اخبار السودان اليوم

تقرير / الموروث الشعبي في نجران.. أصالة الماضي وزينة الحاضر

نجران 05 رجب 1440 هـ الموافق 12 مارس 2019 م واس استعاد كبار السن في منطقه نجران جنوب المملكة ذكريات الماضي وما يحمله من قيم وموروث ثقافي وشعبي الذي شكل حياتهم الاجتماعية وتعاملاتهم اليومية التي كانت تتسم بالقسوة وشظف العيش, والبساطة، وذلك قبل النهضة التنموية والحضارية التي شهدتها المملكة. والتقى مندوب وكالة الأنباء السعودية في حي “أبا السعود التاريخي” بمدينة نجران المواطن عبدالله السليماني الذي يبلغ من العمر 80 عامًا، ويعمل في مهنة صنع وتصليح الجنابي”الخنجر” التي ورثها من أجداده الذين امتهنوا هذه المهنة منذ القدم, وقال : إنها كانت مصدرًا للرزقٍ نظراً لأهمية الخنجر النجراني المسمى بـ”الجنبية” في حياة الناس قديماً بوصفه سلاحاً في الماضي ، وزينة في وقتنا الحاضر تستخدم في المناسبات والأعياد. وأوضح السليماني أن العادات والتقاليد النجرانية القديمة التي تعبر عن القيم والأخلاق العربية الأصيلة لازالت متوارثة إلى وقتنا الحاضر من خلال حرص المجتمع على تنميتها وتعزيزها رغم مرور السنين، بما في ذلك الحِرف والصناعات الشعبية التي ظلت متداولة إلى وقتنا الحاضر، ويحرص الناس على اقتنائها سواء للاستخدام أو تقديمها كهدايا للأصدقاء والأقارب، ومنها صناعة الخنجر النجراني الذي يلاقي رواجاً كبيرًا بين مختلف الفئات العمرية بالمنطقة حيث تتراوح أسعارها بين 200 إلى 20000 ريال. وترتفع أسعار الجنابي بحسب نوع الرأس الخاص بـ”الجنبية” والجودة المصنوعة بها، فالأغلى سعرًا هو ما كان مصنوعًا من وحيد القرن ويسمى ” زراف” ويكون مائلا للاحمرار ، ويليه “الصيافي” المائل للبياض أو الاصفرار ثم المصنوع من “العاج”، والمستورد من دول أخرى ويكون مصنوعًا من الخشب أو البلاستيك، مبيناً أن سوق الجنابي يكتسب أهمية اقتصادية وتاريخية وسياحية لما يحتويه من صناعات تراثية وشعبية تشتهر بها المنطقة. من جانبها استعادت المواطنة عزوه محمد، في العقد التاسع من عمرها في حديثها لـ “واس” ذكريات الماضي وكيف كانت حياة المرأة الاجتماعية ومشاركتها لرب البيت في الزراعة وتربية المواشي والرعي، وكيف كنا يقضين احتياجاتهن اليومية رغم صعوبة الحياة وقسوة المعيشة على ضوء الفوانيس ليلاً وحرارة الشمس نهاراً . وقالت : رغم ذلك كان الترابط الأسري والتكافل والحفاظ على الموروث الثقافي الأصيل هو السمة الطابعة التي تحكم تصرفات الفرد والمجتمع، مشيرة إلى أن الزواج في الماضي كان بسيطًا والمهر ميسر إذ لا يتجاوز الريال الواحد ويصل إلى بضع ريالات مع طعام حاضري العرس أو الضيوف بحسب المتيسر للعريس. كما أن أدوات الطبخ تتكفل بها والدة العروس الذي كان عبارة عن قدح وهو إناء مصنوع من الخشب و “البرمة” وهي إناء مصنوع من الفخار ويستخدم كالقدر في وقتنا الراهن ، و”المدهن” ويسمى “المغش” في بعض مناطق المملكة وهو إناء مصنوع من الحجر ويستخدم في إعداد بعض الأكلات الشعبية ، والسجاد المصنوع محلياً والمسمى “الزولية”، وكيف كان العريس يقيم ثلاثة أيام في ضيافة أهل العروس وبعدها يتم توديعه وعروسه ويحمل جهاز العروس على ظهر جمل “مطيه” إلى حيث منزل الزوجية، وبعد وصول العروس تستقبل من قبل أهل العريس بحفل خاص تدعى إليه النسوة يسمى بالعامية ” الثنوة” تقام فيها الأهازيج والرقصات الفلكلورية الشعبية “الرازف” و”السعب” و”الطبول” المعروفة إلى يومنا هذا. بدورها استذكرت المواطنة محسنة عبدالله الأزياء والملابس النسائية في الماضي التي تنوعت حسب العمر والقدرة المالية بنوع الخامة ومستوى التطريز، ومنها الزي التقليدي للنساء المتزوجات وهو ثوب أسود مطرز واسع اليدين يسمى “المكمم”، وتغطي المرأة رأسها “بالخيط” وهو عبارة عن مجموعة كبيرة من الخيوط تلف حول الرأس ويزن بحلقات من الفضة. وتختلف أسعاره حسب جودة القماش ونوع التطريز والحلي التي تزينه، حيث أكدت محسنة أن الملابس النسائية التقليدية القديمة لازالت تلاقي رواجاً واسعا على رغم أسعارها المرتفعة لجودتها العالية وصناعتها المتقنة. //انتهى// 17:48ت م 0241

Exit mobile version