بات السؤال الأكثر تقافزاً في الساحة بعد كل تغيير وتبديل في وجوه وزراء الحكومة وقادتها من المساعدين والمستشارين وخدام القصر.. والعاكفين في مجلس الوزراء: أين سيذهب (فلان) بعد إعفائه؟؟ و(فلان) هذا مكث في السلطة أكثر من عشرين عاماً.. تنقل من موقع لآخر.. تزوج النساء مثنى وثلاث ورباع.. شيد لنفسه وزوجاته العمارات والبيوت ، وتكاثرت أمام منزله السيارات مثل تكاثر أبقار “حاج فضل الله” الشهير (بدلك)، و”حاج فضل الله” (دلك) رجل من بادية الحوازمة من عشيرة أو قبيلة كنانة التي تنسب حقاً للبيت النبوي، وليس إدعاءً للشرف، كما يقول كل من جاءت به أمه محمولاً على ظهرها من تخوم أفريقيا..
“حاج فضل الله” يملك آلاف الأبقار حتى بات عصياً عليه إحصاء عددها.. وبات مضرب المثل في الثراء والغنى، وقد آثر تعليم أبنائه في المدارس الحكومية وأنجب “محمد فضل” و”عمر” وآخرين.. مات وذهب عن الدنيا وتركها قطعاناً تجوب البادية في رحلتي الشتاء والصيف.. وسيارات بعض المسؤولين لا يمكن إحصاؤها، مختلفة الألوان ومتعددة المورد من اليابان وإنجلترا وألمانيا.. وفرنسا.. وكوريا.. ورغم ذلك إذا تم إعفاء هذا الرجل تساءل الجميع أين سيذهب؟، وكأنه يملك شهادة بحث وحق مقدس في البقاء على كراسي السلطة، حتى يُنفخ في الصور ويأتي الناس أفواجاً.
بالأمس أوردت صحيفة “الصيحة” أن الوزير السابق للطاقة والتعدين وللصناعة ولمجلس الوزراء.. وللتجارة وللمالية، أنظر تقلب الرجل وتقافزه من وزارة لأخرى مثل الفراشات التي تبحث عن رحيق الأزهار.. ثم كانت المحطة الأخيرة منصب مساعد الرئيس لدول (البركس) الصين والهند والبرازيل بجانب ملف العلاقات مع تركيا.. وتم إعفاء د.”عوض الجاز” من منصبه بعد إقرار الحكومة بضرورة التخلص من زوائد وفائض الخدمة التنفيذية والسياسية ، وعزم الرئيس إصلاح حال حكومته وتشذيب شعرها.. وتجديد هندامها.. وغسل وجهها من المساحيق التي بدلاً من إضفاء ملمح جمالي أحدثت تشوهات خلقية، فذهب د.”عوض الجاز” كما ذهب “إبراهيم محمود”.. وبروفيسور “إبراهيم غندور” أقصر وزراء الخارجية عمراً.. قالت الصحيفة : إن د.”عوض الجاز” سيعود مرة أخرى مساعداً للرئيس مسؤولاً عن اللجنة الوطنية لإصلاح الدولة!! ، مع أن هذه اللجنة لا يعرف الرأي العام أعضاءها؟؟ ولا مهامها واختصاصاتها، ولكن إصلاح الدولة مسؤولية بموجب الدستور للرئيس، وإصلاح أجهزة الحكومة التنفيذية مسؤولية رئيس الوزراء.؟؟ وهل د.”عوض أحمد الجاز” بعد هذا العمر المديد في دهاليز السلطة وتقلبه من وزارة لأخرى في حاجة لمنصب يتم (تفصيله تفصيلاً) لإرضائه وشغله ومنحه امتيازات فقط؟؟ كانت أخبار المدينة قبل تعيين “معتز موسى” رئيساً لمجلس الوزراء تتحدث عن ترشيح د.”عوض الجاز” للمنصب.. وهو أهلٌ له.. ولكن تقديرات القيادة هي المضي قدماً في التجديد.. والتغيير وضخ الدماء الحارة في جسد السلطة البارد.. ومخاطبة المستقبل بقادة المستقبل، فكيف تعيد تدوير الوجوه القديمة التي أعطت ولم تستبق شيئاً؟؟
إن الأجيال الجديدة قد أخذت مواقعها ولا ينبغي طرح الأسئلة الساذجة على شاكلة أين سيذهب (فلان) حتى ساد الاعتقاد عند البعض بأنهم ورثة هذا البلاد ، التي استعصى على آل المهدي” وآل “الميرغني” حكمها بالوراثة، فلماذا ينتهج حزب مستنير مثل المؤتمر الوطني منهج التوريث والاحتكار والملكية بدون ملك؟!!
The post د. الجاز نموذجاً appeared first on صحيفة المجهر السياسي السودانية.