اخبار السودان اليوم

بجيكم نابل !!

*الأبطال في الأفلام لا يموتون..

*ولا يختفون أيضاً… إلى أن تختفي شمس الفيلم وراء أفق (النهاية)..

*وكذلك مسؤولو زماننا هذا… لا يختفون إلا مؤقتا..

*وفي فيلم عربي (أهبل) البطل تُلقي به عصابة إلى البحر مقيداً..

*ولكنه يسخر من سخرية (ألقاه مكتوفاً إلى اليم وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء)..

*ويُثبت أن هذا يمكن أن يحدث… ولا مستحيل تحت الماء..

*ونحن الذين أشد هبلاً من الفيلم – بمشاهدتنا له – كنا نعلم أنه سيفعل ؛ حتماً..

*وما كنا بحاجة لصياح معجب ساذج (ما تخافوا… بجيكم نابل)..

*ومعجب ساذج ببعض أبطال فيلمنا السياسي الطويل الآن يعاتبنا على التشاؤم..

*يقول لنا : مهما يفعل هؤلاء (الأبطال) من أجلكم لا تتفاءلون..

*وبعد أن شبعت ضحكاً من عبارة (من أجلكم) هذه أجبته : بل فعلنا يا أخي..

*صحيح هي لحظات تفاؤل (بالعدد) ولكنها حدثت على أية حال..

*ومن اللحظات القليلة هذه حين بُشرنا بوقف أسفار المسؤولين الخارجية… بلا سبب..

*بيد إنها لم تتوقف أبداً ؛ سواء بسبب… أو من غير سبب..

*ويكفي أن وزيراً سافر – بعيداً – لاكتساب خبرة قضاء الحاجة… (من أجلنا)..

*وهذه تندرج تحت مسمى هو أدنى من (بلا سبب)… قطعاً..

*وندمنا على توثيق تفاؤلنا هذا كتابةً… إذ جعلنا نبدو في سذاجة صاحب (ما تخافوا)..

*واستبشرنا – قبل ذلك – بالحوار الوطني ؛ وكتبنا عنه..

*فإذا بجبله يتمخض عن فئران كيانية صغيرة تتهافت على فتافيت كيكة الحكم..

*ثم تكون حكومته هي الأسوأ من بين حكومات الإنقاذ كافة..

*وخجلنا من شهادتنا على أنفسنا بالسذاجة ؛ فقد (نبل) الفشل من وسط موج تفاؤلنا..

*ولا نتعظ أبداً ؛ فها نحن نتفاءل أيضاً بقرار تقليص الحكومة..

*وهو مطلب ظللنا نلح عليه سنين عددا… وقلنا إن هذا الترهل لا مثيل له في العالم..

*وضربنا الأمثال تلو الأمثال بأعداد وزراء الدول (الغنية)..

*وحين صدر قرار التقليص سمونا فوق جراحات تشاؤمنا الطويل… وتفاءلنا..

*قلنا من ثلاثين وزيراً إلى عشرين خير… والعافية درجات..

*فإذا بالذين قُلصوا هؤلاء (يجونا نابلين) بتمام عافيتهم… وسلامتهم… وامتيازاتهم..

*جاءونا وزراء كاملي الدسم… فقط بمسميات جديدة..

*فالتشاؤم علينا هو المكتوب… وما عاد السودانيون يستبشرون خيراً بأي شيء..

*وكلما كثر الكلام – وزادت الوعود – ازداد الناس تخوفاً..

*وفي نقاش – قبل أيام – تساءل البعض عن (مصير) عبد الرحيم محمد حسين..

*فرويت لهم قصة غرق بطل ذلكم الفيلم… وصيحة الساذج..

*وصحت (ما تخافوا…. بجيكم نابل)..

*و………..(نبل) !!!.

Exit mobile version