سيداتي سادتي
كان هذا الرجل لا يملك شيئاً من حطام الدنيا ويعمل باليومية رزق اليوم باليوم. ولذا سافر إلى أرض الذهب ولما وصل لم يطل به المقام، فقد وجد خيراً كثيراً من الذهب وعاد مرحاً مسروراً بهذا الرزق الذي ساقه الله إليه. وبوصوله اشترى بيتاً ممتازاً وسكن أولاده وظل الناس يتوافدون عليه زرافات ووحدانا، وينادونه بالسيد الوجيه. هكذا حال الدنيا انقلب الحال وتغيرت الأحوال!
ومن الطرائف أن أهله وأقرباءه لا يعرفون عنه شيئاً إلا حين صار مليونيراً جاءوا إليه. قال له أحدهم أنه ابن عمه أحمد وآخر قال إنه ود خالته خديجة وظلوا يزورونه يومياً ويناولهم مما رزقه الله واشترى عربة من النوع الفاخر وظل الناس حينما يأتي ماشياً برجليه يقفون له إجلالاً وتقديراً ويغنون له كما قال الشاعر قديماً:
إن الدراهم في الأماكن كلها تكسوا الرجال مهابة وجمالاً
حتى الكلاب إذا رأت يوماً غنياً اصطفت إليه وحركت أذنابها
وإذا رأت يوماً فقيراً غادياً نبحت عليه وكشرت أنيابها
وبفضل المال صارت له مكانة سامية في المجتمع ولقبوه بالمحسن الكبير. وذات مرة سافر للقاهرة لإجراء فحوصات طبية, جاءت الصحف والجرائد وصورته لتنشر وتتمنى له عوداً بالعافية ولما عاد من القاهرة توافد الناس إليه من كل الأنحاء مهنئين بسلامة وصوله.
سيداتي.. سادتي هكذا تغير الحال وسبحان مغير الأحوال وعاد مرة أخرى إلى أرض الذهب طالما أن الحظ لعب دوره معه بهذه الصورة وعاد يحمل أموالاً طائلة واشترى لأولاده عربة تقلهم للمدرسة ووصله جواب من الغرفة التجارية أنهم منحوه عضوية الغرفة ولكن لا يعرف شيئاً عن هذه الغرفة وافتكر أنهم أدوه غرفة سكنية وهو غير محتاج إليها وجاءه جاره المحامي اطلع على الخطاب قائلاً: أكتب لهم أنا لست محتاج إلى غرفة سكنية وضحك المحامي قائلاً: هم منحوك عضوية التجارية التي تجمع الأغنياء هكذا قال لهم طيب أنا موافق.
وهكذا كما ذكرت لكم إن هذا الرجل جاءته ليلة القدر بعد ذلك التعب أيام كان فقيراً ولكن الرجل تذكر تلك الأيام وظل ينفق للمساكين باليمين والشمال وظلت الجرائد تنشر صورته أنه رجل الأعمال والمُحسن الكبير بعد أن كان الفقير الكبير.
هكذا سيداتي سادتي أمشوا الذهب عسى يرزقكم الله.. مع تحياتي.
The post مليونير عايد من الذهب appeared first on الانتباهة او لاين.