ترك برس
أعلن مكتب الاتصال في الرئاسة التركية،عن توقيع مذكرتي تفاهم بين تركيا وليبيا، الأولى حول التعاون الأمني والعسكري بين البلدين، والثانية حول السيادة على المناطق البحرية، وذلك بهدف تعزيز العلاقات والتعاون بين الجانبين.
ومن جهته، أشار وزير الداخلية بحكومة الوفاق، فتحي باشاغا، إلى أن “الاتفاقية الأمنية بين حكومته والحكومة التركية جاءت من أجل فرض سيطرة الحكومة على كامل الأراضي الليبية”.
وأوضح باشاغا أن الاتفاقية غطت كل الجوانب الأمنية التي تحتاجها حكومة الوفاق”، وفق تصريحاته.
وتساءل تقرير لصحيفة “عربي21” الإلكترونية، عن دور هذا التقارب العسكري في تغيير موازين القوة في الصراع الليبي وحسم المعركة ضد قوات اللواء، خليفة حفتر.
والأربعاء، استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج، في قصر دولما بهتشة بمدينة إسطنبول.
ورأى الكاتب الصحفي الليبي، المبروك الهريش، أن “أهمية الزيارة تكمن في دلالة التوقيت حيث أخذت فيه الولايات المتحدة زمام المبادرة ووضعت الأزمة الليبية ضمن أولوياتها، كذلك فإنها تأتي في وقت تمهد فيه القوى الدولية لمؤتمر “برلين”، أما الاتفاقية فستجعل “حفتر” يرضخ لمخرجات هذا المؤتمر”.
وأوضح، وفق “عربي21″، أن “الاجتماعات المغلقة مع الرئيس التركي تؤكد الأهمية الاستراتيجية لليبيا بالنسبة لتركيا، أما بخصوص “حفتر” فهو يدرك جيدا أن توقيع مذكرة التفاهم هذه قضت على آخر آماله في السيطرة على العاصمة وحكم ليبيا عسكريا، وهذا الفشل قد يقضي على مشروعه بالكامل”، وفق تقديره.
لكن المدون والناشط الليبي، طلعت بغني أشار إلى أن “ما حدث هو التوقيع على برتوكول تفاهم وليست اتفاقيه دفاع مشترك، كون الاتفاقات تحتاج إلى موافقة الجسم التشريعي المتمثل في البرلمان، والسؤال: حتى لو كانت اتفاقية، فهل ستكون ملزمة لتركيا أم لا؟”.
وتابع: “تركيا لديها مصالح في ليبيا مثلها مثل روسيا وأميركا” وهي تحتاج إلى موطئ قدم لها في ليبيا، وبخصوص تأثير هذا التقارب بين أنقرة وطرابلس على سير المعارك فإنه من المنتظر أن يحدث تطور في سير المعارك وتغيير دفة المعركة وهذا ما أغضب الحكومة الموالية لحفتر”.
وقالت الصحفية الليبية، وداد الدويني، إن “أهمية تركيا تكمن في أنها من تقود الآن حلف “الناتو” وهي قوة عسكرية واقتصادية لهذا فإن أي اتفاق معها يعتبر زيادة قوة ودعم لحكومة الوفاق، خاصة أن هذا التقارب جاء بالتزامن مع دعم أمريكي للحكومة بعدما تأكدت من فشل “حفتر” ومشروعه”.
واعتبرت أن “توقيع الاتفاقية والتقارب مع تركيا بمثابة إعطاء الضوء الأخضر من قبل المجتمع الدولي لتركيا لتصبح هي من يرعى السلام في ليبيا على غرار تدخلها في سوريا وقيامها بدور في إنهاء لو جزء بسيط من الصراع هناك”، كما رأت.
وأضافت: “هذا التقارب يعتبر ضربة لحلفاء حفتر المحليين مثل الحكومة غير المعترف بها دوليا وكذلك مصالح الإمارات وفرنسا ومصر، لذا سنرى غضبا من هؤلاء تجاه هذه الخطوة من قبل الوفاق”.