فشلت ثورة ديسمبر العظيمة حتى اللحظة في احداث اي تغيير داخل منظومة الاعلام السوداني من صحافة وتلفزيون واذاعة .. لم يحدث اي اختراق لتقديم اعلام يليق بعظمة هذه الثورة .. فلنأخذ مثالا لتلفزيون الدولة .. ففي الوقت الذي يستضيف فيه التلفزيون وزير الطاقة ليبشرنا بتوفر الجازولين وان المشكلة فقط في النقل والمناولة ..
تجد صفوف العربات تقف في صفوف طويلة في محطات الوقود .. قطعا المواطن لن يصدق الوزير وسيصدق ما تراه عيونه … طيب .. اين المشكلة … هل في الوزير ام في الاعلام ؟؟ .. في رأيي الاعلام فشل فشلا ذريعا ..في الدخول للدهاليز وكشف المتلاعبين .. ولماذا تحدث مشكلة في النقل .. ومن المسؤول .؟ وكيفية العلاج …الخ الاسئلة التي يريد المواطن ان يعرف اجوبتها .. هذا هو الاعلام الثوري الذي نريده .. وذات الامر ينطبق على مشكلة المواصلات وعلى مشكلة الخبز … الخ اوجاعنا اليومية …
اما استضافة الوزير العلاني او الفلتكاني .. والجلوس امام الكاميرات والحديث المنمق الجميل لن يروي عطش المواطن المغلوب على امره .. نريد ثورة اعلامية لتغيير المفاهيم .. لتوصيل رسالة صحيحة وبطريقة علمية ..
نفس الوضع ينطبق على الصحافة المقروءة .. كل صحفيي الانقاذ وكل صحافة الانقاذ تسيطر على المشهد تماما وتكيل السباب يوميا على الثورة وعلى الحكومة الانتقالية .. ووزير الاعلام الهمام (سادي دي بطينة والتانية بعجينة) بدعوى حرية الصحافة!!!!!! اي حرية يا فيصل . ؟ هذه فوضى لم تحدث في التاريخ …ي فيصل انظر لدولة مثل تركيا والتي يحج لها الكيزان ويعتبرونها ملاذهم الامن …
اردوغان وخلال الفترة من ٢٠١٦ وحتى ٢٠١٩ اغلق. ١٧٥ وسيلة اعلام وفقد ١٢ الف تركي وظائفهم في الاعلام بدعوى تأييدهم لانقلاب ٢٠١٦ !!!!!!!!!
وهذا ليست دعوة لتطبيق ما فعله اردوغان في الصحافة ولكنه تذكير ان ترك الصحافة وكتاب الاعمدة الاتقاذيين يسرحون ويمرحون بهذه الاريحية لهو خطر كبير على الثورة ومكتسباتها
اصحى ي فيصل قبل فوات الاوان … يا اخي اذا فشلت في تحريك مياه الكيزان الاسن داخل الصحافة المقروءة فأنك لن تنجح في نشر ثقافة الثورة وثقافة التغيير .ومن الاخر لن تنجح الثورة نفسها وتتحمل انت شخصيا هذا الكارثة ..
واذا كنت مكبلا في شأن الصحف الخاصة فماذا دهاك في امر تلفزيون الدولة ؟ هل التغيير هو ان تأتي لنا بمسلسل من ارشيف التلفزيون بطولة تحية زروق ؟ ام بعض القاءات الشبابية الفطيرة .. يتحدثون بلغة ركيكة.. ومواضيع ( هايفة) واسفاف ما بعده اسفاف .. ومدير برامج سياسية كل همه ان لا يتم في الخطابات الرسمية المخاطبة بالاخ او الاخت وان يستعاض عنها بالسيد او السيدة .!!!! هل هذا هو التغيير الذي ننتظره … سبحان الله
ومن الاخر … الاعلام يحتاج عاجلا لكوادر اعلامية قوية ترمى كل هذا الارث البالي في البحر وتنشيء اعلام حر ومسؤول .. والى ان يأتي هذا الوقت لا اعلام لدينا وسنعتمد على وسائل التواصل رغم ما فيها من تهريج واكاذيب
والسلام على من اتبع الهدى