سناء الباقر
بدأت الإثنين الماضي بجوبا، جولة جديدة من المفاوضات بين الحكومة والحركات المسلحة، وتناولت ملف السلطة دون الملفات الأخرى.. وفي تلك الأثناء اندلعت أحداث هيئة العمليات بجهاز المخابرات الوطني. (الانتباهة) التقت عضو وفد التفاوض بحركة العدل والمساواة سيد شريف جار النبي، لتقف معه على آخر تطورات المفاوضات والظلال التي يمكن أن تتركها أحداث هيئة العمليات على هذه الملفات، والوقوف على الخلافات التي برزت في جوبا بين الحركات المسلحة وقوى الحرية والتغيير فكانت هذه الحصيلة:
] آخر تطورات التفاوض في مسار دارفور بجوبا؟
– نحن وشركاؤنا مستمرون في التفاوض بشكل مفتوح ووجدنا رغبة من الطرف الاخر والمناقشات تسير بصورة ايجابية ولم تواجهنا اي خلافات حتى الآن في وجهات النظر في ملف السلطة ونحن متفائلون ومتحمسون للوصول لسلام عاجل وقد سرنا في مسار دارفور بتوافق وتنسيق عال وسنحقق السلام إن شاء الله في اقرب وقت.
] مع بدء المفاوضات أو بعدها بيوم تقريباً اندلعت أحداث مؤسفة بهيئة العمليات وصفها الجيش بأنها تمرد.. كيف تعلق على ذلك؟
– الاحداث مؤسفة وبلا شك وراءها اطراف سواء داخلية او خارجية وهي عبارة عن انقلاب تمحور في محورين اولهما انقلاب على المجلس العسكري المتمثل في السيادي والهدف منه اقصاء قائد الدعم السريع ونائب المجلس السيادي وهذا العمل اتفاق بين عدد من الاطراف منها فلول المؤتمر الوطني المتمثلة في بعض منسوبي الاجهزة الامنية وايضاً بعض ممثلي قوى الحرية والتغيير خاصة الذين يتحدثون عن انتخابات مبكرة والذين كانوا يتفاوضون سراً مع النظام البائد والهدف الاساسي هو تعطيل التفاوض وفرض امر واقع جديد حتى لا تصل الاطراف الحقيقية لاتفاق سلام. اضافة لذلك فان التدخلات الخارجية بلا شك حاضرة لزعزعة امن واستقرار السودان.
] لماذا البدء بملف السلطة وهناك ملفات أهم.. كملفات النازحين والقضايا الإنسانية.. هل للاستعجال في نيل حصتكم من السلطة والولاة والمجلس التشريعي أولاً؟
– بعد توقيع الاتفاق الاطاري بدأنا بمناقشة القضايا الإجرائية التي تتعلق بمنهجية التفاوض كما ناقشنا كل الملفات وحددنا البداية بالملفات المرتبطة بالازمة وبدأنا بالملف الانساني المتعلق باوضاع النازحين واللاجئين، واتفقنا نحن والوساطة والحكومة بأن يتم انشاء لجنة اشرافية لاختيار ممثلين من النازحين واللاجئين والمجتمع المدني وبهذا الغرض تم ارسال اللجنة المكونة من وفد من مسار دارفور والحكومة ومن اليوناميد لاعداد ورشة منتصف يناير الحالي في الفاشر وبعدها يتم حضور الممثلين الحقيقيين للنازحين واللاجئين للمفاوضات بجوبا، لهذا الغرض رأينا تجميد هذا الملف لحين وصول ممثلين للنازحين وللاجئين وللمجتمع المدني، وبالتالي الملفات المرتبطة مباشرة بافرازات اللجنة رأينا وجود الضحايا مباشرة في المنبر وهذا ما جعلنا نقدم ملف السلطة على الملفات الاخرى.
