* ركز الكُتاب على حركة رئيس الوزراء، وتتبعوا خطواته السريعة، وديناميكيته اللافتة، وتنقله المتواصل بين الولايات، سعياً لفك العُقَد، وحل الأزمات، وإزالة الحواجز، التي تعترض طريق حصاد محاصيل الموسم الصيفي، والتحضير للعروة الشتوية.
* من الضروري أن نورد حقيقة مهمة، مفادها أن معتز موسى موسى تمتع بدعمٍ سريعٍ، وإعانةٍ نوعيةٍ من محافظ البنك المركزي، د. محمد خير الزبير، الرجل الجاد، الهادئ الوقور، الذي يتحدث بطريقة البيان بالعمل.
* خلال الأيام الماضية ظل الزبير يتنقل بين البنك المركزي ومطابع العملة على مدار الساعة، ليقف بنفسه على عمليات صيانة ماكيناتٍ توقفت عن الدوران لفترةٍ طويلة، بسبب قطعة غيار بسيطة، لم تحظ بمن يهتم بها، ويجلبها لها.
* بحمد الله أثمرت مساعي الزبير في توفير الكاش بمبالغ مقدرة للمصارف، وعادت الصرافات الآلية للعمل، بعد أن علاها الغبار، وبنى عليها العنكبوت، وخلا جوفها من النقد شهوراً طويلة.
* للوصول إلى تلك الغاية فرض د. الزبير على موظفي البنك المركزي والبنوك التجارية أن يداوموا في يومي العطلة، ووجه المصارف بتغذية صرافاتها على مدار الساعة، بعد أن وفر لها المبالغ اللازمة.
* أجمل من ذلك أنه لم يكتف بتوفير النقد للبنوك فحسب، بل ابتدع آلية للمتابعة، وطلب من المواطنين الإبلاغ عن الماكينات الخالية من المال، والخارجة عن نطاق الخدمة.
* امتدت خيرات الزبير إلى البنوك، فشهدت زيادةً ملحوظةً في معدلات انسياب النقد الأجنبي لها، من حصائل الصادر، التي حبستها الإجراءات السابقة بالخارج، بسبب إصرار الحكومة على احتكار البنك المركزي لاستمارات الاستيراد (IM)، وحرمان المستوردين من استخدام مواردهم الخاصة في جلب البضائع.
* بفضل السياسة المرنة التي أصدرها البنك المركزي لتنظيم الاستيراد، ازداد المعروض من النقد الأجنبي لدى المصارف، وتسببت آلية صُنَّاع السوق في ارتفاع معدلات استقبال البنوك للدولارات خلال الأيام الماضية، فتم توظيف بعضها في تغطية كلفة استيراد سلع مهمة.
* خطوات تنظيم صغيرة وفعالة، من شأنها أن تعيد ثقة الناس في القطاع المصرفي، بعد أن هجروا البنوك، فشارفت على الانهيار.
* شخصياً أتوقع نجاحاً باهراً، ورواجاً ضخماً لشهادة (بريق)، التي سيتم عبرها تكوين محفظة لشراء الذهب بالدولار، استجابةً لمقترح ورد في هذه المساحة قبل فترة.
* نتوقع من د. محمد خير أن يمضي قُدماً في سياسته الإصلاحية، وقراراته الجريئة، وينسق مع رئاسة الوزراء، ووزارة المالية، وجهاز شئون السودانيين العاملين في الخارج، لمنح المغتربين حوافز إضافية، حال إقدامهم على تحويل مدخراتهم بالسعر الذي حددته الآلية.
* في إثيوبيا القريبة تم تنفيذ برنامج مماثل لتحفيز العاملين في الخارج، فتجاوزت تحويلاتهم خمسة مليارات دولار، والأمر نفسه يمكن أن يتكرر عندنا، حال إقدام الحكومة على منح المغتربين حوافز بسيطة، على هيئة إعفاءات جمركية محدودة، يتم ربطها بسقف محدد للتحويل.
* كذلك ننتظر من المحافظ أن ينفذ وعده القاضي بإلزام البنوك بتمويل الصادر، بإجراءات معقولة، وتسهيلات مقبولة، يزيل بها التعنت الذي تمارسه البنوك مع المصدرين سنوياً.
* أزال محافظ البنك المركزي (القديم المتجدد) في شهرٍ واحد عوائق كبيرة، ومتاريس عديدة، عطلت حركة التجارة شهوراً طويلة، وحقق نجاحاً لافتاً في وقتٍ قياسي، يستحق عليه إشادة تتناسب مع صبره وجلده وجديته وسرعة إنجازه ومضاء عزيمته.
* تنَّزل (خير الزبير) على المصارف وعملائها بعد أن أُسند الأمر لأهله، وتُرِك الخبز لخبازه، فبد غبار الأزمة في الانجلاء.. فله منا تحية حارة، تناسب عمله الدؤوب، وإنجازاته المتتالية.