اخبار السودان اليوم

خارج المتاهة- نحتاج إصلاحاً عاجلاً

الصراع بين الخير والشر هو جدل الحياة وخط التاريخ البشري في صعوده المتعرج ، نسمع بذلك – أو بما معناه – ونشاهد تماثلاته في فنون المسرح والسينما ، ولكنني لم أره رأي العين واقعاً عملياً إلا في الصراع الذي يجري الآن في السودان ، كان عصياً على الخيال استيعاب أن يكون هنالك قوم يدافعون عن باطل مفضوح أمامهم ، عن نظام هو اللعنة الصارخة على معاني الصدق والاستقامة ، هو الإساءة الكبرى لدين الإسلام ولكل قيم الأرض والسماء ، وآيات ذلك جلية أمام الجميع في محاكمة الساقط المخلوع ومحاكمة قتلة الشهيد أحمد ألخير ، وفي وقائع جلسات “شوراهم” شورى اللصوص التي تذيعها قناة العربية هذه الأيام مسربةً اليها منهم أنفسهم ، وأحداث الفتنة القبلية/العنصرية بالأمس في بورتسودان وفي الجنينة اليوم وربما في مكان ثالث غداً لا سمح الله … إلى آخر الفتن التي يعمل على إشعالها والدفاع عنها بقايا السلطة البائدة ، فهل هذه الأحداث اليائسة والدفاع عنها سببه قوة في معسكر الشر ؟ ، لا ، بل الأمر أمر ضعف في معسكر الخير ؛ ضعف في أداء الحكومة ، بؤس في واقع وانشغالات حاضنتها ق ح ت ، وعطب في تقديرات وسلوك حلفاءهم في الحركات المسلحة ، وليس أمر قوة في أوساط الفلول ..
هذا هو الشهر الرابع منذ تشكيل حكومة الثورة ولا زالت الولايات بدون ولاة مدنيين من أبناء الثورة ، وإذا سألت ستكون الإجابة :أحزاب ق ح ت تخوض، فيما تخوض من الصراعات ، معركة (المحاصصات) في المناصب السياسيةوالحكومية ، وأن الحركات المسلحة طالبت بتأجيل تعيين الولاة وتشكيل البرلمان لحين الانتهاء من المفاوضات وتحقيق السلام !!
وهكذا ستبقى الثورة عاجزةً عن أداء واجباتها ، محدودةً في إنجازاتها وفي خانة الدفاع دائماً بينما طاقات واستعدادات قاعدتها ، شباب الثورة ، مجمدة بسبب الشلل والتيه الذي تعيشه القيادة السياسية في ق ح ت .. وسيظل المراقب يردد رؤيته وما يراه :

Exit mobile version