- موظفو الهجرة الدولية يستعدون لتوزيع ملابس ومعينات على المتضررين من هجوم “كولوم” في أبيي .. صورة لـ (IOM)
وقُتل ما لا يقل عن 33 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، وأصيب عدد غير معروف خلال الهجوم الذي وقع في كولوم، على بعد تسعة كيلومترات من بلدة أبيي الأربعاء الماضي. وتفيد التقارير أن عدداً غير معروف من الأطفال اختطفوا خلال الهجوم.
وكشف تقييم سريع بين الوكالات أجري في 24 يناير أن حوالي 4 ألف شخص فروا إلى مدينة أبيي خلال الهجوم.
وكانت بعثة موظفي منظمة الهجرة الدولية في جنوب السودان اضطلعت بتوزيع الملابس والأدوات المنزلية على الناجين من هجوم 22 يناير على بلدة كولوم التي أودت بحياة 33 شخصاً وأجبرت آلاف آخرين على الفرار إلى مدينة أبيي المجاورة.
وأعرب جان فيليب تشوزي، رئيس بعثة موظفي منظمة الهجرة الدولية في جنوب السودان عن حزنه جراء الأحداث، وفقدان الأرواح في كولوم خلال الأسبوع الماضي.
وإثر شراكة مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين في المجال الإنساني، شملت بعثات المنظمة الدولية للهجرة في جنوب السودان والسودان، تم تزويد سبعين أسرة بالمساعدة الإنسانية الفورية، مثل الأغطية وحصائر النوم والصابون والأقمشة ومشمعات البلاستيك والحبال المطاطية لبناء ملاجئ مؤقتة.
ومع ذلك، هناك حوالي 3600 شخص في خمسة مواقع أخرى في مدينة أبيي وما زالوا بحاجة إلى مساعدة عاجلة.
وبدعم من مستودع الإغاثة المركزي في المنظمة الدولية للهجرة في جنوب السودان تم إرسال المزيد من مواد الإغاثة هذا الأسبوع؛ بما في ذلك الناموسيات وأدوات الإنارة التي تعمل بالطاقة الشمسية من جوبا إلى أبيي عن طريق الجو والطرقات السالكة.
وتقوم المنظمة الدولية للهجرة أيضاً بتنسيق المساعدات المتعلقة بالمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية وبدأت في بناء مراحيض للطوارئ في مدرسة أبيي الثانوية للبنين التي تؤوي غالبية الأسر، ويقدر الموجودين فيها بنحو 230 أسرة من كولوم.
ويقول أسار الحق، منسق برنامج جنوب السودان التابع للمنظمة الدولية للهجرة: “في مثل هذه الحالات، نعلم أن الناس يفرون في اتجاهات مختلفة”.
وأضاف: “حتى الآن، لم تصل استجابتنا الفورية إلا إلى العائلات النازحة في مركز أبيي، لكننا نعتزم دعم جميع الأسر المتضررة من هذه المأساة وستلقي النتائج التي خلص إليها التقييم المشترك الضوء على حجم المساعدة المطلوبة، والأماكن التي ينبغي الدفع بالمساعدات إليها”.
وتعمل الهجرة الدولية في المقاطعات الأربع التي تشكل مربع أبيي منذ عام 2010، وتركز على خطط الاستجابة لحالات الطوارئ الإنسانية والعمل مع المجتمعات المحلية، وخاصةً المسيرية ودينكا نقوك، لتخفيف حدة النزاع وبناء التماسك الاجتماعي بين المجموعتين.
بسبب التوترات التي طال أمدها، أدت المصادمات العنيفة بين الرعاة المزارعين من دينكا نقوك ورعاة الماشية المسيرية، الذين تمر طرق رعيهم الموسمية عبر أبيي، أدت إلى عدة موجات من التهجير لمجتمع دينكا نقوك، وتدمير البنية التحتية.
وبحسب تشوزي “ألقت الهجمات الأخيرة بظلالها على الجهود المبذولة لعقد مؤتمر مزمع حول هجرة الماشية يهدف إلى البحث عن أرضية مشتركة للتعايش بين المسيرية ودينكا نقوك، وإيجاد حلول للتخفيف من حدة القتال”
وأضاف: “هذا الهجوم هو مصدر قلق كبير لأنه يعيق أيضاً أنشطة إنقاذ الأرواح الأخرى في منطقة أبيي”.