اخبار السودان لحظة بلحظة

أخطر تقرير .. العراق بين ضربتين!

رصد: الانتباهة أون لاين

عاد العراق مجدداً مسرحاً لصراع القوى في المنطقة بعد أن أعطى الرئيس الأمريكي أوامره بإستهداف المطلوب الأول على القائمة الأمريكية للمطلوبين بجرائم تتعلق بالإرهاب الدولي الجنرال الإيراني قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري ورجل إيران الأبرز في مشروعها في الدول العربية، ووفقاً لتقارير متخصصة، استخدمت القوات الأميركية في عملية قتل قاسم سليماني ومرافقيه صاروخين من طراز هيلفاير R9X (نينجا Ninja) المعدلة من قبل الجيش الأمريكي، أطلقتها طائرة بدون طيار من طراز  MQ-9 Reaper  أرسلت من قاعدة العديد العسكرية في قطر، وذلك بعد لحظات من خروج موكبه من مبنى مطار بغداد الذي وصله عائداً من سوريا. 

ويتميز هذا النوع من الصواريخ بأنه يحتوي على ستة شفرات تشبه السيوف تفتح بعد إطلاقه، مصممة لتقليل الأضرار الجانبية، وذلك بدلاً من الرؤوس الحربية المتفجرة في الوسط.

واحتاجت إيران لأيام لتقرر نوع وحجم الرد على العملية الأمريكية ومقتل رجلها العسكري الأهم، فتمخضت اجتماعات أمنية على مستوى عال جداً في إيران عن تحديد أهداف في العراق تمثل رمزاً للوجود الأمريكي للعراق، فشنت قوات الحرس الثوري الإيراني هجوماً صاروخياً، استهدف قاعدتين تستضيفان قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في حوالي الساعة 01:30 بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي (22:30 بتوقيت غرينتش يوم الثلاثاء).

وأعلن التلفزيون الإيراني عن إطلاق الحرس الثوري الإيراني لـ 15 صاروخاً على أهداف أمريكية بالعراق في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء. فيما أكد مسؤول أميركي أن 10 صواريخ منها فقط سقطت في منطقة خالية داخل محيط قاعدة عين الأسد، فيما ضرب صاروخ آخر قاعدة مطار أربيل، بينما أخفقت أربعة صواريخ في الوصول إلى أهدافها، وسقطت في منطقة حيطان التي تبعد عن قاعدة عين الأسد حوالي ٣٠ كيلومتر.  وغرد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عبر حسابه على تويتر، أن بلاده اتخذت و”استكملت” إجراءات متناسبة في إطار الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وأنها لا تسعى إلى “التصعيد أو الحرب”، بل الدفاع عن النفس في وجه أي عدوان، مؤشراً على قلق إيران المحتمل من احتمال الرد الأميركي “بسرعة وبقوة كاملة، وربما بطريقة غير متناسبة”.

ووفقاً للمراقبين مُني الهجوم الإيراني بالفشل الذريع فلم يحقق أي أهداف عسكرية ذات قيمة تذكر ، فقد أعلن الرئيس الأمريكي أنه لم يصاب أي من الجنود الأمريكيين  المتواجدين بالقاعدتين بأذى وأنه تم إخلاء القاعدتين قبل وقوع الهجوم ، فيما أفادت مصادر عراقية بوقوع اصابات ووفيات لين المواطنين العراقيين جراء تلك الصواريخ التي أخطأت أهدافها. وسواء كان عدم وقوع ضحايا أمريكيين في هذا الهجوم بفضل كفاءة الاجراءات الأمريكية التي اتخذت بناء على المعلومات التي كشف عنها مسؤولان أمريكييان  للإعلام قبل ساعات من الهجوم الإيراني على القاعدتين العراقيتين في عين الأسد وإربيل، من أن الاستخبارات الأميركية رصدت تحريك إيران صواريخ باليستية وطائرات مسيرة، وأضافا أن الهدف قد يكون تأمين تلك الأسلحة من ضربة أميركية محتملة أو “وضعها في مواقع مناسبة لشن هجمات”، والذي أنهى عنصر المفاجأة الذي يعد عاملاً مهماً لنجاح أي هجوم عسكري، ويؤكد الاستعداد الأمريكي المبكر تحسباً للهجوم الإيراني، باتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية جنودها في المنطقة. أو يعزى كما يرى بعض المراقبين إلى رغبة الجانب الإيراني في تنفيذ هجوم “دعائي” يتناسب مع “البروبغاندا” الإيرانية المعتادة في مواجهة “الشيطان الأكبر” يرضي أنصاره . فإن الأمر الذي لا يمكن تفسيره هو استهانة إيران بأرواح أبناء الشعب العراقي الذين وقعوا ضحية لضعف كفاءة توجيه الصواريخ الإيرانية، ولم تأخذ إيران أي اعتبار لحياتهم وأمنهم.

واذا تجاوزنا مسألة السيادة في الهجومين التي يبدو أنها لم تكن قضية جوهرية بالنسبة للحكومة العراقية ربما بسبب الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة الأمريكية وضعف الحكومة العراقية في مواجهة إيران ، فإن الموضوع اللافت هو أن الاستهداف الأمريكي لموكب سليماني ونائب قائد ميليشيات الحشد الشعبي العراقية أبو مهدي المهندس، ومرافقيهم، يظهر كفاءة الجيش الأمريكي وتفوقه معلوماتياً وتقنياً والذي تمثل بدقة انتقاء الاهداف وتحديد المكان والزمان المناسبين للهجوم للحيلولة دون وقوع أي اصابات بشرية في صفوف العراقيين أو أضرار في الممتلكات للعامة والخاصة تؤثر على النجاح العملية أو رفع تكلفتها السياسية المحسوبة أيضاً بدقة كما يبدو.

The post أخطر تقرير .. العراق بين ضربتين! appeared first on الانتباهة او لاين.

اترك رد