اخبار السودان اليوم

زهير السراج: أم درمان تحتضر !

لا حبذا انت يا ام درمانُ من بلدٍ أمطرْتِنى نكداً لا جادك المطرُ
من صحن مسجدها حتى مشارفها خط الخمولُ بها واستحكم الضجرُ
ولا أحب بلادا لا ظلال لها يُظلها النيم والهجليج والعشرُ
ولا أحب رجالا من جهالتهم أُمسى وأُصبح فيهم آمناً زُفرُ
أكلما قام فيهم شاعرٌ فطِنٌ جم المقالِ نبيلُ القلبِ مبتكِرُ
ضاقوا بهمته واستدبروا جزعا صمُّ القلوب وفى آذانهم وقرُ
أكلما غرستْ كفى لهم غرسا كانوا الجراد فلا يُبقى ولا يذرُ
المظهرون بياض الصبح خَشيتهم والمفسدون إذا ما صرَّح القمرُ

الى أن يقول:
مونيكُ كانت لنا أم درمانُ مقبرةً فيها قبرتُ شبابي كالأُلى عبروا
إن الأنيس بها سطرٌ أطالعه قد بتُ اٌقرؤه حتى عفا النظرُ
ثم اصطحبتُ كُميتاً أستلذُ بها وخلت في سكرتي أم درمان تحتضرُ

* كتب (الواثق) قصيدته المثيرة للجدل (أم درمان تحتضر) قبل اكثر من خمسين عاما ورحل عن الدنيا قبل ان يشهد نبوءته تتحقق على يد الطغاة الفاسدين الذين لم يقتلوا ام درمان فقط، بل قضوا على كل السودان!

Exit mobile version