الخرطوم: باج نيوز
كتب رئيس تحرير صحيفة مصادر في السودان، عبد الماجد عبد الحميد، يوم الخميس، رسالة عدد خلالها مناقب الرئيس عمر البشير، الذي أطاح الجيش بحكومته.
وأشاد عبد الماجد المنتم للحركة الإسلامية، بما اسماه تنازل البشير عن السلطة لحفظ أمن واستقرار السودان، وقال إن الشعب سكتشف ذات يوم أي حب يكنه الرجل لهم.
وفيما يلي تنشر “باج نيوز” نص الرسالة كاملة
أخي عمر البشير .. تحية سلام ومحبة وإخاء ..
أكتب لك بلا ألقاب ..لأنني طيلة تعاملي معك لم أجد منك غير المودة والسماحة ولين الجانب ..لم نعايشك عن قرب لأننا في واجهة وأنت في واجهة .. ومع هذا كنا نلتقيك عند حضورنا إليك لأداء واجبنا المهني .. ونلتقيك عندما نسافر معك في رحلاتك بطول الدنيا وعرضها .. كنا نلتقيك في الأفراح ..ونلتقيك في الأتراح ..
إلتقيناك كثيرا في مؤتمرات وملتقيات صحفية وإعلامية ..أدهشتنا بسعة صدرك وإستماعك بهدؤ وصبر لكل الأسئلة الصعبة .. أدهشتنا بقدرتك المذهلة علي الإجابة الصريحة والواضحة علي كل الأسئلة ..صراحة ووضوح لم يجدها الإعلاميون والصحفيون عند زعيم غيرك ..وهذه شهادة صحفيين من بلاد عدة لطالما أدهشتهم ببساطتك وسهولة التواصل مع المحيطين بك بلاحواجز ..
أكتب لك بلا ألقاب ..أكتب لك وفي دواخلي محبة ومودة خاصة تعلمها لأخيك الشهيد الرمز عثمان البشير والذي عاش في الدنيا بسيطا .. وغادرها شهيدا في ساحات الوغي والشهادة غير هياب .. ولا رجاع ..
أكتب لأنك تمثل لجيلنا أيقونة الشجاعة والجسارة والتصدي والتحدي .. ويكفيك من هذا شهادة حضورك وزيارتك لجنودك والمقاتلين في جبهات قتالهم وخنادقهم ..تزورهم والموت فوق رؤوسهم دوار..
أكتب لك لأننا وجدناك بالقرب منا في صف الصلاة .. وتشييع الجنائز وعقد القران ومواساة الفقراء واليتامي والمكلومين ..
أكتب لك وقد وضع الله عنك التكليف .. ورفعت عنك عصا السلطة التي أرهقتك .. وأعيتك ..حملتها بصدق ..وتنازلت عنها بشجاعة أملتها ضرورات إنتقال وتحول سياسي متسارع ستكشف الأيام أنه كان الخيار الأوفق لتجنيب بلادنا شر التشرذم والتمزق .. والإنهيار..
أكتب لك لأجدد محبتي ومودتي ..أكتب لأقول لك إن التاريخ لايقرأ صفحاته المشرقة المعاصرون ..وعندما يقرأ السودانيون تاريخهم في مقبل السنوات سيكتشفون أي حب كنت تكنه لشعبك وأمتك .. سيجدون أنك حملت أمتك وشعبك وقدتها وسط أجواء عاصفة تلبد سماءها غيوم التآمر العالمي علي بلد إسمه السودان ..
أخي عمر ..الشعوب في تاريخها الطويل تنقسم علي قادتها وزعمائها بين مؤيد .. ومعارض .. وساخط وناقم ..هنالك محبون ومخلصون وعارفي فضل ..
أنا من محبيك وعارفي فضلك علي أمتك ووطنك وأهلك .. وقبل كل هذا وذاك من الذين يعرفون صدق إنتمائك لمدرسة الحركة الإسلامية والوطنية التي حاربك كثيرون لأنك يعلمون ماذا تعني لك قيمها ومقاصدها التي ظلت متقدة في داخلك .. وستبقي إلي أن تلقي الله ..
تقبل الله منك .. إسترح ..ها أنت قد فرغت من تعب الحكم وأهوال رئاسة بلد إسمه السودان ..
هاقد فرغت .. فلربك أرغب ..
لك الله ..
لك كل المودة ..
لك تحية أيها القائد الجسور ..
أخوك في الله/ عبدالماجد عبدالحميد .