حاوره: صديق رمضان
كشف رئيس اللجنة المستقلة للتحقيق في حادثة فض الاعتصام، نبيل أديب، عن وجود ضغوط مكثفة على اللجنة تهدف إلى إجبارها للخروج بنتيجة محددة، مؤكداً على أن اللجنة تعمل تحت ضغط عال وسببه يعود إلى الرغبة الشعبية في الوصول بهذه القضية إلى نهاياتها، وقال إن الشعب يريد أن يعرف ما حدث، معتبراً أن هذه رغبة مشروعة، موضحاً أن من أسباب الضغط الذي يتعرضون له أن ما تتوصل إليه اللجنة تترتب عليه جوانب سياسية وقانونية ودستورية، لذا فإن الجميع يتطلع إلى نتائج التحقيق، مشيراً إلى تسلمهم الكثير من البينات المادية المتمثلة في التسجيلات الصوتية والمصورة، وقطع أن عمل اللجنة يمضي بوتيرة جيدة، مبيناً أن عدد الشهود تجاوز المئات وأن بعضهم حضر بطوع إرادته للإدلاء بشهادته، وفي المساحة التالية نستعرض إجابات القانوني نبيل أديب على أسئلة «الانتباهة»:
*اللجنة انتهت من المرحلة الأولى المتعلقة بالاستماع إلى الشهود واستلام البينات ؟
-نعم.. وهنا وفي البدء لا بد من التأكيد على ان عمل اللجنة في تقديرنا يمضي بوتيرة جيدة، وقد استمعنا الى افادات الشهود الذين تجاوز عددهم المئات، وبعد الاستماع اليهم دخلنا في مرحلة تقييم الشهادات ووضع خطط للعمل المستقبلي الذي يتضمن دراسة المستندات المتوفرة لدى الجهات الحكومية المختلفة وكذلك دراسة البينات التي تم تقديمها لنا عبر الافادات المباشرة.
*وماذا عن المستندات المادية مثل الفيديوهات التي تكشف تفاصيل عن مذبحة القيادة؟
-ايضاً تعتبر من المستندات التي تم تقديمها لنا وتتمثل في الصورة والصوت «الفيديوهات» وهذه تحتاج الى تقييم، وبالتأكيد حينما يتم تقييم البينات سيتضح ان اشخاصاً او جهات لديها معلومات تهم اللجنة وسيتم استدعاؤهم للاستماع اليهم وسنستدعي كل من نشعر انه سيفيد التحقيق، وبصفة عامة فان المرحلة القادمة تتمثل في اكمال تقييم البينات .
*اللجنة تعمل تحت ضغط عالٍ ؟
-نعم نعمل تحت ضغط عالٍ وسببه يعود الى الرغبة الشعبية في الوصول بهذه القضية الى نهاياتها، الشعب يريد ان يعرف ما حدث وهذه رغبة مشروعة والانتظار فيها امر صعب، ومن الاسباب المباشرة لعملنا تحت الضغط ان ما تتوصل اليه اللجنة تترتب عليه جوانب سياسية وقانونية ودستورية لذا فان الجميع يتطلع الى نتائج اللجنة.
*ربما يأتي ذلك من واقع أن لجنتكم ليست لتقصي الحقائق فقط؟
-نعم .. فمن اسباب الضغط اننا لسنا لجنة تقصي حقائق بل لجنة تحقيق جنائي، ولجان التحقيق الجنائي يجب ان تتسق اجراءاتها مع قانون الاجراءات الجنائية الذي يهدف الى اكتشاف واثبات الجريمة وتوجيه الاتهام، وبذات القدر نهدف ان تكون الاجراءات ميسرة ولا تفرض اكثر مما تتطلبه المحاكمة العادلة للمتهمين .
*هل توجد ضغوط عليكم للخروج بنتيجة محددة تذهب في اتجاه واحد؟
-توجد ضغوط عالية من اللجنة من بعض الناس الذين يريدون ان تخرج اللجنة بنتيجة محددة ومعينة، وللاسف يوجد من يدعي انه يمثل الشارع ويحدد مطالب يريد ان يفرضها على اللجنة، وهذا بالتأكيد لا يجوز في قضايا التحقيقات الجنائية لأنها في المبدأ هي جريمة.
