الخرطوم: محمد أحمد الكباشي
تبقّى أسبوع فقط للمُهلة المحدّدة بعشرة أيام والتي جاءت ضمن فقرات بيان شديد اللهجة أصدرته لجان المقاومة بمدينة عطبرة، حول أداء والي نهر النيل، اللواء ركن عبد المحمود حماد حسين، ومغادرته موقعه. وأشار البيان إلى ما وصفه بالوضع المتردي من سوء في الخدمات وغلاء في الأسعار، في المقابل أعلنت مجموعة من التنظيمات والأحزاب مساندتها ودعمها للوالي .
البيان الذي أصدرته لجان المقاومة وجد حظه من الانتشار عبر الوسائط يتهم والي الولاية بانه ما زال يعمل تحت عباءة النظام السابق، وبذات الطريقة والنهج من (افتتاحات ومهرجانات وتصريحات تلفزيونية وشوفونية ) ويصرف من خزانة الولاية على من يشاء وكيف يشاء، دون برنامج واضح يزيح عن كاهل المواطن البسيط المغلوب على أمره أرق المعاناة، ودون حسيب او رقيب، والكل يعلم أيضاً التقاطعات التي حدثت بينه وبين الحرية والتغيير ولاية نهر النيل، والتي افضت الى مقاطعته تماماً وتسيير المواكب لرحيله .
شتاء ساخن
ويبدو ان ولاية نهر النيل على موعد مع ايام ساخنة بالرغم من برودة الطقس هذه الايام، حيث هددت لجان المقاومة باللجوء الى الشارع والعودة الى اغلاق الطرق واحراق اللساتك والاعتصامات السلمية دون الحصول على تصاديق وفق ما جاء بالبيان، الذي استعرض جملة من الاخفاقات التي لازمت اداء الوالي في الجانب الخدمي والتنموي والامني، فضلاً عن تجاهله انفاذ قانون تفكيك النظام الى جانب حل قضايا الاطباء والمعلمين .
مجريات الاحداث على الساحة السياسية تسير بوتيرة متسارعة. ففي الوقت الذي جدد فيه رئيس الوزراء عبد الله حمدوك اقتراب موعد تعيين الولاة المدنيين، الا ان عملية التفاوض تقف امام هذا الامر ولعل لجان المقاومة بعطبرة ارادت ان تتخطى هذا الحاجز وتضغط على المركز لانهاء خدمات الجنرال عبد المحمود، اذ جاء في البيان (في لجان مقاومة عطبرة نمهل الحرية والتغيير، وحكومتنا الثورية، عشرة أيام فقط لا غير، لتغيير هذا الوالي العسكري، ونحن على علم بالربط بين مفاوضات السلام مع الجبهة الثورية وتعيين الولاة المدنيين، لكننا نرفض ان تتضرر ولايات السودان من هذا الوضع، بعدم إمكانية استكمال مهام الثورة وتعطيلها بسبب مفاوضات السلام التي ندعمها ولكن ان تقف الجبهة الثورية في وجه تحقيق مطالب الثورة، فهذا ما لا نقبله ولا نريدها ان تكون عائقاً لنا في هذا الأمر والاتيان بوال مدني من قلب الشوارع يحقق طموحات الثورة في ولايتنا الحبيبة نهر النيل ).
هكذا اخرجت لجان المقاومة بعطبرة الهواء الساخن عبر هذا البيان، الذي اثار ردود افعال واسعة بالولاية في اوساط الولاية ويقول حسن بشير كافوت، القيادي بحزب الامة الوطني لـ( الانتباهة) ان ولاية الثورة نهر النيل ولاية لها خصوصية دون الولايات الاخرى هذه الولاية تتسم بتعددية ومنصات سياسية فهي معقل اليسار وحراكه التاريخي وهي مسقط رأس الطريقة الختمية والاتحاديين والانصار، وكذلك البعث والحركة الاسلامية وعطبرة هي مدينة الشرارة الاولى ثورة ديسمبر وهذا الحراك جعلها الولاية الاكثر اهتماماً بالشأن السياسي. مما يتطلب اختيار قيادة بمواصفات محددة لادارة الشأن التنفيذي والسياسي والامني وقال انه من المعلوم ان تؤول قيادة فترة الانتقال لقيادة الجيش، فتم تكليف اللواء عباس الذي طلب اعفاءه عن المهمة لاسباب تخصه ذهب الرجل وتم استبداله باللواء الركن عبد المحمود حماد وقال انه صاحب خبرة طويلة ويملك كاريزما قيادية قوية وله تجربة طويلة في الادارة والشأن التنفيذي بجانب علاقاته بالقادة العسكريين في مجلس السيادة والوزراء مضيفاً ان الوالي يتمتع بهمة عالية وارادة قوية.
