(1)
] أصبحت الخرطوم بأطرافها الثلاثة، بما في ذلك الهامش فيها (منطقة مغلقة)..وهي أضحت أشبه بالتلفون المغلق، إذ لا يمكن الوصول الى وسط الخرطوم إلّا اذا كنت من ذوات (الأجنحة)..ما دون ذلك، فإن كل الأنواع أضحت من ذوات (الزواحف).
] الحركة في الخرطوم أصبحت لا تطاق. إهداراً لعامل الوقت، والتعامل مع المواطنين كالأدراج يتم تحويلهم من محل لآخر، وزحزحتهم من مكان لمكان مثل (أقفاص الفراخ) عندما تدخل للقاهرة من مناطق الريف والصعيد في مصر!!.
] كل المناطق في الخرطوم صارت (مناطق عسكرية) – وكل الشوارع (مغلقة). والأسوأ من ذلك، إن الشارع يُغلق (فجأة) أمامك دون سابق إنذار او تنويه ودون وضع بدائل للشوارع المُغلقة كما تلزم لوائح المرور.
] أشعر أن الشخص الذي يصدر أوامر إغلاق شارع، لا علاقة له بالمرور، ولا يعرف شيئاً عن المسؤولية ويجهل مكارم الإنسانية والتعامل معها.
] من المؤسف أن تتحول حركة المرور الى سكنة الوقوف. وتتحول الحركة في الشوارع من شرطة المرور الى القوات المسلحة، لتمتلئ الشوارع بالدبابات والعربات المصفحة والأسلحة الثقيلة وتصبح (البزة العسكرية) هي التي تسيطر على المدينة بشكل تام وقاطع.
(2)
] هذه الاختناقات المرورية، كنا في البدء نحسبها اختناقات طبيعية تحدث من دون قصد، ولكن اتضح لنا الآن أن الاختناقات المرورية الحالية تخلقها السلطة والحكومة، إذ تقوم بإغلاق شوارع بصورة فجائية دون أن تصدر تنبيهات او تحذيرات بذلك ودون أن تكون هناك ترتيبات للتعامل مع نتائج تلك القرارات.
] إغلاق الشوارع المحيطة بالقيادة العامة يعني تلقائياً (تجميد) الحركة في وسط الخرطوم بشكل تام.
] إغلاق شارع النيل او التعامل معه بسبة المسارات والمسارب، يعني أن الحركة بين الخرطوم وام درمان أصيبت بالشلل الكامل – اذ يبقى شارع النيل نوافذ لفك الاختناقات التي تحدث في المدن الثلاث في ولاية الخرطوم، فكيف إن تم إغلاقه؟.
] المناطق العسكرية في ولاية الخرطوم تشغل حيزاً كبيراً في الولاية، وهي تتواجد في قلب الخرطوم ، وعندما يمنع الدخول او المرور على تلك المناطق، يعني أن الخرطوم بأكملها أصيبت بالسكتة الدماغية – وتعطلت حتى (الأفكار) فيها ناهيك عن (الحركة).
] شلل تام في الخرطوم ، يصعب معه أن تحرك حتى صباع قدمك الكبير!!.
] أمس الخميس لبست الخرطوم (بدلة عسكرية) وتعسكرت شوارعها وحركتها وأصبحت (المدنية) فيها ضرب من الخيال.
] خلاصة هذه (العسكرة) للعاصمة القومية أوصل ثلث الشعب السوداني في الخرطوم الى حالة من (الاختناق) و(القلق).
] ضجر عام في شوارع الخرطوم – يجعل حتى (الأرصفة) تتململ تحت الأقدام.
(3)
] لا شيء يمكن أن تقوله بعد ذلك (الاختناق) المروري الذي ظل يحدث في الفترة الأخيرة بعد حكومة حمدوك، غير أن نقول لهم بصوت جماعي : (خنقتونا).
] خنقتونا!!.
] تكاد أن تتلمس (عنقك) من أثر (الاختناق) الذي كانت تعاني منه ولاية الخرطوم أمس.
] يجب أن تُبعد المناطق العسكرية من قلب الخرطوم حتى يمارس الناس في عاصمتهم حريتهم بالشكل المطلوب من دون ذلك التوجس العسكري الرهيب والمخيف الذي تشعر به في عيون افراد القوات النظامية.
] لم تسقط حكومة الإنقاذ – ولم تكن ثورة ديسمبر المجيدة لتمرغ كرامات الناس في الجسور والطرق بهذه الصورة التي تخلو من الإنسانية وتفتقد حتى للمسؤولية.
] تعاملوا بشكل من الإنسانية مع أصحاب المركبات في الخرطوم – فما يحدث في شوارع الخرطوم يخلو من (كرامة) الإنسان.
(4)
] بِغِم :
] إن استمرت الحركة المرورية بتلك الحالة – أتوقع أن تكون (الزواحف) هي الأقدر للسير والمضي قدماً في الأيام القادمة.
] الزحف الأخضر فشل فشلاً ذريعاً في يوم السبت 14 ديسمبر ..لكن (الزحف) أمس الخميس 26 ديسمبر كان كان هو الغالب في شوارع الخرطوم.
The post خنقتونا!! appeared first on الانتباهة او لاين.