اخبار السودان اليوم

جوبا تفرض ضرائب وجبايات على مزارعين بالنيل الأبيض

حالة من الخوف والتوجس ظلت تنتاب المزارعين على الشريط الحدودي  بين السودان  ودولة الجنوب  هذه الأيام بعد هجمات متكررة لقوات جنوبية تصل لداخل حدود السودان وتقتاد مزارعين من مشاريعهم بعد أن فرضت رسوم متعددة بمبالغ كبيرة تصل قيمتها مبلغ 1000 جنيه لجوال السمسم، واستنجد المزارعون بحكومة ولاية النيل الأبيض بعد أن استمعت لشكاوى كبيرة من الجبايات التي تفرضها حكومة أعالي النيل على المزارعين الشماليين وقررت إرسال وفد من المزارعين أنفسهم من المتوقع أن يغادر اليوم ويصل إلى شمال أعالي بعد تنسيق تم بين والي النيل الأبيض وحاكم شمال أعالي النيل وعقد مجلس الوزراء اجتماع طارئ للنظر في شكوى المزارعين وحل مشاكلهم والاتفاق على صيغ جديدة في التعامل مع التحصيل الضريبي، وأكد أمين أمانة الرعاة بالمؤتمر الوطني لولاية النيل الأبيض محمد أحمد الشنقيطي وجود اتفاق بين حكومة شمال أعالي النيل ولاية النيل الأبيض في تفعيل الدبلوماسية الشعبية لحل القضايا العالقة بين الزراع والرعاة المتمثلة في تحديد المسارات وتقليل الضرائب وفك الازدواجية فيها ومكافحة الآفات العابرة ونبه الشنقيطي إلى ضرورة وقف التعديات المتكررة على محاصيل المزارعين من القوات الجنوبية التي تمارس عمليات إرهابية، وحذر من خطورة الأمر الذي يهدد بضياع موسم الحصاد، وطالب بضرورة نشر نقاط تأمين لحماية المزارعين وكشف عن وجود متفلتين من دولة الجنوب يمارسون عمليات النهب على المزارعين وأخذ محصولهم بالقوة .

وبرزت شكاوى كبيرة لمزارعو الشريط الحدودي في ولايتي النيل الأزرق وسنار  من مضايقات قوات جنوبية وصلت لحدود دولة السودان بعد ممارستها عمليات إرهابية للمزارعين واقتيادهم من داخل دولتهم للجنوب  وإجبارهم بقوة السلاح على دفع جبايات وأتوات من  محصولاتهم  تفوق قيمتها ألف جنيه على جوال السمسم الذي يجري حصاده، وأكد المزارعون تعرضهم للتهديدات والنهب من القوات الجنوبية،  وقال رئيس لجنة المزارعين في الشريط الحدودي بخيت قمر الدولة إن هناك قوة مدججة بالسلاح تتبع للجيش الشعبي تتحصل منهم رسوم حصاد تصل قيمتها أكثر من   ألف جنيه على جوال السمسم  بجانب رسوم أخرى بمسميات مختلفة،  وأكد المزارع  (ن ،ح ،ع)   أنه تم اقتياده ومعه 18 مزارع إلى منطقة جربنت في شمال أعالي النيل،   وكشف عن ممارسات إرهابية قاسية تعرضوا لها، وأشار إلى أنهم أخذوا منهم مبالغ طائلة مقابل الإفراج عنهم،  وأوضح عن مشاريعهم تبعد نحو 18 كلم من الحدود مع الجنوب وطالب بضرورة تأمين محاصيلهم من التعديات المتكررة للقوات الجنوبية .

فيما شكا عدد من المزارعين عن حملات تحصيل جائر تقوم بها سلطات ولاية شمال أعالي النيل واعتبروه تغول واضح على مشاريعهم الزراعية الواقعة داخل الأراضي الشمالية على الحدود بالنيل الأبيض، وقالوا أنهم يتعرضون يومياً لحملات تحصيل من حكومة الجنوب ويقومون بفرض مبلغ ٣ مليون جنوبي ما يعادل ٦٠٠ جنيه على الجوال الواحد وأبلغ المزارع (ع ف) خلال حديثه هاتفياً لـ (مصادر) من داخل مشروعه الزراعي بالقرب من منطقة التبون بوحدة جودة الإدارية أنه تم اقتياده بصحبه ثمانيه مزارعين آخرين من مشاريعهم الزراعية وذهبوا بهم إلى احدي المناطق الجنوبية لمسافة ست ساعات بعد رفضهم دفع تلك الرسوم بحجة أن المشاريع لا تقع داخل الجنوب وأضاف بأنهم علي علم بأن حكومة الجنوب تعلم أن هذه المشاريع لا تتبع لها ووجهت منسوبي التحصيل بعدم الوصول إليها غير انهم لا ينصاعون للتوجيهات وأضاف المزارع ع ف (عندما نقول لهم هذه المشاريع لا تتبع الجنوب بيقولوا لينا منو العمل ترسيم حدود عشان نعرف تتبع لأي جهة)، وقال إن أحدهم قام بقيادة سيارته وهو لا يعلم القيادة وذهب بهم من الحادية عشر صباحا حتى المساء و تعرضوا خلالها للجوع والعطش ليتم إرجاعهم بعدها إلى مشاريعهم، وقال انهم يقومون أيضا برفع الممتلكات والمواد الغذائية لمن لا يستطيع دفع تلك الضرائب والرسوم الجائرة وتتمثل في ضرائب إنتاج وجمارك وزكاة ولفت إلى انهم يقومون بدفع الزكاة مرتين للجنوب وللشمال وهو أمر غير معقول لأن الزكاة تؤخذ مرة واحدة فقط، إلى ذلك قال عدد من المزارعين إن حملات التحصيل التي تقوم بها السلطات الجنوبية مستخدمة سيارات لاندكروز عملت على ترويع العمال وارهابهم وتشريدهم مما أثر بشكل كبير على عمليات الحصاد بتلك المشاريع الزراعية بعد هروب العمال خوفا على أنفسهم، وطالب المزارعون بأهمية الإسراع في عملية ترسيم الحدود على الأرض لإنها مثل هذه التدخلات في الأراضي الشمالية بحجة عدم ترسيم الحدود، كما طالبوا سلطات حكومة النيل الأبيض بالتدخل حتى يتمكنوا من حصاد محصولاتهم الزراعية وعدم تعرضهم لخسائر كبيرة بسبب هذه الرسوم الباهظة التي تفرضها حكومة الجنوب.

تقرير  ـ كدابة: حمد عبد النبي

الخرطوم: (صحيفة مصادر)

Exit mobile version