اخبار السودان اليوم

ارتفاع السحب اليومي من (2 ــ 4) آلاف الصرافات الآلية.. الكاش قلّل (النقاش)

 

عادت الصرافات الآلية التابعة للقطاع المصرفي للعمل منذ أمس الأول، بعد إعلان الحكومة تغذية المصارف بالنقد اللازم لتعبئة الصرافات، وكشفت جولة لـ “الصيحة” أمس عن إيفاء الصرافات الآلية بمتطلبات العملاء في سحب مدخراتهم بشكل سلس، فيما قطع مصدر مصرفي بأحد البنوك بحل مشكلة شح السيولة جذرياً خلال أسبوع مشترطاً الاستمرارية في تغذية الصرافات بالنقد دون انقطاع.

انفراج ملحوظ

خلال جولة “الصيحة” أكد عدد من المتعاملين مع البنوك عن انفراج ملحوظ في أزمة السيولة بالصرافات وارتفاع سقف السحب اليومي من (2 ــ 4) آلاف، ورصدت “الصيحة” بعدد من صرافات البنوك المنتشرة بولاية الخرطوم انسياب السيولة بين أيدي المواطنين بصورة منتظمة دون مشقة أو معاناة مقارنة بالفترة الماضية التي كانت تشهد ماكينات الصرافات الآلية ازدحاماً كبيراً بسبب شح السيولة.

رضاء تام

التقينا خلال الجولة أمس، بعدد من بالمواطنين بالصرافات الآلية حيث أعلنوا رضاهم التام بتوفير السيولة ورفع سقف السحب اليوم، حيث قال عثمان الطيب: أزمة السيولة انفرجت، ونتمنى أن تستمر بهذه الصورة، ولا تحدث انتكاسة مرة أخرى، وكان بنك السودان المركزي قد سلم المصارف التجارية العاملة بالبلاد احتياجها من الأوراق النقدية بغرض تغذية الصرافات الآلية وهو ما مكنها من تلبية احتياجات عملاء المصارف.

مقابلة طلبات

بنك السودان المركزي تعهد باستعداده لمقابلة طلبات المصارف بالعاصمة والولايات، وبحسب يحيى عثمان علا نصر، مدير عام الإدارة العامة للعمليات المصرفية أن البنك المركزي سلم المصارف كامل احتياجها لتعبئة الصرافات الآلية، وأشار إلى أنه تم إرسال الإرساليات النقدية إلى فروع بنك السودان المركزي بالولايات لمقابلة طلبات المصارف بالولايات، مؤكداً الاستمرار في تغذية الصرافات الآلية طوال الفترة القادمة ومراقبة أداء الصرافات الآلية عبر نظام التحكم الإلكتروني طوال اليوم.

تغذية صرافات

مصدر مطلع بأحد المصارف التجارية، قال لـ “الصيحة” إن البنوك غذت الصرافات الآلية بمبلغ 22 مليار جنيه خلال اليومين الماضيين، مشيراً إلى أن البيانات التي تحصل عليها توضح أن 84% من الصرافات الآلية الموجودة بالخرطوم توجد بها نقود وتواصل عملها دون انقطاع بعد تغذيتها بالكاش، وبالنسبة لتأثير الخطوة على المصارف قال إن الخطوة ما تزال في أيامها الأولى وتحتاج لفترة حتى تستعيد المصارف نشاطها الكامل، موضحاً أن الحراك المصرفي شهد تحسناً طفيفاً عقب تغذية الصرافات بالكاش، ووصف التحسن بأنه “طفيف” ولكنه يحتاج لبعض الوقت، وعن موقف الإيداع قال إن البنك يصرف للعميل مبلغ 2 ألف جنيه في حال كان حسابه بنفس الفرع، ومبلغ ألف جنيه للحسابات في فروع أخرى، مقراً بصعوبة تلبية كل احتياجات العملاء في الوقت الراهن، وعزا الصعوبة لأن التحسن يحتاج للمزيد من الجهود المستمرة، وأكد أن الاستمرار في تغذية الصرافات بالمعدل الحالي لمدة أسبوع ستسهم في إعادة ثقة العملاء، وجذب أموال العملاء المدخرة خارج المصارفأ وهي كتلة نقدية كبيرة، وشدد على أهمية الاستمرار في تغذية الصرافات لاستعادة ثقة العملاء وجذب الودائع للبنوك.

مصير السوق الموازي

أستاذة الاقتصاد د. إيناس إبراهيم تشير لعدم إمكانية الجزم بمصير السوق الموازي بالاستمرار أو الزوال، وقالت إن الأمر مرهون باستمرار البنك المركزي بمد المصارف بالنقد بشكل مستمر دون انقطاع، بالإضافة لقدرة القطاع المصرفي على استعادة ثقة العملاء بما يؤدي لتزايد طلبات الإيداع دون خوف من الحصول على الأموال عند الحاجة.

أسئلة واستفهامات

ثمة أسئلة واستفهامات عديدة تدور في الأذهان حول ما بعد الخطوة وموقف السوق الموازي للعملات عقب توفر النقد المحلي والاجنبي وبأسعار لا تقل عن سعر السوق الموازي، ففي وقت يرى فيه بعض المختصين والخبراء وبطبيعة الحال تشاطرهم الحكومة الرأي القائل بأن السوق الموازي إلى زوال، يقول تيار آخر باستحالة اختفاء ظاهرة الاتجار بالعملة، مشيرين إلى أن تجار السوق الموازي سيكونون على استعداد لانتهاز عجز الحكومة عن توفير النقد الأجنبي للجمهور كما أنهم مستعدون لعرض أسعار منافسة للسعر الحكومي مستغلين الندرة التي يتوقعون حدوثها في أي لحظة.

ضخ نقود

تاجر بالسوق الموازي- طلب حجب هويته- تحدث لـ”الصيحة” عن موقف السوق عقب ضخ النقود في الصرافات الآلية والمصارف، وأقر بتقليل نشاطهم مقارنة بالفترة السابقة، موضحاً أن الحديث حول نهاية السوق الموازي أمر سابق لأوانه، مشيراً لصعوبة الجزم بمصير تجارة العملات، وقال إنها نتاج طبيعي لأزمة عايشها المواطنون خلال السنوات السابقة ولم يجدوا سوي السوق الموازي قياساً بعدم وجود نقد أجنبي بالمصارف بشكل كافٍ وتدني السعر الحكومي لبيع وشراء العملات وعن إتجاهم لعرض أسعار منافسة للسعر الحكومي قال إن الخطوة مستبعدة لكن السوق هو من يفرض نفسه بحسب المستجدات.

تقرير : جمعة عبد الله

الخرطوم (صحيفة الصيحة)

Exit mobile version