*هل الهدف من ذلك التأثير على عمل اللجنة ؟
-نعم، توجد مجموعة ليست لها اي صفة وتعمل ضد اللجنة للتأثير عليها وتتخذ وسائل التواصل الاجتماعي منصات لتحقيق اهدافها وهي صوتها عال ولكن حجمها قليل، وما استطيع تأكيده انها لن تؤثر على حياديتنا فنحن ندرك جيداً مدى اهمية هذه القضية وسنعمل وفقاً للقانون ولن نتأثر باي ضغوط مهما كان حجمها لان هذه مسؤولية تاريخية .
*ربما تريد هذه الجهة أن يمضي التحقيق بنزاهة حتى لا يحدث تلاعب؟
– هذه لجنة تضم خبراء في القانون ولا يمكنها ان تتلاعب في مثل هذه القضية الحساسة، مستحيل ان يفكر افرادها في الخروج بنتائج غير حقيقية، ولكن هنا لا بد من التأكيد على ان مطالبة اللجنة بادانة جهة محددة يعتبر خطأً، ورغم ذلك فاننا نتعامل مع هذه الضغوط برقة وهدوء، رغم انه يفترض ان نقابلها بالاجراءات القانونية من واقع ان لهذه الضغوط تأثير على العدالة .
*ولماذا لم تتعاملوا عبر القانون مع هذه الضغوط؟
-لا نريد ان نشتت جهودنا لان اللجوء الى القانون حول هذا الامر من شأنه ان يدخل اللجنة في متاهات ودروب سياسية اكثر من كونها قضائية، ونريد التركيز على القضية الاساسية، لذا رأينا ان نتجاوز هذا الامر حتى لا يتأثر عمل اللجنة وتنصرف عن مهمتها الاساسية.
*البعض سعى لإثناء الشهود عن الإدلاء بشهاداتهم ؟
-بالتأكيد هذا عمل مؤسف، فالوصول الى مرحلة محاولة اثناء الشهود عن الادلاء بشهاداتهم اعتبره امراً خطيراً، ولكن لحسن الحظ فان هذا المسعى لم ينجح لان عدد الشهود الذين حضروا من تلقاء انفسهم دون استدعاء كان كبيراً ويوضح ان هذه الحملة غير القانونية والجائرة لم ولن تصل الى شيء.
*البعض يشير إلى وجود مضايقات من المكون العسكري حتى لا تصل اللجنة إلى النتائج النهائية ؟
– لا.. هذه مجرد شائعات لا تسندها معطيات، اؤكد باننا لم نتعرض لضغط من جهة حكومية او عسكرية وهذه حقيقة لا بد من تثبيتها، كما لم تطالبنا اي جهة رسمية بشيء محدد حتى الان، وحتى اتصالاتنا مع الحكومة تقتصر على طلبات من جانبنا وتلبية من جانبها وهي طلبات تتعلق بالدعم اللوجستي، وهي من واجب الحكومة ويتمثل في توفير مقر للجنة بالاضافة الى موظفين وخبراء وغيرها من احتياجات عمل.
*ولم يتم الإيفاء بها ؟
– الامر ليس كذلك.. بل يتلخص في ان للحكومة اجراءات تندرج ضمن البيروقراطية التي تحكمها قواعد ضرورية لتأمين المال العام وما تريده اللجنة دعم يأتي من المال العام وطبيعي ان تكون هناك اجراءات وقنوات محددة لمنح المال للجنة.
*هل ستلتزم اللجنة بأمد مجلس الوزراء الزمني لعملها؟
-قرار مجلس الوزراء قضى بان تنتهي اللجنة من عملها في ثلاثة اشهر وهي قابلة للتمديد حسب مقتضيات العمل، ولكن استطيع التأكيد ان عمل اللجنة حتى الان يمضي بشكل جيد جداً فقد توفرت البينات التي ستتم دراستها بالشكل المطلوب رغم انها كثيرة، واؤكد ان اعضاء اللجنة اكثر تصميماً على الوصول الى الحقيقة القانونية وفقاً للبيانات المتوفرة.
The post نبيل أديب لـ(الانتباهة): نتعرض لضغوط مكثفة للخروج بنتائج محددة appeared first on الانتباهة او لاين.