من الواضح أن العملية التعليمية في البلاد تشهد اصلاحات جديدة تنطلق من الرؤية الثاقبة التي اعلنتها الحكومة الانتقالية التي جعلت التعليم واحدة من الأولويات العشرة التي طرحها مجلس الوزراء ممثلا في رئيسة د. عبدالله حمدوك للمرحلة المقبلة.
وفي هذا الإطار تتضامن جهود وزارة التربية والتعليم ولاية الخرطوم مع شركاء العملية التعليم من دول الإتحاد الأوروبي ، وجهود منظمات الدولية والإقليمية والوطنية العاملة حقل التعليم.
جودة التعليم
وأكد مدير عام وزارة التربية والتعليم ولاية الخرطوم محمد ابراهيم علي خلال كلمتة أمام لفيف من شركاء العملية التعليمية بمناسبة عقد إجتماع اللجنة الإستشارية الولائية(ساك) والتي تأتي في اطار تقييم عمل برنامج تحسين جودة التعليم في السودان والذي يأتي نتيجة اتفاق بين حكومة السودان والإتحاد الأوروبي ، أكد على أهمية الشراكة مع المنظمات الوطنية والأجنبية في عملية التعليم وجودته.
وقال “إبرهيم” في حديثه اليوم الخميس أمام لفيف من المشاركين في اجتماع اللجنة الاستشارية الولائية(sac) والتي تضم عدد من المنظمات العاملة في برنامج تحسين جودة التعليم في السودان برعاية حكومة السودان والإتحاد الأوروبي.
قال : من المحزن أن أشارككم هذا لاجتماع الذي يناقش قضايا جودة التعليم ونحن نبحث عن وفرة في التعليم في هذه الولاية مع تقديرنا لأهمية جودة التعليم.
وعد “ابراهيم” الاحصائيات التي تتحدث عن التعليم في أرقام ينقصها كثير من المصداقية ، وأشار إن التحدي الذي يواجهنا أن الأعداد التي تتوفر خارج التعليم من الأطفال هي أكبر بكثير من الذين اتيحت لهم فرص للتعلم.
وأكد في حديث لـ(كوش نيوز) على رغبة إدارته في تطوير التعليم من خلال إشراك كافة قواعد المجتمع في مؤتمرات قاعدية تنطلق من القرى وليس القاعات، كما أشار إلى أن ثقافة المجتمع وتقاليده سوف تكون عنصر أساسي في تطوير العملية التعليمية حتى تكون مخرجات العملية التعليمية داعم لأمن وسلام المجتمع وليس مهدداً.
وجدد “ابراهيم” أهمية عمل الشركاء في الاتحاد الاوروبي والمنظمات الدولية في دعم التعليم.
وفي السياق قالت مديرة إدارة المنظمات بوزارة التربية الخرطوم منى الفكي إن اجتماع اللجنة الاستشارية الولائية (sac) يأتي في إطار تقييم برنامج تحسين جودة التعليم في السودان الذي هو شراكة بين حكومة السودان والإتحاد الأوروبي وبـتمويل يبلغ 22 مليون يورو ، وينفذ البرنامج عن طريق ثلاث منظمات وهي اليونسيف والمعهد البريطاني وبيت خبرة فرنسي (سوفركو) ويقدم البرنامج الصيانة المدرسية والتدريب للمعلمين قبل وبعد الخدمة وتدريب الكوادر الإدارية والمحاسبية بالوزارة، وينفذ البرنامج في 7 ولايات هي الخرطوم ، كسلا ، البحرالأحمر، القضارف ، جنوب كردفان ، النيل الأزرق ، النيل الأبيض.
الصيانة والتدريب
وخلال الجولة الميدانية التي قامت بها اللجنة الاستشارية (ساك) لبعض المشاريع التى نفذ خلال العام الماضي من خلال اليونسيف في اطار تحسين البيئة المدرسية وقفت اللجنة على واقع الحال بمدرسة دار النعيم ومدرسة مأمون بحيري الأساسيتن بمحلية جبل أولياء.
وقالت مديرة مدرسة دار النعيم أم ضيفان عمر إن واقع المدرسة يمضى في تحسن نتيجة لجهودة المنظمات والمجلس التربوي لكن الكثافة العالية للأطفال في سن التمدرس أكبر من الطاقة الاستيعابية للمدرسة، وعزت أم ضيفان في حديثها لـ(كوش نيوز) الأمر الي كون المنطقة من أكبر الحواضن الاجتماعية للنازحين واللاجئين . وقالت إن أقل فصل دراسي بمدرستها يستوعب (100) تلميذة وأن أعلى معدل للإستيعاب بالصف الأول يبلغ عدد التلاميذات في الفصل (184).
وأضافت أن جهود الخيرين والمجلس التربوي افلحت خلال الفترة الماضية في اضافة نحو 3 فصول دراسية وتتألف المدرسة الآن من 12 فصل وماتزال الحوجة كبيرة خاصة اذا ما نظرنا الي اعداد الأطفال سن التمدرس الذين خارج المؤسسة التعليمية.
وأوضحت أم ضيفان بأنه بمشاركة من إدارة المنظمات بوزارة التربية بالخرطوم ومنظمة اليونسف عبر برنامج تحسين البيئة المدرسية دشن فصلين دراسسين للطلاب خارج المدرسة يتم تدريسهم نهاية اليوم دراسي من خلال معلمين متطوعين وقد ساهمت اليونسيف توفير الحقيبة والكراس المدرسي لهم ويبلغ عددهم (200) تلميذ وتلميذة وتتراوح اعمالهم ما بين 6- 9 سنوات أشارت أم ضيفان الي وجود أعداد اكثر من هذه بالشارع حتى اللحظة.
وفي اطار التدريب الذي يقدمه برنامج تحسين جودة التعليم عن طريق معهد التعليم البريطاني وقفت الجولة لحضور حصة نموذجية بمدرسة الأعراف الاساسية للبنين حيث قدم استاذ مادة الإنجليزي وهو واحد من المعلمين الذي تدربوا على يد البرنامج في اطار التدريب ما بعد الخدمة.
كما وقفت الجولة على ورشة لمعلمي اللغة الانجليزية من اساتذة الجامعات بفندق برادايس في اطار التدريب لمرحلة ما قبل الخدمة حيث يهدف التدريب تمليك المتدرسين اساليب وطرق تدريس حديثة.
معاناة المعلم
وقال المتدرب المعلم (احمد حمزة ابراهيم) انه تلقى كورس لتدريب اللغة الانجليزية بالمحلية وكان مفيد واحتوى طرق تدريس اللغة الانجليزية ولكن ملاحظات التدريب كان في بيئة ليست جيدة اضافة الي ان لا يوجد نثريات ترحيل تعين المعلمين الذين يأتون من مناطق بعيدة .
تقرير : ابراهيم عمر
الخرطوم : (كوش نيوز)