] هناك من يرى أن هذا الملف سيُحسم سريعاً حتى لا تفوتكم «كيكة» السلطة؟
– ابداً كافة الملفات موجودة مباشرة في ملف السلطة اذا مسكنا ملف الثروة فهو موجود مباشرة في ملف السلطة اذا مسكنا ملف الوضع الاداري في دارفور نجده مرتبطاُ بملف السلطة حتى ملف الترتيبات الامنية له علاقة مباشرة بملف السلطة بالتالي ليس الغرض منه الوصول للحكم او السلطة، فقط نريد معالجة كل القضايا والمشاكل التاريخية التي ارتبطت بقضايا السلطة وقضايا الحكم، وليس قضية دارفور فقط بل كل قضايا السودان، فملف السلطة لمناقشة جذور المشكلة السودانية وليس بحث وراء السلطة والمحاصصات ولو اردنا ذلك لوجدناها بأسهل الطرق. اما مسألة ولاة الولايات ومشاركتنا فيها وفي التشريعي هناك التزام مسبق بيننا والحكومة الا يتم تعيين الولاة اوالتشريعي الا بعد الوصول للسلام.
] بدأ العد التنازلي للانتخابات بل البعض يروج لانتخابات مبكرة ؟
– هذا كله هروب من دفع عملية السلام الذين يتحدثون عن انتخابات مبكرة كلهم يريدون تعطيل عملية السلام ولن تكون هناك انتخابات في السودان ما لم يتحقق السلام لانه كما ذكرت هو المفتاح لمعالجة كل الازمات التاريخية في السودان، وهو المدخل لمعالجة كل الخلل البنيوي الموجود في الدولة السودانية لان الانتخابات مرتبطة باستحقاقات ومن ضمنها عمليات احصاء سكاني وهناك اكثر من خمسة ملايين لاجئ ونازح هل هؤلاء لا تشملهم الانتخابات؟ ولماذا لا يكونوا ضمن الناخبين.. نفس عقلية المؤتمر الوطني تمارسها هذه الاحزاب التي لم تكن لديها قواعد او جماهير وتريد استغلال ظرف ما قبل السلام لتحقيق مآربهم وبالتالي يتم التعامل مع القضايا بنفس عقلية الوطني..
نحن نريد من خلال هذ المفاوضات تحقيق شعارات الثورة الواضحة وهي الحرية والسلام والعدالة.. من يتحدث عن الانتخابات عليه ان ينتظر توقيع اتفاق السلام ومعالجة مشاكل البلد سواء أكانت مشاكل امنية اومشاكل اقتصادية وتنموية وبعدها نتجه كلنا في اتجاه انتخابات نزيهة بعد إعداد دستور البلاد الدائم والمؤتمر الدستوري وبعد تكوين قانون الانتخابات.. من يتحدثون عن الانتخابات المبكرة ليس لديهم قواعد ويريدون استغلال الظرف الحالي للفوز بالتزوير او بالخداع وهذا العبث انتهى مع النظام البائد.
] بعض قوى الحرية والتغيير غادرت جوبا مغاضبة لعدم إشراكها في عمليات التفاوض؟
– موقفنا واضح جداً فالقطيعة التي حدثت بيننا نحن قوى الكفاح المسلح وبعض ممثلي قوى الحرية والتغيير لان بعضهم يرفض السلام ويعطلونه ولا يرغبون في تحقيق السلام وقد اعلنا موقفنا بصورة واضحة لاننا ايضاً جزء من قوى الحرية والتغيير ونحن اسسنا الحرية والتغيير وهناك معلومة تقال لاول مرة وهي ان الشخص الذي كتب وثيقة قوى الحرية والتغيير هو الدكتور جبريل ابراهيم هذه الوثيقة لم يتم فيها تغيير شولة واحدة، وما تم تغييره فقط شكلي فيما يتعلق بحذف بعض النقاط لكن هذه الوثيقة منذ البداية للنهاية تمت كتابتها بواسطة جبريل ابراهيم… ثانياً نحن ساهمنا مساهمة كبيرة في تماسك وحدة قوى الحرية والتغيير وساهمنا مع احزاب قوى التغيير لتحريك الشارع حتى اسقاط النظام الذين يعيشون في الخرطوم لا يعرفون عن قضايا السودان الا قضايا الخرطوم فقط وهي الماء والكهربا والخبز.. وعدم وجود قوى الكفاح المسلح بالداخل جعلهم يستغلون هذا الفراغ لتمرير ما يريدون وبالتالي ما نفذه المؤتمر الوطني هو ما يريد ان يفعله بعض ممثلي قوى التغيير وبالتالي جزء من ممثليهم يريدون المشاركة في المفاوضات بصفتهم ممثلين للحكومة نحن رفضنا ذلك بشكل واضح، وقلنا ان الذي يمثل هو الحكومة المعروفة التي لديها التفويض والصفة الدستورية لتمثيل الدولة.
