اخبار السودان لحظة بلحظة

محتجون أمام القيادة العامة ينادون بإطلاق سراح موسى هلال

نفذ أنصار مجلس الصحوة وأسرة الشيخ موسى هلال المعتقل منذ عهد النظام البائد وقفة احتجاجية أمام القيادة العامة للقوات المسلحة أول أمس طالبوا فيها رئيس الوزراء حمدوك بإطلاق سراحه. حيث تجمع العشرات حاملين لافتات تنادي بحريته. وويعتبر موسى هلال أحد زمرة النظام السابق وتقلد بعض المناصب والمواقع السياسية في عهده، وتلاحقه اتهامات المشاركة في الانتهاكات التي حدثت بدارفور من حرق للقرى وتشريد للمواطنين واغتصابات، بل ويصفه البعض بأنه كان فاعلاً في كل الانتهاكات التي كانت نتيجتها الإبادة الجماعية بدارفور والجرائم ضد الإنسانية لكن مع كل ذلك حاول أن يُعارض السلطة البائدة وتمرد عليها في مرحلة من مراحله.

وتم اعتقاله في نوفمبر للعام 2017م بعد معركة ضارية بين قواته وقوات الفريق حميدتي أفضت لقتل الكثيرين وتشريد أهل مستريحة مكان إقامته وقتل فيها شقيقه.. ومن ثم اتهمه النظام المخلوع بالاشتراك في مؤامرة خارجية بعدها دخل المعتقل بغرض محاكمته. وبالرغم من سقوط النظام إلا أن المحاكمة لم تتم بعد ولا زال الشيخ يقبع بالمعتقل..
من جهته يرى المستشار القانوني والشيوعي صالح محمود أنه في ظل سيادة حكم القانون ومبادئ العدالة التي هي جزء من حقوق الإنسان والمحاكمة العادلة والطبيعية، ابتداءً من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والشعوب لسنة 1948 وبما أنها وثيقة موجودة في دساتير كل الدول المنضوية لها، فإن ما يخص قضية موسى هلال أنه لابد من تقديمه للمحاكمة، وطالما تم القبض عليه يجب أن تُقدم له اتهامات وتتم محاكمته وإلا فإن حجزه داخل المعتقل فيه مخالفة لمبادئ العدالة التي ترد في المواثيق الدولية.. وعن طريقة محاكمته يقول محمود لـ(اليوم التالي) إن هلال كان يتمتع بسلاح حكومي ومليشيات تتبع للنظام القديم وهو ما يثير جدلا حول كيفية تقديمه، وهو أيضا ما يترك سؤالا كبيرا: هل يخضع هلال لمحكمة مدنية أم عسكرية؟.. ورجح أن يكون سبب وجوده في المعتقل إلى الآن هو سياسي في المقام الأول بالرغم من أنه عارض البشير في الفترة الأخيرة وتمرد عليه مما يؤكد أن المجلس العسكري امتداد لنظام الرئيس المخلوع وأن حجزه دون محاكمة يعتبر تصفية حسابات، لافتا لظروفه الصحية وقال إنه يحتاج لرعاية.

في ذات السياق يرى القيادي بقوى الحرية والتغيير كمال بولاد أنه من حيث المبدأ فإن الحرية حق طبيعي لكل إنسان ويجب أن تكفله كل القوانين خصوصا ونحن نستمتع هذه الأيام بمناخ ثورة ديسمبر أبريل المجيدة والتي قُدمت فيها الدماء والأرواح لواحد من أهم الأهداف وهي الحرية. ونأمل أن تستكمل أهداف الثورة رغم التعقيدات والتحديات الكبيرة والشاخصة، ويقول بولاد بحسب صحيفة (اليوم التالي) إن موسى هلال أحد ضحايا رموز نظام الإسلام السياسي البائد ومشؤوم الذكرى، مستدركا ورغم أنه كان جزءا منه في مرحلة من المراحل وحتى الخلاف الذي نشب بينه وبين بعض أقطاب النظام في إطار المشاركة داخل النظام واقتسام الكيكة.. ويردف: نحن نقول آن الأوان أن يُقدم هلال وغيره للعدالة إن كان مذنبا وإن لم يكن فليطلق سراحه فوراً، مضيفا: أما إذا كانت هناك حسابات أخرى خارج إطار القانون فإنها لا تشبه الثورة ولا أهدافها النبيلة بل تشبه أساليب النظام السابق وطرقه الظالمة وتصفية حساباته بعيدا عن القانون حتى يستمر في السلطة ولكن الشعب قال كلمته وقدم التضحيات وكنس النظام إلى مزبلة التاريخ.

في وقت يرى فيه الكثيرون أن تقديم هلال لمحاكمة عادلة أو إطلاق سراحه هي الخطوة التي تتماهى مع الرؤية السودانية الجديدة في ما يتعلق بإعادة بناء المشروع الوطني القائم على أساس دولة القانون المرتجاة فيما تمثل استدامة توقيف هلال على ذمة قضايا تتعلق بالنظام الذي أسقطه الشعب بقعة سوداء في تاريخ الثورة وبالطبع في تاريخ قوى الحرية والتغيير التي وقع مجلس الصحوة على ميثاقها وإعلانها في يناير برفقة آخرين وهو ما يتطلب منها أيضاً اتخاذ موقف في هذا الاتجاه. بينما يبدو المتضامنون مع الشيخ على دراية بالاتجاهات وللتدليل على ذلك فإن وقفتهم تجاوزت مقر تجمع المهنيين واختارت مباني القيادة العامة وكان أصحابها يعرفون الشخص المصر على اعتقال هلال.

الخرطوم (كوش نيوز)

اترك رد