اخبار السودان اليوم

فاطمة الزهراء … قصة نجاح تستحق أن تروى

فاطمة الزهراء عبد الوهاب الشابة الطامحة لتحقيق إنجاز جديد بالتفكير خارج الصندوق في مجال لا يعرفه أحد ومخفي عن الآخرين في هندسة الجلود حتى ينافس عالمياً كما ابتدرت قولها، بدأت رحلة البحث عن مشروع في مجال إعادة الدباغة بالفرقة الثالثة بكلية هندسة الصناعات (تخصص هندسة الجلود) بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، وذلك بالتعاون مع منظمة خيرية خلال عيد الأضحى، لم تكن فاطمة الزهراء تدرك أنها ضربة البداية لتحقيق إنجاز علمي بأنامل ناعمة خبرت معنى مكابدة المعاناة والمشقة التي تنتهي بفرحة الانتصار، وتختتم باختراع جديد في غاية الأهمية في عالم الأسمدة وذلك بتحويل الجلود الى أسمدة ذات كفاءة عالية، اختراع مميز لفت انتباه العالم.

قالت فاطمة الزهراء وهي تسرد قصة نجاح مشروعها بورشة ريادة الأعمال الزراعية: “واجهت العديد من المعوقات خلال رحلة البحث وأحزنتني الخسائر الفادحة التي تلحق بالجلود والاضطرار إلى حرقها، كل ذلك دفعني إلى البحث عن إيجاد حلول لتقليل الخسائر والاستفادة من هذه الثروة المهدرة”، وأضافت أنها انتبهت إلى حوار علمي عن متطلبات الأسمدة خلال نقاش بورشة عمل بالمواصفات والمقاييس حول قطاع الجلود الذي يقبع في الترتيب الخامس من حيث دعمه للعوائد الاقتصادية للبلاد، وذلك للخسائر التي تبلغ حوالي 80% فالعديد من المشاكل تواجه صناعة الجلود؛ التأثير البيئي الناجم عن عملية دباغة الجلود ومشكلة التخلص من النفايات بكل المدابغ في السودان، جميعها زادت من تعقيد صناعة الجلود.

وأضافت فاطمة الزهراء بحسب سونا – “بحثت عن حلول لانتزاع الكروم وإدخاله في الأسمدة العضوية وتقدمت بورقة بحثية للجامعة، تم قبول مشروعي لاواجه بتحديات بالفشل” ولكن اليأس لم يثبط عزيمتها فقامت بطرح المشروع بكلية الزراعة بالجامعة وقوبل المشروع بالكثير من الاستهجان مما دفعها لأن تتخذه مشروع التخرج في العام 2017م وأردفت قائلة : “إن المنتج تفوق على الأسمدة كافة مما دفعني لإعداد دراسة الجدوى والمشاركة بالمشروع في إطار ريادة الأعمال بمسابقة مشروعي ضمن فريق عمل”، وتؤكد فاطمة الزهراء أن عملها ضمن فريق العمل كان حافزا كبيرا لاستمرارها بالرغُم من الخوف الذي انتابها من الفشل، مشيرة لاتصال العديد من المستثمرين الخبراء في المجال الكيميائي والذين ابدوا دهشتهم لتفوقها واكتشافها العلمي لانتزاع مادة الكروم الخطرة، لافتة إلى أن المنتج يعد نظرة مستقبلية لخمس سنوات لمعالجة مخلفات الجلود، مؤكدة استهدافها لتسميد الزراعة المنزلية بالمنتج (السماد العضوي) والذي أثبت فعاليته بإنتاج الأشجار للثمار خلال خمسة عشر يوماً واستمرار التجارب لإنتاج المزيد من الأسمدة العضوية للأراضي القلوية والحمضية بالسودان ودول الخليج.

وتختتم فاطمة الزهراء قصة النجاح، بفخرها بالإنجاز الذي حققته لإنتاج الأسمدة العضوية من مخلفات الجلود التي ظلت نقطة عثرة لصناعة الجلود ودفع بكثير من المدابغ لإغلاقها، مشيرة إلى الاقبال الكبير الذي وجدته من المنتجين لاستخدام المنتج لرفع إنتاجية المحاصيل لتحقيق عائدات مجزية تسهم في الاقتصاد القومي وتعيد للقطاع الزراعي سيرته الأولى.

الخرطوم (كوش نيوز)

Exit mobile version