اخبار السودان اليوم

الأمن السوداني يصادر صحيفة انتقدت قطر ويحذر من تخطي الخطوط الحمراء

الخرطوم 31 أكتوبر 2018-صادرت السلطات الأمنية في السودان، الأربعاء نسخا من صحيفة (الوطن) اليومية بعد طباعتها، واستدعت ناشر الصحيفة وحققت معه بشأن مقال وجه فيه انتقادات لاذعة الى دولة قطر، وعمم توجيهات صارمة حذر فيها الصحف من المساس بالعلاقات الخارجية وعدها من الخطوط “شديدة الحمرة”.

JPEG - 52 كيلوبايت
العدد المصادر من صحيفة الوطن ..الأربعاء 31 أكتوبر 2018

وقالت مصادر صحفية متطابقة لـ (سودان تربيون) إن منسوبين لجهاز الامن منعوا في خطوة عقابية، توزيع عدد الأربعاء من صحيفة (الوطن) المستقلة والمعروف ناشرها يوسف سيد أحمد خليفة بالانحياز الصارخ للمملكة العربية السعودية.

ونشر خليفة مقالا في عدد الثلاثاء وجه فيه انتقادات صريحة لسياسة قطر تجاه كل من السعودية الإمارات متسائلا عن دواعي معاداة الدوحة للبلدين.

وكتب ما نصه ” لماذا لا تسخر آلتها الإعلامية من أجل مصلحة الأُمة العربية والإسلامية. ماذا تريد قطر عبر إعلامها وآلتها الإعلامية والتي هي أكبر من حجمها كدولة مساحةً وعدد سكان؟ قطر وبدون استحياء وعبر قناة الجزيرة روجت وهلًّلت وكبًّرت بما أسمته الربيع العربي والذي في آخر المطاف اتضح انه تغيير للأنظمة وليس ثورة كما زعموا”.

واتهم الناشر الدوحة بإيواء مجموعات من المتطرفين دينياً بهدف زعزعة بعض الدول العربية والتحريض عليها.

واضاف ” أمام قطر خيار واحد فقط وهو تسخير آلتها الإعلامية لكي تدافع عن نفسها ولا تتهم الآخرين، تدافع عن الاتهامات التي طالتها ولاتزال تطالها وهي التآمر وتدنيس السياسة بالمال ومحاولات قلب الأنظمة التي تعاديها دون مبرر واضح اضافة الى محاولتها الفاشلة لتعبئة الرأي العام العالمي والشعبي ضد الأشقاء في الإمارات والسعودية”.

ومنذ اندلاع الأزمة الخليجية اختارت الحكومة السودانية موقفا محايدا وآثرت تأييد الوساطة الكويتية لنزع فتيلها، كما حاولت عبر لقاءات دبلوماسية متوالية في كل من الدوحة والرياض وابوظبي التأكيد على انها لا تناصر أي من الأطراف برغم علاقاتها الراسخة مع فطر التي لعبت دورا محوريا في تسوية النزاع بإقليم دارفور.

من جهة ثانية حقق جهاز الأمن السوداني مع مجموعة من الصحفيين بعد نشرهم أخبارا عن ضبط أطباء مزيفون من كوريا شمالية نقلا عن مسؤولين في المؤسسات العلاجية الخاصة كانوا عقدوا مؤتمرا صحفيا في الخرطوم قبل يومين.

والمعروف إن الحكومة السودانية مطالبة من الولايات المتحدة بقطع علاقتها مع كوريا الشمالية كشرط للتطبيع الكامل، حيث وضع هذا الجند من بين خمسة بنود مهدت لرفع العقوبات عن الخرطوم نهاية العام الماضي.

ومثل الكشف عن وجو جنسيات كورية شمالية في السودان حرجا بالغا للحكومة.

وبناء عليه عمم جهاز الأمن توجيها صارما للصحف السودانية الأربعاء محذرا من الخوض في الأخبار ذات الصلة بالدول المجاورة والصديقة والشقيقة ونبه الى أن النشر المتعلق بالعلاقات الخارجية بعد من “الخطوط شديدة الحُمرة”.

وأشار التوجيه الذي اطلعت عليه (سودان تربيون) الى انه ” ليس من العقل والكياسة الإساءة الى أي دولة أو تعكير صفو العلاقة معها، ولبلادنا ترتيبها ومنهجها في بناء علاقاتها الخارجية وترتيب أولوياتها”.

وأضاف “إذا وقعت أي جريمة جنائية أو ممارسة غير قانونية طرفها أجانب، يجب التحقق والتيقن قبل النشر من هوية هؤلاء الأجانب لأنها نفسها يمكن أن تكون مزورة “.

كما أشار التوجيه الأمني الى أن هناك بعض الدول والأجناس تتميز العلاقة معهم بـ “حساسية عالية”.

و أردف ” ليس من المصلحة والحكمة أبدا ذكر جنسية المتهمين حتى ولو كانت المعلومات صحيحة .. يمكن الاكتفاء بأنهم أجانب أو الإشارة الى أنهم (من جنسية أوروبية -آسيوية -إفريقية …إلخ).

الى ذلك واصلت نيابة أمن الدولة التحقيق مع مجموعة جديدة من الصحفيين شاركوا الأسبوع قبل الماضي في اجتماع دعا له سفراء الاتحاد الأوربي وامريكا في الخرطوم، بعد ان تقدم جهاز الامن السوداني بشكوى ضدهم.

ومثل مراسل وكالة الصحافة الفرنسية ومراسل رويترز بالخرطوم خالد عبد العزيز بجانب الصحفي شوقي عبد العظيم للتحقيق أمام النيابة حول طبيعة ما دار في الاجتماع مثار الجدل.

واستدعت وزارة الخارجية السودانية، في أكتوبر الحالي، سفير الاتحاد الأوروبي لدى الخرطوم جان ميشيل ديموند، ونقلت إليه رفضها للاجتماع مع مجموعة من الصحفيين.

كما استدعى جهاز الأمن في وقت سابق كل من رئيسي تحرير صحيفتي “الجريدة” و”التيار” بجانب صحفيين آخرين للتحقيق معهما حول مشاركتهما في اجتماع مع السفراء الغربيين.

Exit mobile version