- ديفيد شيرر
وخلال مخاطبته لمجلس الأمن يوم الثلاثاء، قال ديفيد شيرر، رئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، (يونميس): “إن الاجتماعات المشتركة التي عقدت في الأيام الماضية بين الرئيس سلفا كير، والدكتور رياك مشار مشجعة، حيث أعاد الطرفان الالتزام بعملية السلام”.
وأضاف: “لقد استعادت الاجتماعات المشتركة بعض التفاؤل، وزخماً كان قد ضاع بسبب التلكؤ في تنفيذ اتفاق السلام”.
واسترسل: “على جميع الأطراف الآن المضي قدماً فيما يليها من بنود، وعلى الشركاء الدوليين أن يوالوا إسنادهم، وأنا متأكد من أنهم سيفعلون”.
وكان من المتوقع أن يشكل الرئيس كير وزعيم المعارضة رياك مشار حكومة انتقالية موحدة بحلول منتصف نوفمبر، وذلك تمشيا مع اتفاق السلام الذي تم تنشيطه والذي تم توقيعه في سبتمبر من العام الماضي.
لكن الموعد النهائي مدّد لمائة يوم أخرى.
وقال شيرر إن اتفاق السلام أدى إلى “تغيير كامل” في جنوب السودان، حيث سجلت البلاد انخفاضاً مضطرداً في الخسائر المدنية وحوادث الاختطاف والعنف الجنسي.
وأكد شيرر أن “خيار تأخير الحكومة الانتقالية مرتين قلص الآمال بعض الشيء، وأدى إلى تضعضع في الثقة، وجعل الناس يشكون في نقص الإرادة السياسية عند الفرقاء”.
وشدد على دعم المجتمع الدولي لجنوب السودان، بما في ذلك قبل الاتحاد الأفريقي، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، (إيقاد)، ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وأضاف “المشاركة الدولية، وحضور الدكتور ريك مشار إلى جوبا الأسبوع الماضي، واجتماعاته المباشرة مع الرئيس كير أدت إلى تصاعد وتيرة التصريحات الإيجابية المعضدة للعملية السلمية من كلا الزعيمين خلال الـ 24 ساعة الماضية”.
وأخبر مسؤول الأمم المتحدة المجلس أنه بحلول منتصف شهر يناير، يجب إحراز تقدم في المجالات الرئيسية لاتفاقية السلام، “مثل إعادة توحيد القوات، وحسم مسألة الولايات وحدودها”.
وأضاف: “بنود السلطة والثروة تقع على عاتق الولايات، وغالباً اقتسامهما له صلة بمسائل عرقية، ما يعني ضرورة التعاطي بصورة سريعة وفاعلة مع هذه القضية المشحونة سياسياً”.
وبينما ظل وقف إطلاق النار قائماً إلى حد كبير، حذر رئيس بعثة الأمم المتحدة من أن تصاعد حدة المواجهات الطائفية في الآونة الأخيرة يهدد بالانتشار إلى عنف سياسي أكثر خطورة.
ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، تأثر ما يقرب من مليون شخص بالفيضانات، التي جرفت المحاصيل ودمرت المنازل وأثارت مخاوف من المجاعة.
وأطلقت وكالات الإغاثة مؤخراً خطة بقيمة 1.5 مليار دولار لدعم حوالي 5.6 مليون شخص في العام المقبل.
وقال شيرر إن الخيارات التي يتخذها قادة جنوب السودان الآن ستحدد مستقبل البلاد.
وانحدر جنوب السودان إلى حرب أهلية في منتصف ديسمبر 2013 عندما اتهم الرئيس كير نائبه السابق مشار بالتخطيط لانقلاب، وهو ما نفاه الأخير.
وفي سبتمبر من العام الماضي، وقعت الفصائل المتناحرة في البلاد على تنشيط اتفاق السلام لإنهاء الحرب الأهلية، التي أودت بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص وشردت الملايين.