اخبار السودان اليوم

التقرير يكفي ..!!

:: ما يُميز رئيس الوزراء – عن الآخرين – الحراك الميداني ثم اتخاذ القرار، علماً بأن تقييم نتائج بعض القرارات بحاجة إلى بعض الوقت .. وعلى سبيل مثال للحراك الميداني، يوم الخميس الفائت، بعد أن تفقد أوضاع بعض المسالخ، وجه المسؤولين بوزارتي المالية والثروة الحيوانية بإعداد مصفوفة واضحة خلال أسبوع لعمل المسالخ، وقال في تغريدة له بالموقع الإلكتروني (تويتر) : ( متفائل بتحقيق مليار دولار عائد صادر اللحوم المصنعة في القريب العاجل)، ومتوقعاً أن يقفز عائد صادر اللحوم خلال سنوات قليلة إلى خمسة مليارات دولار ..!!

:: صحيح، لنا من الثروة الحيوانية ما تمكن بلادنا على أن يتجاوز عائد صادر اللحوم ضعف ذاك الرقم (خمسة مليارات دولار)، ولكن بالعمل الجاد، بحيث تحل الكفاءة محل الذين عجزوا على فعل أي شئ طوال العقود الفائتة .. ولكي لا ننسى، قبل عام تقريباُ، خاطب الفريق أول ركن بكري حسن صالح رئيس الوزراء السابق مؤتمراً للثروة الحيوانية بالنص القائل : ( لن نصدر الماشية إلا للهدى فقط، وذلك لعدم إهدار الثروة الحيوانية عبر التصدير الخام).. ثم غادر رئاسة مجلس الوزراء بعد عام من الوعد ، ولكن لم تصدر البلاد (كيلو عجالي)..!!

:: وهكذا حالنا مع الوعود.. منذ عقود، ما أن ينظموا مؤتمراَ أو يعقدوا ورشة ، إلا ويكون وعدهم للناس والبلد (تصدير اللحوم )، ثم يقوموا إلى تصدير المواشي ( ذكوراَ وإناثاً )، بمنتهى اللامبالاة .. هم يعلمون بأن تصدير اللحوم لا يتم بالتوجيهات والوعود .. ويعلمون بان تصدير اللحوم بحاجة إلى إرادة تؤسس مسالخ ذات مواصفة عالمية، لتحل محل العشوائيات المسماة في بلادنا بالمسالخ، وما هي إلا ( سلخانات كيري) .. فالحقيقة الصادمة هي مسالخ البلد – بما فيها التي زارها رئيس الوزراء – غير مطابقة للمواصفة الدولية ولمعاير الجودة والسلامة الغذائية العالمية..!!

:: وإليكم أسباب إمتناع السعودية عن استيراد لحومنا، وهي بعض نصوص تقرير الفريق الفني لهيئة الغذاء السعودية بعد تفتيشهم لبعض مسالخنا – في اكتوبر العام الماضي – بغرض استيراد اللحوم..فالتقرير المخبوء في دهاليز المسالخ مُخجل للغاية .. (أرضية المنشاة المحيطة بالمسلخ – بما فيها منطقة تحميل المنتج – ترابية و(غير نظيفة)، دورات مياه العاملين (غير نظيفة)، يوجد فتحات في غرف تفتيش الصرف الصحي، وبعض غرف تفتيش الصرف الصحي مكشوفة كلياً و(بدون غطاء)، وجود كمية حشرات كبيرة داخل المسلخ، طريقة التخلص من المخلفات – الكرش – غير صحية، وجود حاويات تحتوي على رؤوس حيوانات نافقة وقديمة متحللة وهي قريبة جداُ من المسلخ)، و الكثير من ملامح القبح ..!!

:: فالتقرير الفني – الضاج بفضائح سوء الإدارة – يكفي لكشف حال المسالخ السودانية، فليطالب به رئيس الوزراء بغرض المحاسبة وليس الإطلاع فقط، أوهكذا يجب أن يكون الإصلاح .. ثم الادهى، غير فضائح التقرير الفني، فان كل مسالخ البلد خالية من وحدة تصنيع مخلفات الذبيح بحيث تكون أغذية للأسماك وغيرها من الفوائد..هذه الوحدة من أهم معايير الجودة والسلامة الغذائية العالمية، وبدونها لاتصدر دولة لحومها ولا تستوردها دولة .. ثم أن مخلفات الذبيح – والمواشي النافقة – ثروة في حد ذاتها.. ولكن عندما لم تجد هذه الثروة مسؤولاً يكتشف قيمتها بالتصنيع، تحولت إلى أضرار تُهدد حياة الناس بالداخل ثم تعيق تصدير اللحوم إلى الخارج .. !!

Exit mobile version