اخبار السودان اليوم

القمة الخليجية .. مشاهدات من شرفة (قصر الدرعية)

(هنا الرياض) عاصمة الفرح، رحلتك الممتعة تبدأ من هنا، حقيقة على الواقع وليست مجرد لافتة براقة في مطار الملك خالد الدولي.. شوارع الرياض تزينت بأعلام دول الخليج الست، وبدت العاصمة السعودية في كامل الأناقة والترحاب، لكونها اعتادت القمم والمهرجانات والمؤتمرات من واقع تأثيرها وكونها مركز الخليج والشرق الأوسط سياسياً واقتصادياً، ولمدة يومين احتضن قصر الدرعية فائق الفخامة، أعمال القمة الأربعين لمجلس التعاون الخليجي بين قمة القادة واللجان الوزارية، وكان العنوان الأبرز للقمة التكاتف الخليجي لمواجهة العدوان الإيراني ..!

 

حضور غير مسبوق
وصل الوفد الإعلامي القادم من عدد من الدول العربية باكراً الي قصر الدرعية، تنوع الوفد الإعلامي بين السودان ومصر وتونس والجزائر والمغرب والأردن، فضلاً عن الزملاء الإعلاميين من دول الأسرة الخليجية، ومن المشاهدات وصول الوفد القطري إلى القاعة كأول وفد رسمي، وبعده وصل الوفد الكويتي وجلسا متقاربين، ثالثهم وفد سلطنة عمان، وفي الجانب الآخر السعودية والإمارات والبحرين، علت الابتسامات بين الأشقاء وذابت جبال الجليد، أقداح القهوة العربية انسابت بين الوفود، وفلاشات الكاميرات تبرق هنا وهناك، الجلسة لم تستمر لأكثر من ساعة (ماقل ودل) بعدها الجلسة المغلقة، حيث يغادر الصحفيون القاعة لترتفع وتيرة الفضول بين الردهات!
تكاتف الجهود
بدأت الجلسة الافتتاحية عند الثالثة ظهرا، بكلمة الملك سلمان خادم الحرمين الشريفين كبير (الأسرة الخليجية)، حيث شدد علي تكاتف الجهود لمواجهة التحديات الراهنة في المنطقة، ومضى قائلاً: إن مواصلة النظام الإيراني أعماله العدوانية وبرنامجه النووي تتطلب منا العمل لوقف تحركاته بجدية، لتأمين مصادر الطاقة وسلامة الممرات المائية وحرية حركة الملاحة البحرية، صوبت كلمة خادم الحرمين الشريفين في مرمى دحر العدوان الإيراني الذي يهدد ازدهار واستقرار المنطقة، وأكدت الكلمة على حق الشعب الفلسطيني في عاصمته القدس الشرقية، كما شكر جلالة الملك السلطان قابوس على جهوده التي ساهمت في إنجاح هذه الدورة التي استمرت ثلاثة أعوام .
فصل القضايا
ركز الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي علي الجهود التي يقودها أمير الكويت في الأزمة الخليجية، وقال في المؤتمر الصحفي في ختام أعمال القمة إن جهود أمير الكويت لاتزال مستمرة في هذا الشأن، والدول الأربع تدعم تلك الجهود.
وفي ذات السياق أشار عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون، إلى حرص قادة دول المجلس على فصل القضية عن التعاون والأعمال اليومية لدول مجلس التعاون، (الاقتصاد الأمن الثقافة).
إعلان الرياض
عطفاً على وقوف دول مجلس التعاون الخليجي صفاً واحداً أمام الاعتداءات التي تعرضت لها المملكة خلال هذا العام، وتجسيدا للسياسة الدفاعية لمجلس التعاون القائمة علي مبدأ الأمن الجماعي إتفاقية الدفاع المشترك ٢٠٠٠، فإن إعلان الرياض أكد على أن أمن دول المجلس وحدة لا تتجزأ، وأن أي اعتداء على أي من الدول الأعضاء هو اعتداء عليها جميعاً، حيث أشار إعلان الرياض الي أهم الخطوات اللازمة لتحقيق تلك الأهداف التكامل العسكري والأمني -تحقيق الوحدة الاقتصادية- استكمال متطلبات التنافسية العالمية- تعزيز الشراكات الاستراتيجية- تطوير آليات العمل المشترك، وفي البيان الختامي كان السودان حاضراً، حيث أعرب المجلس الأعلي عن ترحيبه بتعيين الدكتور عبد الله حمدوك رئيساً للوزراء، وتشكيل الحكومة الانتقالية، المملكة أتبعت القول بالفعل وهي تدعم الشعب السوداني في ظروفه القاسية التي مر بها، حيث ظل يردد السفير السعودي بالخرطوم أن ذلك الدعم بمثابة رد الجميل للشعب السوداني الذي لم يقصر مع السعودية في أزمان سالفة!
الحجرف يخلف (الزياني)
كما تداولت وسائل الإعلام قبل انعقاد القمة، قال الزياني إنه يحضر آخر قمة بوصفه الأمين العام لمجلس التعاون (من البحرين) ليخلفه نايف بن فلاح الحجرف (من الكويت) في إبريل القادم، وتقول سيرة الحجرف إنه من الكفاءات النادرة في الكويت في مجال إدارة المال، وكان في قيادة وزارة المالية.
يذكر أن سلطنة عمان اعتذرت عن تقديم مرشح لها ليخلف الزياني، الذي انتهت فترته، وينص النظام الأساسي على أن المجلس الأعلى يضم رؤساء دول الاتحاد الخليجي الست، ويعين أمين عام من مواطني دول مجلس التعاون لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة!

تقرير:محمد إدريس

الرياض (صحيفة آخر لحظة)

Exit mobile version