اخبار السودان اليوم

فضل الله محمد .. (قالوا متألم شوية)

] في محاضرة بعنوان (تجربتي) ضمن دورة تدريبية بمباني الأكاديمية العليا للدراسات الإستراتيجية والأمنية في الخرطوم قبل سنوات، سرد الأستاذ فضل الله محمد، رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحافية، «مشواره» الصحافي الذي بدأه قبل عقود طويلة.
] بأسلوب سهل، وعبارات أنيقة، طوَّف بنا في سوح إصدارات كانت وما زالت تسهم في تشكيل الرأي العام، وتقدم الحلول والمقترحات لقضايا شائكة تحاول بها الوصول إلى قرارات تصب في مصلحة الوطن.
] غير أن الأستاذ فضل الله، اجتهد كثيراً في الابتعاد عن قبيلة الشعراء، وتحاشى الحديث عن روائعه التي ظلت عالقة في ذاكرة الأغنية السودانية.
] لم أهضم فكرة أن يتجاوز فضل الله محمد، أغنيات بعمق وروعة (الحب والظروف) .. (زاد الشجون) .. (من أرض المحنة)، وأناشيد أكتوبر.
] كيف (ينشغل) عن كل هذا الألق، وهو صاحب (الجريدة)، الأغنية الوحيدة التي تمس كلماتها واقعنا الصحافي، ونجد فيها رائحة المقال والخبر والقصة.
] كانت تجربة شعرية ثرة، ما زالت محفورة في وجدان الشعب السوداني الذي ظل يردد أشعار فضل الله وكلماته لسنوات طوال مع رفقاء دربه محمد الأمين وأبو عركي البخيت ومحمد مسكين وغيرهم.
] فضل الله ابن (مدني السني).. مدني الخضراء.. أرض المحنة والجمال، تحجب إبداعه عنا أعاصير و(كتاحة) وهموم الصحافة والصحافيين.
] مجتمع الصحافة مليء بالشعراء الذين يقف على رأسهم رئيس (جمهورية الحب) الأستاذ إسحاق الحلنقي الذي كان يزين أخيرة الزميلة (آخر لحظة) بمقالات رائعة. وغير بعيد عن ذلك الأستاذ حسين خوجلي والصادق الرزيقي وحسن أدروب.
] فضل الله محمد، يقول إن كتابته للشعر كانت في مرحلة معينة وانتهت، ويدلل على ذلك أنه بلا إنتاج جديد الآن.. ولكن مقربين منه أخبروني أن الأستاذ ما زال يكتب الشعر ويخبئه في دواخل عميقة مليئة بالشجن.
] نحن نعلم أن هناك مهام كبيرة يقوم بها مجلس الصحافة، لأجل ترقية المهنة وتأهيل الصحافيين والمؤسسات الصحافية، كما يقوم بدور «الوسادة الهوائية» التي تقي الصحافيين والصحف الصدمات التي يصعب تفاديها في ظل علاقات متوترة بين الصحافي والمسؤول، يفرضها واقع البحث عن المعلومة. ولكن هل يمنع ذلك من أن ننثر الدرر ونقرض الشعر؟.
] وعدني أستاذنا فضل الله، بحوار لـ(الإنتباهة)، يتحدث فيه عن تجربته الشعرية بعيداً عن أجواء المهنة الساخنة وهمومها.
] ظللت أنتظر الحوار المرتقب وأتصيد الفرص للقاء صاحب الروائع، لكنه مارس اختفاءً متعمداً فشلت كل المحاولات في إنهائه.
] دهم المرض الهرم الإعلامي الكبير وهو يرقد الآن مستشفياً بمستشفى فضيل تحفه دعوات الزملاء والأهل والمعارف والأصدقاء، ونسأل الله أن يمن عليه بالصحة والعافية ليكمل ما بدأه من مسيرة عامرة.
] أستاذ فضل الله (بُعد الشر عليك) .. انهض لنلتقي، فأنا ما زلت أتلهف لإجراء الحوار، وأردد «أشوفك بكرة في الموعد».

The post فضل الله محمد .. (قالوا متألم شوية) appeared first on الانتباهة او لاين.

Exit mobile version