أو الأنا في قمة قبحها..
وهي مقبولة – إلى حد ما – من تلقاء الصغار ؛ أما عند الكبار فمن كبائر النواقص..
نواقص الأخلاق… والعرف… والدين… والرجولة..
وهي تتبدى الآن لدى إسلاميي الإنقاذ في أبشع صورها ؛ بعد فقدهم الجاه…
والثروة..
فكل الذي يعيبون عليه الآخرين هو حلال لهم..
يقول بعضهم – على سبيل المثال – إن قتل ضباط رمضان ليس فيه ما يشين..
فهو تم وفقاً للقانون ؛ أي قانون؟… لا أدري..
وحين يُلمَّح إلى إمكان تطبيق القانون نفسه على بعضهم الآن يصرخون ذعراً..
ومن بين ثنايا هذا الصراخ تسمع مفردة (مسيسة)..
تماماً مثل صراخ محاميي رئيسهم قبيل النطق بالحكم في مواجهته ؛ قبل أسابيع..
فقد صرخوا خوفاً على حياة البشير (مسيسة)..
رغم إن بشيرهم هذا هو الذي صدق على سلب (حياة) البعض ؛ بالتهمة ذاتها..
وأشار القاضي إلى أحدهم وهو مجدي محجوب..
وكأنما حياة مجدي هذا – والآخرين – لا قيمة لها ؛ ولكن حياة البشير غالية جداً..
وكذلك حياة أي (أخ) من إخوانهم بتهمة الانقلاب..
وهي التهمة التي استباحوا بسببها أرواح (28) ضابطاً قبيل وقفة عيد الفطر..
فأي منطق مجرد حتى من ورقة التوت هذا؟..
وفي تسريبات اجتماعاتهم التي تبثها (العربية) طالب علي عثمان بإعدام المتآمرين..
ونسي أنه تآمر – من قبل – ضد الشرعية… وانقلب عليها..
والأمثلة من هذا القبيل الذي تشمئز منه الأنفس (السوية) لا عد لها في عهد الثورة..
والآن يعيبون على الحكومة مصادرة بعض الصحف..
ونحن مثلهم نعيب… ونتألم ؛ ولكن ليس من زاويتهم الأنانية التي لا تعبأ بالغير..
وإنما نبتئس لمطلق المصادرة ؛ أي مصادرة..
إلا أن تكون لدواعٍ قانونية قوية ؛ وحتى في هذه الحالة نفرد مساحة للتعاطف..
مثل تعاطفنا مع زملاء المهنة في السوداني والرأي العام..
ولكني أجزم – بل أقسم – أن مثل هذا التعاطف لا يجد إلى نفوسهم الأنانية سبيلاً..
يحتجون على المصادرة – إذن – ويذرفون دمعاً كذوباً..
ودلالة كذب دمعهم هذا أنهم ينبشون الماضي البعيد بحثاً عن مصادرات مماثلة..
ويجدون ضالتهم في بدايات عهد (مايو)..
ثم يصيحون بفرح خبيث ( أرأيتم؟… ها هو التاريخ يُعيد نفسه مع الشيوعيين أنفسهم)..
ويتجاوزن – عمداً – ما فعلوه هم في بداية عهدهم..
فقد صادروا الصحف… والرأي… والأحزاب… والنقابات ؛ بجرة قلم من رئيسهم..
وشردوا الآلاف من وظائفهم باسم الصالح العام..
ولم تأخذهم رأفة بهم… ولا أسرهم… ولا أطفالهم ؛ فغاية التمكين تبرر الوسيلة..
ثم قتلوا… وسجنوا… وسحلوا… وعذبوا ؛ باسم الدين..
والآن يستجدون العواطف باسم الدين هذا… والأخلاق… والضمير… و الإنسانية..
بعد عرفوا أن الله حق… وأن الأيام دول..
عرفوا ما عميت عنه أبصارهم – وبصائرهم – ثلاثين عاماً ؛ جراء غشاوة السلطة..
وما أسوأ الأنانية حين تمشي عارية بين الناس..
وتغدو أنا وقحة !.
The post أنا وقحة! appeared first on الانتباهة او لاين.