انقلبت المعطيات على رأس بايرن ميونيخ بشكل غريب وتحول تقدمه على بوروسيا مونشنغلادباخ لهزيمة بفضل ثنائية رامي بن سبعيني ليحتفظ المهور بصدارة الترتيب ويوسعوا الفارق عن حامل اللقب لسبع نقاط لكن ما الذي جرى؟ وكيف تحول تفوق بايرن الكامل إلى هزيمة؟
المدرب درس بشكل جيد:
اتفق المدربان على نقطة بدراستهما للقاء متمثلة بضرورة التركيز على حرب الوسط فوضع فليك كل من توليسو وتياغو وغوريتسكا سوياً مع إضافة كيميش ومولر على الطرف بصورة تسمح لهم بمساعدة اللاعبين بالضغط، بالمقابل تخلى روزه عن أحد أهم مفاتيحه هيرمان لإشراك شتيندل سعياً منهم لتأمين مساعدة لثلاثي الوسط ببناء اللعب لكن هنا ظهر تفوق النوعية للاعبي بايرن وسيطر الضيف على اللقاء تماماً ولم يجد المضيف منفذاً للهروب من هذا التفوق مع عدم قدرة بليا على تأدية المهام التي اعتاد هيرمان على القيام بها حين ينطلق سريعاً على اليمين ويهرب من الرقابة كما لم يتمكن شتيندل من التفوق بالكرات العالية وهو ما مهد لسيطرة تامة لبايرن بالشوط الأول.
فعالية التهديف؟
فعل بايرن كل شيء ممكن بالشوط الأول لكن بسيناريو شبيه بما كان يحدث بلقاء بايرن وليفركوزن الأسبوع الماضي أضاع الفريق فرصاً سهلة بالجملة مهدراً شوطاً من التفوق الكامل وحتى الهدف الذي سجله بايرن مطلع الشوط الثاني كان بخطأ من الحارس سومر!
المعنويات مفتاح غلادباخ:
لو نظرنا لمسيرة غلادباخ هذا الموسم سنجد مدى تأثير المعنويات على هذا الفريق فالمهور بدأوا رحلتهم بشكل سيىء وسقطوا بملعبهم بثلاثية من لايبزيغ ورباعية من ولسبيرغير النمساوي بالدوري الأوروبي لكن حين وجد الفريق نفسه بصدارة ترتيب البوندسليغا، بفضل تعثرات الآخرين، تحول لفريق متين وممتع ويسجل أهدافاً مميزة بكل مباراة.
هذا السيناريو حدث جزئياً حين تلقى غلادباخ هدف بيريسيتش اندفع الفريق للأمام وتحول الخوف الذي سيطر على الشوط الأول لجرأة استثنائية أربكت لاعبي بايرن وكسرت راحتهم ومهدت لسلسلة فرص انتهت بهدف التعديل.
ثقل التشكيلة:
ما يميز مونشنغلادباخ هو القوة البدنية وسرعة لاعبيه حيث تشعر للحظات أنك أمام فريق خريج مدرسة إفريقية فالضغط الذي يطبقه تورام وبن سبعيني على اليسار ولاينر مع هيرمان على اليمين وهذه الأطراف هي مفتاح الحلول بالنسبة للفريق وليس الوسط وغلادباخ لم يجد نفسه بالمباراة إلا حين تحول لهذه الحلول، روزه بدا خائفاً بخياراته بالشوط الأول لكن بالثاني وثق بنفسه وفريقه واختار اللعب بأسلوبه دون خوف من الخصم وهذا كان مفتاح قلب اللقاء.
اقرأ أيضاً.. نظرة ألمانية: قمة التاريخ والحاضر ستحدد مستقبل مدرب بايرن ميونيخ
دكة بايرن؟:
قدمت دكة بايرن فعاليتها بإشراك بيريسيتش الذي سجل هدفاً يمكن وصفه بالصدفة نسبياً لكن تُحسب للكرواتي تحركاته الإيجابية الكثيرة لكن ماذا عن غنابري وكوتينيو؟ لماذا لم يقحمهما المدرب؟ لماذا وضع غنابري أساساً على الدكة؟ ولماذا لم يشركه حين تعادلت الأرقام؟ هذا يظهر فارق الجرأة والدقة بالتبديلات بين روزه وفليك حيث حول الأخر تأخره التكتيكي بالشوط الأول لانتصار بفضل الجرأة.
بالنسبة لتياغو وبواتينغ فقد اختار فليك التضحية بهما منذ تسلمه الفريق لكن بشكل مفاجئ دفع بالثنائي أمام متصدر الترتيب واستمر بواتينغ بتقديم مباراة جيدة إلى أن تم الضغط عليه للمرة الأولى وحين تم ذلك وجد المدرب نفسه مضطراً لإخراجه في حين لم ينجح تياغو مرة أخرى بإنقاذ الفريق حين تعرض للضغط أما كيميش فتحول فجأة من لاعب وسط لظهير بعد أن قضى موسمه بعمق الملعب.
وغلى حسب ما قيل في موقع (eurosport) دفاع بايرن بدا مهزوزاً بشكل كبير بالشوط الثاني والمساحات كانت واضحة والبطء بدا واضحاً مع كل هجمة للمهور لتأتي العقوبة بالنهاية من ركلة جزاء ارتكبها البديل مارتينيز الذي أنزله فليك لإصلاح الحال فكانت النتيجة تلقيه إنذارين وارتكابه ركلة جزاء ليهدي هذا المهور فوزاً جاء بفضل ما قدمه الفريق في 40 دقيقة.
فوز كهذا يقلب معطيات البوندسليغا كثيرة فالفارق بين بايرن والمتصدر أصبح 7 نقاط وبين بايرن والثاني لايبزيغ 6 نقاط، كل هذا يحدث قبل 3 جولات فقط من نهاية الذهاب مما يعني فقدان البافاري لفرصه منطقياً بإنهاء الذهاب بالقمة بالتالي قد يجد فليك نفسه خارج النادي بالتوقف الشتوي!
الخرطوم (كوش نيوز)