مع لجان المقاومة
لماذا نحارب الوالي ونسعى لانهاء خدماته ؟ هكذا تساءل كافوت مستعرضاً جملة من الانجازات التي قال ان الوالي استطاع تحقيقها رغم الظروف التي تمر بها البلاد استطاع عبر علاقاته ان يوفر الخبز لمواطنيه في كافة محليات الولاية، واشار الى الدور الرقابي الذي قامت به الاجهزة الامنية والمجتمعية لمنع التهريب او المتاجرة في الخبز واوزانه بمساعدة الاجهزة المختصة ولجان المقاومة في الاحياء والمدن والتي فتح لها مكاتبه وشارك معها ميدانياً بشخصه في الرقابة والمتابعة في الاسواق والاحياء يساعده في ذلك مدير المخابرات، كما ان الرجل جُوبه في بداية الامر بازمة حادة في المحروقات سببها التسرب الذي يحدث لصالح المُعدِّنين، حيث إن الولاية بها ما يفوق المليون مُعدِّن وعديد من الاليات والسيارات العاملة والتي تحتاج للمحروقات بشكل متزايد، فقد قام الوالي بموازنة مطلوبات المحروقات للزراعة والنقل والتعدين والمواصلات العامة والمركبات الخاصة فاحكم الرقابة وقنن الحصص في كل محلية بضوابط صارمة وجدت القبول من كافة المواطنين وقللت التسرب، بجانب نجاحه في استجلاب كميات اضافية من المركز لصالح المُعدّنين .
قضية المناصير
وبخلاف ما اوردته لجان المقاومة حول علاقة الوالي بقوى الحرية والتغيير، وان هذه العلاقة يشوبها كثير من الفتور فانها تبدو على ما يرام وفق ما يراه القيادي بالولاية حسن كافوت، مستشهداً بتواصل الوالي مع مواطنيه واستقبالهم بمكتبه سواء في قيادة المدفعية او بامانة الحكومة، الى جانب علاقته مع الاحزاب والتنظيمات المجتمعية قاطبة وظل يشكّل حضوراً ويبت في كافة القضايا ميدانياً مشيراً الى ان الوالي سجل زيارات ميدانية لكافة المحليات بالولاية واهمها محلية البحية وهي محلية المتأثرين من قيام سد مروي، وقام بحل مشاكل الزراعة والري وكون اليات لمتابعة ملف المتأثرين نالت تعاطف المواطنين .
ضبط التهريب
قضايا الاستثمار من القضايا الشائكة بولاية نهر النيل، الاستثمار مع شركات اجنبية في مجالات التعدين والصناعة كما استفاد من المانحين (جايكا) اليابانية والشركات الروسية والتركية التي عمل معها شراكات وشرعت في تقديم خدمات في مجال الصحة والبيئة، بجانب دعمه لمستشفيات عطبرة والدامر وشندي باجهزة ومعدات مهمة، بجانب توفيره للكتاب المدرسي والاجلاس لكافة طلاب الولاية وفعّل اليات المحاسبة وضبط الصرف الحكومي وملاحقة الاعتداءات على المال العام وضبط كل متجاوز بالقانون، كما طبق مراقبة صارمة على الخدمة المدنية وضبط الحضور والاداء، استطاع الرجل ان ينجح في اصلاح ذات البين، بين مواطنيه وان يحقق الوئام والصلح في قضايا وخلافات متعددة، العبابدة والعوضية نموذجاً، كما انه من خلال علاقته بالمركز استقبل اهم الوزراء، التعدين والطاقة والصناعة والطرق والجسور والكهرباء والجمارك، بجانب زيارة رئيس مجلس السيادة لاكثر من مرة، كما ان الرجل اهتم بالمرأة وقضاياها، كما انه اهتم بالرُحّل ومطلوباتهم، هذا بجانب اهتمام الرجل بالقطاع الزراعي من حيث النجاح في ايجاد التمويل البنكي بجانب متابعته وضبطه لقطاع التعدين وصناعة الاسمنت، مما ادى لرفع عائدات الولاية بشكل ملحوظ.وليس بعيداً عن ما ذهب اليه القيادي حسن كافوت، فقد سارعت احزاب ومنظمات مجتمع مدني وهيئات التطوير بمحليات الولاية، باستصدار بيان كانما جاء كردة فعل على بيان لجان المقاومة بعطبرة، واذا كانت الاولى تطالب بذهاب الوالي اللواء عبد المحمود بعد ان عدّدت الاسباب بذلك، فان بيان الاحزاب والتنظيمات بولاية نهر الذي اوردته عدد من الصحف امس، يمضي عكس ذلك اذ انه يؤكد على دعم واستمرارية الوالي ودعمه لاكمال ما بدأه من مشروعات.
The post نهــر النيـل.. (الجــــنرال) فـــي مواجهة العاصفــــة!! appeared first on الانتباهة او لاين.