- توقيع بروتوكول لنشر قوات مشتركة بين السودان واثيوبيا .. الثلاثاء 12 مارس 2019 (سونا)
ورغم ارتباط السودان وإثيوبيا بعلاقات وثيقة، لكن الحدود بين البلدين لا تخلو من تعقيدات حيث تتنامى أنشطة الإتجار بالبشر والتهريب وصولا إلى حدود البلاد الشمالية مع مصر وليبيا.
ويتغول مزارعون إثيوبيون على أراضي زراعية شاسعة داخل السودان في منطقة “الفشقة” التابعة لولاية القضارف.
كما شهدت المنطقة الحدودية بين البلدين أكثر من مرة لجوء معارضون إثيوبيون، أغلبهم مقاتلون، من إريتريا إلى السودان، الذي سلمهم السلطات الإثيوبية.
ووقع على اتفاق الخرطوم عن الجانب السوداني رئيس الأركان المشتركة كمال عبد المعروف الماحي وعن الجانب الإثيوبي الجنرال سعارا ميوكنن يامارا رئيس أركان الجيش الفدرالي الإثيوبي.
وقال عبد المعروف في تصريحات صحفية، إن الخبراء بين البلدين سيجتمعون بعد أسبوعين في القضارف لإعداد تفاصيل أماكن القوات الحدودية التي ستكون في مواقعها المحددة قبل حلول الخريف ومن ثم تفعيل البروتوكول المشترك، وقال “سنخطو خطوات بعيدة في شراكة استراتيجية وتعاون نموذجي لكل القارة الإفريقية وبين دول الجوار”.
وأضاف ” وقعنا هذا البروتكول لنشر قوات من الطرفين كعمل مشترك واستهدينا فيه بتجربتنا مع الجارة تشاد وأن السودان ظل يقدم مبادرات إقليمية من أجل حفظ أمن واستقرار المنطقة التي تعج بالصراعات”.
وأضاف ” بهذه الخطوة ستمضي الدولتان بقوة لضبط كل الإشكالات ومنع الاحتكاكات وحفظ حقوق شعوب المناطق الحدودية خاصة وأن علاقاتنا مع إثيوبيا علاقات تاريخية وجوار فضلا عن توفر الإرادة السياسية بين الرؤساء في البلدين من خلال دعوتهم لأن تكون هنالك شراكات وتعاون”.
وأكد عبد المعروف إن زيارة رئيس أركان الجيش الفدرالي الإثيوبي للسودان هذه الإيام تأتي في سياق الزيارات الدورية بين البلدين.
ونوه الى اتفاقيات وبروتوكولات وقعت بين جيشي البلدين حيث وضعت آليات للتعاون العسكري؛ وآليات للاجتماعات على مستوى الوزراء ورؤساء الأركان والخبراء والفرق المتعاملة الحدودية.
وأضاف ” ظلت هذه الآليات منذ 2009 م تعمل بوتيرة واحدة ومتناغمة لإيجاد حلول لكل الإشكالات التي تحدث في الحدود وظلت في تطور ونماء حيث حفظت العلاقات التاريخية بين البلدين إلى أعلى درجاتها من الانسجام والتنسيق المشترك”.
البشير يستعجل نشر القوات على الحدود الاثيوبية
وأكد الرئيس السوداني حرص بلاده على تطوير التعاون العسكري مع إثيوبيا في ظل التحديات التي يواجهها الإقليم، ودعا للإسراع في نشر القوات الإثيوبية السودانية المشتركة على حدود البلدين.
والتقى البشير الثلاثاء رئيس أركان الجيش الإثيوبي سعارا موكنن، على أزلية وخصوصية علاقات البلدين، كما ابدى تقديره لجهود أديس أبابا في تطبيع علاقتها مع أسمرا.
وعبر خلال اللقاء عن تعازيه لرئيس الأركان والشعب الإثيوبي في ضحايا طائرة الخطوط الإثيوبية.
وأوضح كمال عبد المعروف، في تصريح صحفي، أن اللقاء بحث المشاكل الاقتصادية والتحديات التي تواجه منطقة القرن الأفريقي، خاصة فيما يتعلق بالجريمة العابرة والهجرة غير الشرعية والتهريب.
وقال عبد المعروف إن الرئيس حث الجانبين على الإسراع في نشر القوات الإثيوبية السودانية المشتركة على الحدود بين البلدين.
وفي منتصف أغسطس من العام 2018 وقع الجيش السوداني اتفاقا مع نظيره الاثيوبي بالخرطوم لسحب قوات الطرفين على جانبي الحدود تمهيدا لنشر قوات مشتركة لمكافحة الإرهاب والاتجار بالبشر والقضاء على أي توترات أمنية محتملة.
وخلال أكتوبر من العام 2017 اتفقت اللجنة الأمنية بين ولاية القضارف السودانية وإقليم الأمهرا الإثيوبي في ختام الاجتماعات المشتركة بمدينة بحر دار الأثيوبية على رفع توصية لقيادتي البلدين للموافقة على نشر قوات مشتركة على طول الشريط الحدودي.