] أليس من حقهم أن يكونوا ولو مراقبين؟
– اذا ارادوا المشاركة عليهم ان يكونوا مسهلين او مراقبين لكن لا نسمح لهم ان يكونوا مفاوضين وقلنا رأينا هذا في داخل قاعات التفاوض وسلمنا الوسيط هذا القرار مكتوباً باننا لا نسمح باي شخص مدني ان يمثل الدولة ان لم تكن له صفة دستورية وبالتالي هم اتوا لتعطيل المفاوضات وان لم تكن لدينا شكوك في مساهمتهم معنا في كيفية تحقيق السلام باسرع ما يمكن، لكنا جلسنا معهم كشركاء ولكنهم تنكروا لنا وجاءوا لتعطيل التفاوض وبالتالي نحن لا نقبل في كل الاحوال بوجودهم في المنبر حتى نصل الى سلام.
] ومن أين أتتكم هذه الشكوك؟
– عندما وقعنا اتفاق المبادئ في جوبا لم ترحب اي من القوى الممثلة لقوى الحرية والتغيير بذلك ولم تصدر بياناً، وعندما وقعنا الاعلان السياسي لم نجد منهم الا النقد والتشويه والتشويش ويعتقدون ان ما يجري بجوبا خصم على قضاياهم وبالتالي موقفنا من هؤلاء انهم لا يريدون السلام وانهم اعداء للسلام بالتالي رفضناهم ونرفضهم حتى نصل لسلام.
] في رأيك هل الجولات التي يقوم بها بعض ممثلي قوى التغيير لبعض الولايات تصب في صالح الاتصال بقواعدهم والتحضير للانتخابات ؟
– ليس هناك انسجام حتى من داخل ما يسمى بمكونات قوى الحرية والتغيير ونرى المهاترات التي تحصل داخل الاحزاب لانها احزاب غير ناضجة جزء منها احزاب اسرية وجزء منها عدد افرادها بالكتبر خمسة اشخاص وبعضها احزاب تقليدية وصفوية وليس لديها اي برنامج احزاب تريد السلطة بدون اي برامج ولذلك ليس لديهم قواعد حتى في مناطقهم لكن الفيصل هو الجماهير..
] وماذا عن قواعدكم وجماهيركم كحركات مسلحة؟
– عندما جاء وفد قناديل السلام من حركة العدل والمساواة للداخل شاهد كل السودان الاستقبالات الكبيرة التي تمت سواء في الخرطوم او في الشرق وهناك وفود تعد العدة للذهاب لدارفور وكردفان وعليهم ان يبحثوا عن قواعد وجماهير إن كانت لديهم، لكن قصة الانتخابات المبكرة لا احد يستطيع في داخل السودان عقد انتخابات بالطريقة المزاجية التي يريدون.. الانتخابات لديها استحقاقات اهمها تنفيذ شعارات الثورة و من اهمها السلام ان لم يكن هناك سلام لن تكون هناك اي انتخابات ولن تكون ما لم تنتهِ الفترة الانتقالية التي سنتفق عليها لاحقاً مع الحكومة لنتفق على كيفية اجرائها في الفترة القادمة، وكل المؤشرات تؤكد انه آن أوان تحقيق السلام ونحن والحكومة وشركاؤنا نمسك بملف السلام ونعمل على قدم وساق للوصول لسلام عادل لتحقيق الامن والاستقرار والحرية والعدالة.
The post جار النبي: جبريل إبراهيم هو من كتب وثيقة قوى الحرية والتغيير ولم يغيروا منها «شولة» appeared first on الانتباهة او لاين.