اخبار السودان اليوم

السودان .. مخاوف وتساؤلات واستبعاد لحدوث الانقلاب الرابع

الخرطوم 20 نوفمبر 2019– بعد تداول الوسائط تسريبا يتحدث فيه عن أن الحكومة الحالية لن تبقى لحين موعد النطق بالحكم على الرئيس المعزول عمر البشير في 14 ديسمبر المقبل، سارع محمد الحسن الأمين عضو هيئة الدفاع الى نفي الترتيب لانقلاب لكنه أشار خلال مداخلة مع قناة “الجزيرة مباشر” الى أن الحكومة الحالية ستذهب عبر ثورة.
JPEG - 103.2 كيلوبايت
عناصر الجيش انتشرت في محيط القيادة العامة لمنع المتظاهرين من الوصول للمقر .. الإثنين 7 أبريل 2019

فبعد أن حدد القاضي خلال جلسة محاكمة البشير السبت الماضي موعد النطق بالحكم همس الأمين لرفيقه القريب قائلا ” قبل 14 ديسمبر ستكون هذه الحكومة قد ذهبت … الأمور تمضي بنحو جيد”، حسبما دون الإعلامي محي الدين حبريل على صفحته بفيس بوك قائلا إنه سمع ذاك الحديث بنحو مباشر.

وبعد ساعات من تداول هذه التسريبات كشف القيادي بقوى “الحرية والتغيير” خالد عمر يوسف عن توفر معلومات لديهم حول جهات تخطط للانقلاب على الحكومة الانتقالية ويضيف بالقول إن الاهم من المعلومات هو التحليل الذي يحدد الجهة المستفيدة من الانقلاب على الحكومة وتكتيكاتها.

وتعليقا على هذه الانباء يرى المتحدث باسم القوات المسلحة عامر محمد الحسن أن الحديث عن انقلاب محاولة للكسب الرخيص ومناورة سياسية ليست في مصلحة البلاد واستقرارها.

ويؤكد في الوقت نفسه على يقظة القوات المسلحة في حماية امن البلاد القومي مطالباً القوى السياسية بالابتعاد عن هذا النوع من التصريحات ونافياً حتى وجود مؤشرات لعملية انقلابية ومردفاً في حال ظهرت هذه المؤشرات كنا سنعلن عنها في حينها.

ويتهم القيادي بالحزب الشيوعي صديق يوسف الإسلاميين بالتخطيط للانقلاب على الأوضاع الجديدة بعد ان اطاح الشعب بحكومتهم وهو ذات الاتهام الذي أطلقه في وقت سابق المتحدث باسم حزب البعث العربي محمد ضياء الدين في مواجهة الاسلاميين قائلا إنهم يدبرون لانقلاب عسكري.

وفي المقابل ينفي رئيس المؤتمر الوطني ابراهيم غندور دعمهم او مشاركتهم في انقلاب عسكري واعتبر تلك الاتهامات محاولة من (الحرية والتغيير) لتغطية العجز عن ادارة البلاد.

وقبل التوقيع على الاعلان السياسي بين المجلس العسكري وقوى التغيير في أغسطس الماضي تم الكشف على لسان قادة عسكريين عن افشال ثالث محاولة انقلابية منذ سقوط سلطة البشير في أبريل المنصرم، دون أن ترشح تفاصيل دقيقة حول تلك المحاولات باستثناء التي اتهم بتدبيرها رئيس هيئة الأركان السابق بالتعاون مع قيادات إسلامية وحزبية تتبع للمؤتمر الوطني، ونفذت على إثرها اعتقالات واسعة وسط الإسلاميين والعسكريين.

ويستبعد المحلل السياسي ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة النيلين فتح الرحمن احمد في حديثه لسودان تربيون امكانية عودة الإسلاميين للسلطة عبر انقلاب عسكري في اعقاب موجة الرفض الشعبي لوجودهم في مسارات التأثير السياسي كما أن الظروف الراهنة في اعقاب نجاح الثورة تؤكد على ضرورة عدم وجودهم باي شكل من الاشكال في ادارة مؤسسات الدولة.

ويري فتح الرحمن أن تصريحات قوى اعلان الحرية والتغيير حول الانقلابات اشبه بالفزاعة باعتبار أن الانقلابات العسكرية لا تلقى قبولا محليا ولا إقليميا أو دوليا.

بدوره لا يلغي الخبير العسكري الفريق عثمان بلية في حديثه لسودان تربيون فرضية وجود ضباط مغامرين من فئة الشباب داخل مكونات الجيش.

لكنه في الوقت نفسه يستبعد ان تصل درجة المغامرة لإنجاز انقلاب مكتمل الأركان في ظل وجود التراتبية الحاكمة للمؤسسة العسكرية كمان ان وجود قوات الدعم السريع كما يقول سيقلل من احتمالية نجاحها خصوصاً وأن الاخيرة تنطلق من موقف شبه رافض لعودة الاسلاميين مرة أخرى.

ويري بلية ان خوض محاولة انقلاب في هذا الوقت بإمكانه ان يجر البلاد نحو شلالات دماء لا تتوقف مما يتطلب النظر الى الامر بشكل مختلف يسعي في اتجاه حماية الفترة الانتقالية والدفاع عنها.

Exit mobile version