تذهب سيرته إلى حصوله على بكالريوس القانون في جامعة النيلين، فهو النائب البرلماني من كوادر حزب الأمة الفيدرالي الذي يترأسه د. أحمد بابكر نهار .. ويعد الوزير عمر سليمان آدم إبراهيم أحد أبرز الوجوه الجديدة التي برزت في التشكيل الوزاري الأخير لحكومة الوفاق الوطني، التي أعلنها رئيس الجمهورية إنفاذاً لقراراته التقشفية لتقليل الإنفاق الحكومي الذي شمل تقليص الوزارات بالدمج والإلغاء من (31) وزارة إلى (21) وزارة، من بينها دمج وزارتي الثقافة والسياحة والآثار وقطاع السياحة في حقيبة وزارية واحدة، جلس الرجل على سدتها كأول تجربة وزارية له في الحكومة الاتحادية.
بطاقة تعريفية :
تقول بطاقته بأنه درس المرحلة الابتدائية بمدرسة “ديسة” شمال دارفور، ومن مواليد قرية أم سدق بولاية جنوب دارفور في العام 1965، أكمل تعليمه الأولي في مدرسة شعيرية الابتدائية، ودرس المرحلة المتوسطة بمدرسة الامتداد بمدينة نيالا، والتحق بمدرسة نيالا الفنية، وجلس لامتحان الشهادة السودانية فيها ولم يكمل تعليمه الجامعي إلا أنه عاد للدراسة في منتصف التسعينات والتحق بكلية القانون جامعة النيلين وتخرج فيها عام (2001)، بعدها اتجه للعمل في المحاماة محامياً وموثقاً.
أسرته أنصارية، التحق بحزب الأمة القومي، وتدرج فى هياكل حزب الأمة والعمل السياسي منذ أن كان في المرحلة الثانوية منتصف الثمانينيات، حتى أصبح عضواً بالمكتب السياسي للحزب بجنوب دارفور، وعند وقوع الانشقاق الذي قاده مبارك الفاضل في حزب الأمة انحاز إلى الفاضل مع عدد من القيادات في مجموعة الإصلاح التي فضلت المشاركة على الخط المعارض للحزب الذي ظل الصادق المهدي متمسكاً به، حيث تولى عمر منصب أمين الشباب بالحزب، ثم رئيساً له بولاية جنوب دارفور، وعند الانشقاق الثاني الذي حدث عام (2004) في حزب الأمة الإصلاح والتجديد بعد استقالة مبارك الفاضل من الحكومة وانسحابه من المشاركة، انحاز عمر سليمان لمجموعة د. أحمد بابكر نهار بتكوين حزب الأمة الفيدرالي (2004)، حيث أصبح نائب الأمين العام للحزب، ورئيس القطاع السياسي وأمين الشؤون القانونية.
جوانب عملية
شغل عمر سليمان العديد من المواقع في الأجهزة التشريعية والتنفيذية على المستوى القومي والولائي، حيث انتُخب عام (2006) عضوًا بمجلس تشريعي ولاية جنوب دارفور وتولي رئاسة لجنة الشؤون القانون والأمنية، وبعدها تم تعيينه معتمد رئاسة بولاية جنوب دارفور في العام (2009)، ثم انتخب عضواً بالمجلس الوطني عن دائرة نيالا شمال في انتخابات عام (2010) وكان عضواً بلجنة فرعية للتشريعات بالبرلمان، بعدها أصبح وزيراً للصحة بولاية جنوب دارفور، وأعيد انتخابه عضوًا بالمجلس الوطني في انتخابات (2015) وترأس لجنة الشباب والرياضة، الثقافة والسياحة من (2015 ـــ 2017)، ثم ترأس لجنة الإعلام والاتصالات لفترة قصيرة، وكان عضو اللجنة المكلفة بمتابعة تقرير المراجع العام، بحكم خبرته في مجال المحاسبة المالية شغل منصب الأمين المالي لمنظمة لجان الحسابات (أفروياد) التابعة لاتحاد البرلمانات الأفريقية مهمتها الإشراف على تقارير وعمل المراجع العام في الدول الأفريقية التي مقرها بنيروبي منتدباً من البرلمان، آخر موقع تقلده بالبرلمان قبل تعيينه وزيرا للثقافة والسياحة والآثار ورئاسة لجنة الحسابات والمظالم العامة والإدارة .
