اخبار السودان اليوم

نحو أفق بلا حدود (2)

بقلم: على ترايو

على قوي الحرية والتغيير الحذر من الدفع نحو “سلام هش”

يكفي ان “قحت” فاوض وقبل بوثيقة دستورية هشة ونية وفطيرة اقل من توقع الثوار وكادت ان تعصف بالثورة وقد وضع الثوار امام الامر الواقع وقللت من همتهم وأضعف من روحهم المعنوية في التعاطي مع أحداث الثورة بالشكل الثوري المطلوب.

قوي الحرية والتغيير (المظلة السياسية العريضة التي قادت ثورة ديسمبر العظيمة) تحاول كل مرة (بوعي أو من دون وعي) ان تثبت عن عجزها في اتخاذ القرارات الصحيحة في القضايا الاستراتيجية. هذا أمر مدهش وغاية في الغرابة ويثير أسئلة تلو الأخرى أكثر من طرحه للإجابات المطلوبة لملايين التحديات التي خلفتها ارث نظام الانقاذ.

مع تقديرنا التام للصعوبات التي يواجهه “قحت” الا ان النقد البناء هنا أصبح ضرورة بل واجب خاصة في مواجهة القضايا الاستراتيجية مثل السلام.

لقد قرأت من قبل لكتابات كثيرة واستمعت لأصوات في موضوع السلام ويعنيني كثيرا ما كتبه صديقنا الدكتور الشفيع خضر عن رؤيته لعملية السلام ويعنيني ما استمتعت من كلام لصديقنا الاستاذ ابراهيم الشيخ في بعض فتاويه (وهما رفاق في العمل الثوري المشترك والتحول الديمقراطي المنشود) وعليه ارجو ان يقرأوا ويتمعنوا ويتيقنوا ويضعوا في الاعتبار ما اثيره هنا من اسئلة واستيضاحات في:

من الجريمة الوطنية على “قحت” ان تدفع الاخرين نحو سلام هش ليضعف بها الوضع ويجعله أكثر هشاشة والحكومة أكثر ضعفا.

المطلوب هو سلام قوي مستدام تخاطب جزور الأزمة السياسية وباستحقاقاته القوية. المثل السوداني يقول “النئ برجع للنار” والطبخة النية دائما لا تسبب غير الإسهال الدموي وتلك مرفوضة.

استقلالية مسارات التفاوض ووضوح اجندة كل مسار ضرورة تفرضها تنوع خصوصيات هذه المناطق المتأثرة بالحرب و يجب ان تكون من المسلمات و اية محاولة لخلط الأوراق لأغراض الخم هي مرفوضة.

يجب ان ندرك ان ثورة ديسمبر قد قضت على التفكير القائم على الكفتة والقفز فوق الوقائع والحقائق ويجب ان نعطي عملية السلام استحقاقه الثوري العميق.

على قحت كمظلة سياسية عريضة ان تتجنب الدخول في وحل لتجرجر معه الاخرين. فهي من مهامها مساعدة الحكومة وتزويدها بالآراء القوية والسماح لها بالتفاوض من دون تدخلات أو تشبث او وضع عراقيل أمامها لان ذلك لا يزيد غير الطين بله.

اية محاولة من قحت علي دفع الحكومة نحو سلام مكلفت لا طعم له ولا رائحة هو بمثابة طعنة نجلاء قاتلة.

Exit mobile version