اخبار السودان اليوم

صادر الذهب ..تغيير الحكومة وبقاء السياسات

القضايا المتعلقة بمعدن الذهب من تنقيب والمشاكل البيئية لمواد استخلاصه وصادراته وتهريبه لم تبرح مكانها بالرغم من تغيير الحكومة السابقة والتي ظل العاملون بالذهب من تجار ومنقبين ومصدرين ينادون بمعالجتها في كل منشط لهم، وبالأمس نظمت الشعبة القومية لمصدري الذهب ورشة بعنوان (تعظيم عائد صادر الذهب لغدٍ مشرق وسودان واعد)، وارجع رئيس الشعبة عبد المنعم الصديق عالم تدهور الاقتصاد للسياسات الخاطئة للنظام السابق بإعطائهم امتيازات ضخمة لشركات دون غيرها ، ونادى بأيلولة (الكرتة) لأصحاب الطواحين، وأشاد عبد المنعم بوطنية تجار الذهب برفضهم البيع بعد الزيادة الكبيرة التي شهدها السوق خوفاً من الإضرار بالاقتصاد السوداني، وأضاف كان من الممكن أن يجنوا من خلال هذه الممارسة الاقتصادية الخاطئة المليارات إلا أنهم رفضوا خيانة الوطن، ذلك وتطرق الأمين العام للشعبة معتصم محمد صالح في ورقته لثلاثة محاور، هي الإنتاج ومشاكله وإهدار الإنتاج بسبب السياسات والرؤية الكلية لشراء الذهب وصادراته.

وأشار معتصم بحسب آخر لحظة – إلى ضرورة وضع خطة وسياسات واضحة للإنتاج والتصدير للإسهام بشكل واضح في الناتج القومي، موضحاً أن السودان يحتل المركز الثاني في أفريقيا باحتياطي قدره (1550) طناً يمثل إنتاج التعدين التقليدي فيها حوالي (80%)، وينتشر في (12) ولاية و(44) محلية و(65) سوقاً و(122) موقعاً و(44) ألف بئر بحسب وزارة المعادن، وكشف معتصم عن إجمالي الإنتاج للذهب من (2009) وحتى (2018) حوالي (600) طن بقيمة (24) مليار دولار، تم إدخال (196) طناً لخزينة الدولة فقط، بفاقد (404) أطنان، إلا أن شعبة مصدري الذهب كانت لها أرقام وحسابات أخرى خلاف تقديرات وزارة المعادن، مستندين في ذلك على الكميات التي ترد يومياً لمجمع الذهب المركزي، موضحاً أنه تم تصدير (46) طناً بواسطة التجار في الفترة ما بين (2009-2011)، وأضاف هذا الإنتاج كان من خلال الأجهزة البدائية وبعد دخول الحفارات والآليات الحديثة للاكتشاف وظهور الذهب في عدد من الولايات الأخرى، توقع أن يكون الإنتاج قد تخطى حاجز المائتي طن سنوياً.

وكشف معتصم عن تراجع الكميات المشتراة من الذهب بواسطة البنك المركزي ووكلائه بسبب السياسات المتبعة في الشراء والسعر مما فتح الباب واسعاً للتهريب وخلق أسواق بديلة، الأمر الذي أظهر ممارسات مالية مشبوهة مثل غسيل الأموال والأنشطة المضرة بالاقتصاد، وقال البروف ميرغني بن عوف إن التحدث عن مشاكل الذهب يجب أن يكون شاملاً المعالجات وليس فقط عن الصادر، وأضاف من خلال التقارير السابقة للشعبة (تاني لازم نعرف أي كيلو مشى من وين وجا من وين)، وقال للتجار (تاني الحكومة ما ح تشتري منكم ذهب)، ووصف ما يحدث في قطاع التعدين خاصة الذهب، بـ(الكلام الفاضي) وما قيل عن الدعم أكبر أكذوبة.

ودعا إلى ضرورة ترك الهتافات ضد النظام السابق والتفرغ للعمل والإنتاج ودعم الحكومة الجديدة لإيجاد الحلول للثلاث سنوات القادمة وما بعدها، ووصف الأجهزة الرقابية والتشريعية السابقة بـ(الفوضوية)، وتساءل عن عدم وجود أحد المصدرين ضمن هذه الأجهزة.

الخرطوم (كوش نيوز)

Exit mobile version