إداري رياضي
على الرغم من أن عمر سليمان حسب العارفين بسيرته لم يمارس الرياضة، لكنه اشتهر بأنه ناشط إدارياً في مجال الرياضة حيث تولى رئاسة نادي التحرير بنيالا ورئيس لجنة الاستئنافات وعضو الهيئة التحكيمية للشباب والرياضة، وعضو اتحاد الفروسية بولاية جنوب دارفور، في عام (2017) أصبح نائب رئيس لجنة الاستئنافات الاتحادية في الاتحاد العام للكرة خلال دورة معتصم جعفر وهذا ما جعل رئيس المجلس الوطني بروفسير إبراهيم أحمد عمر يكلفه بالتدخل لحل الأزمة التي نشبت بين فريق الهلال والاتحاد العام لكرة القدم في العام 2016 ونجح في ذلك بدرجة كبيرة، كما لعب دوراً كبيراً في إدارة الحوار والنقاش حول مشروع قانون الشباب والرياضة الذي تمت إجازته مؤخراً، كما عرف بالنشاط في العمل الطوعي خلال عقد التسعينيات، حيث منصب تولى الأمين المالي لنفير التعليم، ثم المدير المالي لبرنامج نهضة وتجميل مدينة نيالا.
رجل مختص
يتوقع مقربون منه أن يحرز نجاحاً في الوزارة، رغم أنه رجل مختص في مجال القانون والمحاسبة، إلا أن الخبرة التراكمية التي اكتسبها من خلال ترؤسه لجنة الثقافة والسياحة بالبرلمان لفترة عامين من (2015 وحتى 2017) حيث كان ممسكاً بكل الملفات والتقارير الخاصة بالثقافة والسياحة، ما جعله ملماً بكل خطط وبرامج وزارتي الثقافة والسياحة قبل دمجهما، وأيضاً ملم بكل القضايا والمشكلات والمعالجات والنقاط التي تحتاج لتدخل منه كوزير، وشكل التشريعات التي تحتاج إليها الوزارة بحكم أنه شارك في وضع وإجازة كل القوانين المتعلقة بالثقافة والسياحة بحكم ترؤسه للجنة التي تتبع لها بالبرلمان، يقول أصدقاء له إنه رجل بشوش ومستمع جيد ومتابع بدقة لكل المهام التي يتولاها بحكم أنه عمل في الحسابات بجانب أنه يتمتع بشخصية اجتماعية وإدارية، ويحبذ العمل في مجموعات.
تحديات
من أبرز التحديات التي يرى المتابعون أنها ستواجه عمر سليمان في وزارة الثقافة والسياحة والآثار، أنها ليست وزارة سيادية، لذلك دائماً الميزانية المخصصة لها أقل بكثير من وزارات أخرى، لأنه واضح أن المجالات التخصصية لم تحسب لها أهمية في التخطيط الحكومي، لاستقطاب الاهتمام بها وتركيز النظر عليها، لابد من إدارة التنوع الثقافي والتعددية الفكرية بشكل واع ودون تسييس، إضافة لترغيب الدولة للاهتمام بالسياحة، بلإعتبارها تمثل واحدا من الموارد الهامة.
من أهم التحديات التي ستواجهه تهيئة الأجواء لعودة المفكرين والكتاب السودانيين الذين يعيشون في بلدان المهجر، علاوة على مراجعة وتعديل كثير من القوانين والتشريعات الخاصة بالثقافة والسياحة، باعتبار أن الثقافة والسياحة أقرب لعمل المجتمع المدني والقطاع الخاص من الجانب الرسمي في الدولة، لأن الرؤية السائدة لدي الناشطين في المجال الثقافي أن يكون دور الدولة إشرافياً من خلال وضع التشريعات والقوانين والمساعدة على تنشيط العمل الثقافي والسياحي ودعمه بتذليل العقبات التي ظلت تعترضه بتوفير الدعم والرعاية وتهيئة البيئة المناسبة للإبداع في الثقافة وتفعيل منظمات المجتمع المدني العاملة في هذا المجال، كذلك باعتبار أن الثقافة إنتاج فكري لأفراد المجتمع، يتوقع الكثيرون أن يظهر اهتماماً بتنشيط السياحة في منطقة جبل مرة بتوفير البنيات التحتية باعتبارها من أهم المناطق السياحية غير المهتم بها.
بروفايل : الطيب محمد خير
الخرطوم (صحيفة الصيحة)