اخبار السودان لحظة بلحظة

مأمون أبو شيبة: الصدمة والدرس القاسي

*  عقب فاجعة ونكبة السبت تجولت في القروبات المريخية ولاحظت إن الجميع في حالة صدمة وإحباط شديد.. والبعض عبروا عن قرفهم من تشجيع كرة القدم في السودان فقرروا تطليق تشجيع المريخ والاتجاه للكرة الأوروبية.

  • ما حدث ليلة السبت فعلاً كان صادماً لنا جميعاً ولا زال البعض واجماً ما بين مصدق ومكذب.. واعتقد إن مثل هذه التجربة لم تحدث من قبل في تاريخ المريخ.. وأعنى تقدم الفريق بعدد وافر ومطمئن من الأهداف حتى نهاية الزمن الرسمي وبقاء دقائق معدودة لنهاية المباراة، وفجأة تنقلب الأفراح إلى أحزان وبكاء ونواح وعويل وكأننا في عرس فرح انتهى بطلقة طائشة  أردت العريس قتيلاً!!

  • مع الصدمة الكبيرة انهمرت الآراء الانفعالية وتوجيه اللوم والاتهامات في كل الاتجاهات.. مجلس الفلس والكنكشة.. المدرب إبراهومة.. اللاعبين.. الإعلام الرياضي.. المشجع المخبول الذي اقتحم الملعب و.. و..!!

  • أحد مجموعة كارهي جمال الوالي ومزمل أبوالقاسم (كالعادة) ركز في الهجوم على الإعلام ومزمل وأبوشيبة ومعاوية الجاك تحديداً مدعياً إننا السبب في تعيين المدرب إبراهومة وطفق يتحسر على ذهاب التونسي الزلفاني وألمح إلى أننا حاربناه!!

  • نحن لا ننكر انحيازنا لإبراهومة ولكن على كاره جمال الوالي ومزمل وأبوشيبة ومعاوية الجاك أن يعلم إننا وبالتحديد الأخ مزمل آخر الناس الذين يؤثرون على قرارات مجلس الفلس والكنكشة..

  • بل على العكس تماماً فهذا المجلس قراراته تأتي مضادة ومكايدة لأراء مزمل.. بسبب انتقاداته اللاذعة لهذا المجلس.

  • ويكفي إن شكوى نادي المريخ في لوزان لرد حقه الضائع في بطولة الدوري الممتاز 2018م واجهت بمحاربة شديدة من قبل المجلس لإفشالها لمجرد إن مزمل أبوالقاسم هو الذي تبناها ونفذها الرئيس المستقيل محمد الشيخ مدني بمتابعة من المحامي التركي ومساهمة نفر كريم من أقطاب المريخ في الداخل والخارج لتوفير مبلغ تأمين القضية.

  • إبراهومة لم يأت به إعلام المريخ ولكن جاءت به الظروف اضطراراً بعد أن فر التونسي الزلفاني وترك المريخ بعد أن سئم العمل بالمجان وفشل المجلس في منحه حقوقه..

  • مجلس المريخ لا يملك المال الذي يمكنه من التعاقد مع مدرب وطني ناهيك عن مدرب أجنبي خلفاً للزلفاني الهارب فلم يكن أمام مجلس الفلس أي خيار غير الاستعانة بمدرب من أبناء النادي يمكن أن يصبر على العمل بدون مقابل وبدون عقد..

  • إبراهومة هو أوفى وأنجح المدربين من أبناء النادي في الوقت الراهن خاصة بعد السمعة التي اكتسبها من بناء فريق قوي لهلال الأبيض سطع اسمه في سماء القارة الأفريقية.. وكل الوسط الرياضي مقتنع بكفاءة إبراهومة إضافة لعدد من أعضاء المجلس الحالي ولهذا تمت الاستعانة بإبراهومة..

  • الذين يتحسرون على ذهاب الزلفاني ويقللون من قدر إبراهومة لمجرد أن مزمل أشاد به.. وحملوا إبراهومة وزر الخروج الأفريقي أمام بطل الجزائر لفشله في الحفاظ على التقدم بثلاثة أهداف.. نقول لهم وألم يتسبب الزلفاني في الخروج من التمهيدي أمام الأفاعي الأوغندي المغمور العام الفائت بفشله في الحفاظ على التقدم بهدفين نظيفين داخل القلعة الحمراء ليأتي ذلك الهدف القاتل للأفاعي في الزمن الضائع والذي كان سبباً في الإطاحة بالمريخ من التمهيدي وشتان ما بين الأفاعي (الزنطور) وشبيبة القبائل الجزائري المدجج بالألقاب القارية!!

  • إبراهومة المغضوب عليه بسبب مزمل جاء وسط ظروف قاسية وتعجيزية وقاد فريق المريخ في دورة النخبة التي فصلها الاتحاد العام لصالح الهلال، وقد وجد إيراهومة لاعبي المريخ متمردين بسبب المستحقات المالية ووجد الفريق بلا إعداد وبدون خط هجوم بفقدان الغربال والعقرب وتيري فبذل جهداً شخصياً في تجميع عدد من اللاعبين واقناعهم بالمشاركة وتمكن من تحقيق معجزة الفوز بدوري النخبة الغائب ثلاثة مواسم..

  • أما سعادة الخبير المراهق الزلفاني  أضاع الدوري الأسبق الذي كان في متناول اليد وفريقه مكتملاً وجاءته هدية من السماء بخصم الفيفا لست نقاط من منافسه الهلال!!

  • سيناريو التقدم على بطل الجزائر بثلاثية نظيفة حتى نهاية الزمن الرسمي خدعنا جميعاً جماهير وجهاز فني ولاعبين بإعطائنا احساس ضمان التأهل وإن الماتش خلص.. فكان التفريط الذي شاركنا فيه جميعاً ولن يجدي التنظير والتلاوم وتبادل الهجوم.

*  التفريط الدراماتيكي في بطاقة التأهل أمام شبيبة القبائل كان درساً قاسياً لن ينساه الجميع أبد الدهر..

اترك رد