مأمون أبو شيبة: أزمة السماني وغياب المؤسسية

• على الرغم من أننا على أعتاب العقد الثالث للألفية الجديدة، للأسف لا زال التعامل بين لاعبي كرة القدم والأندية السودانية يتم بصورة متخلفة ومتخبطة بعيداً عن المؤسسية..

• حكاية توقف لاعب عن التدريبات وعن مزاولة نشاطه مع ناديه بسبب مستحقات مالية ليس بالأمر الجديد في الأندية السودانية..

• ظلت هذه الظاهرة تتكرر منذ سنوات طويلة.. وتعكس ضعف الفهم الإداري وغياب المؤسسية في أندية الكرة بالسودان.

• اللاعب السوداني نفسه جاهل ومتخبط على الرغم من أن العلاقة بين اللاعب والنادي أصبحت تحكمها عقود الاحتراف التي تحدد الحقوق والواجبات..

• نعلم عندما سعى المريخ لقطع إعارة اللاعب السماني الصاوي لنادي الاتحاد الليبي.. جرت مخالصة بين النادي الليبي واللاعب السماني..

• طالب السماني بمبلغ 30 ـالف دولار على أساس أنها حقوقه على النادي الليبي.. ولكن إدارة نادي الاتحاد قررت تخفيض المبلغ إلى النصف بزعم أن اللاعب غائب عن التدريبات ومزاولة نشاطه.

• ولأن المريخ كان يستعجل إعادة لاعبه للسودان والانضمام للفريق.. قام بإقناع السماني بقبول مبلغ ال 15 ألف دولار على أن يقوم المريخ بتعويضه بمبلغ تم الاتفاق عليه بين اللاعب والنادي ( تردد أن المبلغ 7 ألاف دولار)..

• فشلت عملية إعادة السماني لكشف المريخ في تسجيلات أكتوبر الفائت بسبب عقوبة الفيفا على النادي وجاء  اللاعب  وجلس بدون نشاط قرابة 5 أشهر..

• والآن بعد أن اكتملت إجراءات عودة اللاعب لكشف المريخ.. لم ينخرط اللاعب في التدريبات.. وورد أولاً أن اللاعب مريض بالملاريا..

• بعد أن حان موعد السفر إلى معسكر إثيوبيا تخلف السماني فجاة.. واتضح إن اللاعب ينتظر تنفيذ الاتفاق المالي بينه وبين النادي!!

• تخلف السماني بسبب حقوقه المالية.. فانهال عليه الهجوم الأهوج المعتاد من أنصار النادي كلما يتوقف لاعب بسبب المستحقات المالية.. لدرجة إن الكثيرين طالبوا بشطبه على الفور!!

• ولم يسأل أحد إدارة النادي أو يتهمها بالتقصير تجاه اللاعب.. على الرغم من أن مسئولاً بالقطاع الرياضي صرح قبل يومين مؤكداً إن النادي أوفى بكل الإلتزامات المالية تجاه اللاعبين ولم تعد هناك أي حقوق مالية مستحقة للاعبين..!!

• ولم يجف مداد الحبر الذي كتبت به تصريحات المسئول الرياضي في نادي المريخ.. حتى ظهرت أزمة اللاعب السماني لتدحض تصريحات ذلك المسئول..

• ولا ندري إن كان السماني قد تعمد التوقف بسبب تصريحات المسئول أم إنه سلك النهج التقليدي لكل لاعب لديه مستحقات مالية على النادي؟!

• إن كانت هناك مؤسسية في نادي المريخ.. لتم الجلوس مع كل لاعب على حده لتحديد الحقوق والواجبات بين الطرفين.. وإذا كانت هناك اتفاقات ولو شفهية بين اللاعب والنادي.. لقام النادي بتنفيذها أولاً بأول.. وإذا كانت هناك أسباب تحول ودون تنفيذ الاتفاقيات لتم شرحها للاعب ثم الوصول إلى صيغة توافقية بين الطرفين.

• مثلاً إذا كان النادي قد اتفق مع اللاعب السماني لمنحه مبلغ 7 آلاف دولار كتعويض في إطار التسوية مع نادي الاتحاد الليبي.. ولا يملك النادي هذا المبلغ في الوقت الراهن، يتم اخطار اللاعب بأن النادي له مستحقات دولارية كبيرة لدي الاتحاد العربي تصل إلى نصف مليون دولار نظير الوصول إلى نصف نهائي البطولة العربية.. ولكن النادي لن يتسلم هذا المبلغ إلا في حال خروجه من المنافسة في نصف النهائي.. وإذا وصل النادي إلى نهائي المنافسة سيتضاعف الحافز كثيراً.. وإن النادي ملزم بتسليم اللاعب مبلغ السبعة آلاف دولار متى ما تسلم نصيبه من الاتحاد العربي..

• السماني نفسه ينبغي أن يكون واضحاً مع ناديه ويصل معه إلى صيغ واضحة في الحقوق والواجبات.. وعليه أن يكون مرناً في التفاهمات مع ناديه.. ويمكنه أن يخطر الإدارة بكل وضوح بأنه سيتوقف عن مزاولة نشاطه إذا لم يتسلم حقوقه الدولارية بمجرد أن يتسلم النادي حافز المشاركة في البطولة العربية.

• مشكلة السماني ينبغي أن تعالج بحكمة وهدوء وفي إطار العمل المؤسسي.. بالجلوس أولاً مع اللاعب في المكتب التنفيذي.. وشرح العلاقة بين اللاعب والنادي حسب العقد الموقع بين الطرفين.. ثم شرح الآلية التي سينال بها اللاعب حقوقه ومتأخراته المالية.. بعيداً عن الآراء الانفعالية والهوجاء..

• نادي المريخ غلطان  بعدم اتباع المؤسسية في التعامل مع لاعبي فريق الكرة..

* والسماني غلطان بعدم التعامل الواضح مع ناديه.. وبعدم جلوسه مع الجهاز الإداري لوضع الصيغ والتفاهمات التي تكفل للاعب نيل حقوقه..