*أو صناعة الطغاة… بحسب البرنامج..
*وهو برنامج تلفزيوني جديد بقناة ناشيونال جيوغرافيك… شدني من أول حلقة..
*وكانت البداية بطاغية كوريا الشمالية الأول… أو الجد..
*ولا تعجب ؛ فقد أورث الجد طغيانه – والبلد بأسرها – ابنه… فأورثها هذا ابنه..
*وكيم إل سونغ كان محبوباً في بداية حكمه… وبسيطاً..
*وهذه هي الخطوة الأولى من خطوات صناعة الطغاة… وفقاً للبرنامج المذكور..
*فكلهم يبدؤون طغيانهم بإظهار الزهد والتواضع ؛ الطغاة..
*ثم ينتقلون إلى الخطوة الثانية وهي التخلص من المنافسين المحتملين… والمعارضين..
*وغالباً ما يشوب عملية التخلص هذه عنف دموي..
*فالطاغية لا تهمه وسيلة إزاحة خصمه عن المشهد ؛ وإنما المهم عنده أن يموت..
*وعقب إفراغهم الساحة من منافسيهم يبدأ الطغاة برامج التمكين..
*فتمكين الموالين من مفاصل الدولة كافة أمر ضروري لضمان إحكام السيطرة..
*ويبدأ الطاغية هذا التمكين بنفسه… فيقبض على كل شيء..
*الجيش… الأمن… الشرطة… الإعلام… الاقتصاد… الخارجية…. وحتى الكشافة..
*فهو القائد الأعلى… والأب الروحي… والكشاف الأعظم..
*ويحكي البرنامج كيف أن كيم حاول أن يتحكم حتى في أدق تفاصيل مواطنيه..
*ماذا يأكلون… وكيف يتعاملون… وفيم يفكرون..
*أما الخطوة الثالثة فهي غرس محبة الطغاة في نفوس أفراد شعوبهم… ولو بالقوة..
*فصورهم في كل مكان… وهي لا تكبر بكبر أصحابها..
*يعني لو بلغ طاغيةٌ ما من العمر ثمانين عاماً تبقى صوره في عمر الأربعين..
*وتُحشى مناهج الدراسة بكل أدوات تمجيد الذات الرئاسية..
*وأجهزة إعلام الدولة لا عمل لها سوى عكس جميع حركات الرئيس… وسكناته..
*ثم تبدأ الخطوة الرابعة ؛ متمثلةً في جني ثمار الانفراد بالحكم..
*أو – بعبارة أخرى – التمتع بمباهج الدنيا بأقصى ما تسمح به شهوة النفس..
*وبأقصى ما تسمح به فسحة العمر….. كذلك..
*فالطغاة يسابقون الزمن من أجل أن يحظوا بأكبر قدر من نعيم الحياة… ولذاتها..
*بل ويكرهون الموت بأكثر مما يكرهه بقية الناس..
*وبمثل كراهيتهم لمن يهدد سلطتهم ؛ معارضاً كان… أو حتى منافساً موالياً..
*ويتحدث البرنامج عن مقت كيم الفظيع للموت..
*ويشير إلى محاولاته المحمومة – والمجنونة – لإطالة عمره بأي طريقة ممكنة..
*فهو لا يريد أن يموت… وعلى أطبائه أن يفعلوا شيئاً..
*وكنت قد كتبت أنا عن هلع طاغية فنزويلا – شافيز – من الموت… حين جاء..
*وقد كان جاء – لسوء حظه – عقب تعديله مادة الولاية في الدستور..
*فالسنوات الخمس تأتي بعد خمسة أشهر… وتعب هو من التمديد..
*إذن فلتكن الولاية مدى الحياة ليرتاح… وما درى أن الحياة لم يبق فيها مدى..
*والآن شبل كوريا الحالي من ذاك الأسد !!!.