإنهم في حقيقة الأمر، اشد عداوة للحريات، ولا احتاج الى دليل على ما اقول بعد التضييق والتفكيك والمصادرات التي تمارس على الاعلام والصحافة والقنوات الفضائية وغير ذلك من مؤسسات الدولة والمجتمع، فقد رأينا حملتهم على الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف واصدارهم امراً بالقبض عليه، كما رأينا ضيقهم الشديد بخطيب ميدان الاعتصام الشيخ الدكتور مهران ماهر وغيرهما.
] يقول الخبر إن الوزير مفرح قال إن من لا يلتزم (بذلك النهج) لا مكان له في منابر الدولة، وكأن الدولة اصبحت مملوكة له، ولا ادري ما اذا كان هذا الوزير يدرك الفرق بين الحكومة والدولة!
] على كل حال أنصح مجدداً من يحرضون الرجل ان يكفوا عن اللعب بالنار، فبلادنا اكثر هشاشة من ان يصل الامر الى المساجد والمنابر التي تدعو الى الله وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.

The post الطيب مصطفى يكتب: حذارِ من استهداف منابر المساجد! appeared first on الانتباهة أون لاين.

اترك رد