:: (ممتاز)، ليس فقط الحراك الايجابي الذي يحدثه رئيس الوزراء معتز موسى في مؤسسات الدولة التي يتفقدها (ميدانياُ)، ولكن وضع اليد على الجرح أيضاً يستحق الثناء و الدعم .. وعلى سبيل المثال، نهار الأمس، بعد أن وقف على آداء السادة بوزارة التربية والتعليم، وتفقد آداء بعض الإدارات (ميدانياُ)، شدد رئيس الوزراء على ضرورة عودة السلم التعليمي السابق، بحيث تكون مرحلة الأساس ست سنوات، والمتوسطة ثلاث سنوات، والثانوية ثلاث سنوات.. وموضحاً بأن هذا السلم المرتجى احدى توصيات مؤتمر التعليم للعام 2012م .. !!
:: (شكراً)، لم يسبق أي مسؤول رئيس الوزراء بالحديث عن تنفيذ توصية مؤتمر التعليم العام (2012).. فالتوصية مخبوءة – بدهاليز التربية والتعليم – منذ عام المؤتمرين .. والكل بقطاع التعليم يعلم بان خبراء التربية والتعليم – بمؤتمرات كنانة والخرطوم – رفضوا السلم الراهن (9 / 3)، و استنكروا إضافة الفصل التاسع بمرحلة الأساس.. وكان بعضهم قد اقترح إضافة هذا الفصل – التاسع – بالمرحلة الثانوية، بحيث يكون السلم (8/4)، وكذلك اقترح البعض الآخر إعادة المرحلة المتوسطة (كما كانت)، أي عودة الى السلم الموءود ( 6/ 3/ 3).. !!
:: تلك هي توصيات الخبراء بمؤتمري (الخرطوم وكنانة)..ولكن للأسف، لم ترفع وزارة التربية والتعليم هذه التوصية لرئاسة الجمهورية، ولم تعمل بها، بل رفعت ما يُشير إلى قبول مؤتمر التعليم العام فكرة إضافة الفصل التاسع لمرحلة الأساس، علماً بأن المؤتمر لم يقبل هذه الفكرة، بل رفضها وإقترح إعادة المتوسطة والعودة إلى السلم السابق (6/3/3) أو إضافة فصل رابع للمرحلة الثانوية بحيث يكون السلم( 8/4)…هكذا كانت أراء خبراء التربية والتعليم بالخرطوم وكنانة.. ومع ذلك رفعت الوزارة تقريراً يؤكد قبول إضافة الفصل التاسع لمرحلة الأساس إلى رئاسة الجمهورية..!!
:: وبعد أن ضربت وزارة التربية بتوصيات الخبراء عرض الحائط، فرضت السلم الكارثي (9/ 3).. وما تمسكت الوزارة بهذا السلم المُعيب إلا لعجز الحكومة عن تشييد مدارس المتوسطة وتدريب أساتذتها وإعادتها إلى السلم التعليمي (كما كانت).. أي فكرة الفصل التاسع – المسماة بسنة تاسعة أساس – غطاء غير تربوي مراد به تغطية عجز الحكومات الولائية عن تصحيح خطأ تصرفها ببيع – أو بتحويل غرض – مباني المدارس..وهذا هو التحدي الذي ينتظر حكومة معتز موسى ..!!
:: نعم، بمجرد إلغاء المرحلة المتوسطة، باع بعض الولاة مدارس المرحلة المتوسطة (كأراضٍ استثمارية).. ثم حول البعض الآخر غرض المدارس إلى مكاتب حكومية.. وما وُلدت فكرة الفصل التاسع إلا لتغطية هذا النهج غير المسؤول.. ولتمرير الفصل التاسع، اخترعت الوزارة فكرة بناء الأسوار في فناء المدارس وبين الفصول، وكذلك فكرة تعيين وكيلين بكل مدرسة.. وكل هذا محاولة لإقناع الرأي العام بقبول فكرة حشد الأطفال والمراهقين في حيشان المدارس بمظان (هكذا التربية)، وهذا ما لا يليق تربوياً وتعليماً..!!
:: وغير تكاليف تأسيس المرحلة المتوسطة، فمن المتاعب التي قد تواجه رئيس الوزراء هي أن هناك مراكز قوى بقطاع التعليم العام ضد عودة السلم التعليمي السابق (6/3/3).. ولكي لا تهزم هذه المراكز تلك التوصية، فعلى مجلس الوزراء إلزام ولاة الولايات بجدول زمني محدود لتنفيذها، ثم على الحكومة والمجتمع أن يتقاسما تكاليف إعادة هذا السلم ..فالحكومة وحدها لن تستطيع تأسيس مرحلة كاملة (كما كانت)، ولابد أن يكون للمجتمع دوراً إيجابياُ..وبهذا نكون نحن الشعب الذي يجتهد لإصلاح الحاضر، بحيث يصبح كما كان في الماضي ..!!