حالة الاسترخاء الأمني التي تشهدها البلاد حالياً هي ما أغرت فلول النظام المخلوع بالتحرك في كل الاتجاهات وبشتى السبل لإثارة الفوضى وزرع الفتن والبلبلة، والاختفاء خلف كل قضية عادلة أو مفتعلة، حالة الاسترخاء الأمني نفسها والتساهل الذي أصبح عنواناً بارزاً مع هذه الفلول، هي ايضاً ما جعل حلم العودة إلى ما قبل الحادي عشر من ابريل يراود أذهان جهابذة النظام المخلوع.
كل المعطيات والملاحظات تعكس حقيقة واحدة، وهي ان هناك تساهلاً امنياً وغفلة نرجو الا تكون متعمدة، والحلقة الأضعف الآن هي الجانب الأمني، ولعل أحداث بورتسودان والجنينة المتكررة واحداث رأس السنة بالخرطوم، وأحداث الأمس التي روعت المواطنين داخل منازلهم وسقط جراءها جرحى ومصابون هي ما يؤكد ذلك، والمكون العسكري في المجلس السيادي سيظل هو المسؤول الأول عن ضعف هذه الحلقة التي ستفتح الباب واسعاً أمام عودة النظام المخلوع بوجه جديد بعد إضافة المساحيق اللازمة ما أمكنه ذلك.
إقرار الفريق الكباشي بالتقصير الأمني لا يبرر ولا يشفع لهذا التقصير، واتهام الفريق أول حميدتي لرئيس جهاز المخابرات بالتقصير في حسم تفلتات منسوبي جهازه رغم تحذيرات الرئاسة له، لا يعفي الفريق حميدتي ولا زملاءه العسكريين في المجلس السيادي، من مسؤولية التساهل والاسترخاء والتقصير الأمني، وبدلاً من التلاوم والاعترافات بالتقصير ومعالجته إعلامياً بالتصريحات، كان الأمر يتطلب إقالة ومحاسبة المقصر اولاً، ليكون التصريح للإعلام بعد ذلك، فمدير المخابرات لم يختر نفسه لهذا المنصب.
أعود وأقول إن استحقاقات الجنود والضباط المسرحين حق وواجب الإيفاء به، والقانون هو ما يكفل هذه الحقوق، لا احتلال مؤسسات الدولة وحقول البترول بقوة السلاح وزعزعة الأمن والاستقرار وإثارة الفوضى، فأية محاولة لزرع الفتنة وإثارة البلبلة ونسف الاسقرار، هو عمل لا يمكن تبرئته من الظلال السياسية والمحاولة لضرب ثورة الشعب السوداني وإعادة عقارب الساعة إلى عهد الفساد والاستبداد، والمستفيد من هذا معروف والسؤال عنه بدعة… اللهم هذا قسمي في ما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.
The post التساهل والتقصير الأمني appeared first on الانتباهة او لاين.