نعم أعى تماماً ما أقول وأعنى ما أقوله تماماً.. سيرفع الدعم في أول أبريل لاسباب ومؤشرات اقتصادية معينة ستقود الى ذلك، ولن تتوانى الحكومة فى رفع الدعم عن الوقود والسلع الاساسية الا اذا أتتها معجزة من السماء، خزانة الدولة مازالت فارغة تماماً، وليست هنالك أية بشائر او نذر انفراج اقتصادى قريب، فلا مانحون ولا اصدقاء للسودان ولا.. ولا.. كل الحكاية راحت شمار فى مرقة، وما يتم تداوله عن دعم للسودان لا يخرج عن دائرة التصبير والتصبين، ولكن طال الامر او قصر سيقف حمار الشيخ فى العقبة، وستلاقى العقدة المنشار، وستتوقف عجلة الاقتصاد، وذلك فى غضون ايام قلائل.
ليس هنالك أى نشاط او دعم خارجى يعزز موقف الحكومة، وليست هنالك اية سياسات صحيحة قد تسهم فى حل مشكلة الاقتصاد ولو على المدى الطويل، ومازالت هنالك فئات تسعى لتجفيف السوق من العملات الحرة، ومازال هنالك تجار يوجهون العملات الحرة لاستيراد السلع غير الضرورية وسلع الرفاهية فى ظل حاجة البلاد لكل دولار، ونجد ان الرأسماليين والتجار لم يستشعروا المسؤولية ولم يوجهوا امكاناتهم لدعم اقتصاد البلاد.
وما نقلته مدير المخزون الاستراتيجي عن ان الدقيق الموجود لا يكفى البلاد لمدة (18) يوماً حديث صحيح وحقيقي، ولعله جاء فى وقته للتحذير ولاخطاركم بالحقيقة وتهيئة الرأي العام لتقبل رفع الدعم، نعم لا يوجد مخزون كافٍ من الدقيق، وما تناقلته جهات عن وجود سفن تحمل قمحاً في عرض البحر الاحمر، فعملية نقلها وترحيلها ومن ثم تقشيرها وطحنها وتعبئتها تحتاج لمدة تصل الى شهر كامل، وبالفعل ستحدث الفجوة وستضطر الحكومة لرفع الدعم.
ما اقوله ليس تخويفاً او حديثاً للاستهلاك، ولكنه حديث للانتباه، وربما سنرجع الى عهدنا السابق، ولذلك وحتى لا تحدث فجوة غذائية وسوء تغذية وجوع، على الاسر ان تحاول الحصول على حاجتها من دقيق الذرة والعيش وغيرها من المواد الغذائية المحلية، حتى لا تحدث فجوة الجوع، فالفترة القادمة فترة عصيبة وقاسية وتتطلب تضافر الجهود.
أخشى ان يكون ما يقوم به رئيس الوزراء حمدوك لا يخرج عن اطار انفاذ الاجندة الخارجية التى تحتم على السودان الخضوع وتقديم فروض الولاء والطاعة، ورغم ذلك لن نحصل على الغذاء، وسنحصل على وعود فقط بمساعدة بلادنا برفع اسمها قائمة الدول الراعية للارهاب، ولكن سياسة المزايدات التى درجت امريكا على اتباعها ازاء الشعب السودانى لن تتخلى عنها ولو بعد حين، ولو اشعل الشعب السودانى باكمله اصابعه شموعاً، ولكننا سندعم امر الحفاظ على امن واستقرار بلادنا.
ومن هذا المنطلق ندعو الحكومة لالغاء كافة الرسوم المفروضة على الزراعة والمزارعين، وتدعهم يقومون بزراعة المساحات المتوفرة قمحاً، وزراعة المحاصيل والحبوب الزيتية وغيرها من المواد الغذائية من محاصيل العروة الشتوية، فليس امامنا خيار آخر سوى الاكتفاء الذاتى.. يلا كونوا مستعدين لرفع الدعم، وحتى لا تتأثروا علموا نساءكم عواسة الكسرة والقراصة وصواطة العصيدة وتخمير العجين، وتعليق شرائح اللحم على حبال الملابس بعيداً عن متناول قطط المنازل التى باتت تزاحمنا في غذائنا.
The post الدعم حيترفع!! appeared first on الانتباهة او لاين.