انتهك نائب اختصاصي بمستشفى كسلا التعليمي قدسية المهنة برفضه التدخل لإنقاذ برلماني بالمجلس التشريعي ما استدعى تحويل المريض لمستشفى آخر ما أدى إلى وفاته، حيث شكل رحيل القيادي أونور محمد عثمان عضو المجلس التشريعي ووكيل ناظر الهدندوة بولاية كسلا صدمة مؤلمة لمجتمع الولاية، أونور ظل مهموماً بخدمة إنسان كسلا ووفياً له حتى الممات والمشهد المؤلم أن الفقيد توجه إلى مستشفى كسلا التعليمي بعد شعوره بالألم إبان تواجده بمباني أمانة حكومة كسلا، حيث طلب من أحد الموظفين بأمانة الحكومة بضرورة إسعافه وبالفعل سارع الموظف بتوفير عربة ومرافق للمريض وأثناء توقف العربة أمام مدخل مستشفى كسلا التعليمي قبالة قسم الطوارئ شاهد المرافق بعض الأطباء على عتبة باب الخروج من المستشفى، وناشد المرافق أحد الأطباء نائب اختصاصي باسمه مطالباً منه بضرورة التدخل لإسعاف المريض إلا أن الطبيب أدار ظهره وغادر المستشفى متجاهلاً مناشدته ولم يعيره أدنى اهتمام في وقت تفاقمت حالة المريض لجهة أنه كان يعاني من ضيق في التنفس، وذكر المرافق حسب صحيفة الصحيفة بأن أحد المواطنين الذي كان متواجداً أمام قسم الطوارئ طلب منه التوجه إلى المستشفى العسكري نسبة لإضراب الأطباء وخلو القسم، وبالفعل توجه المرافق مع المريض نحو المستشفى العسكري واهتم الطاقم الطبي بالمستشفى العسكري بحالة المريض وبذلوا جهوداً مقدراً لإنقاذ حياته إلا أنه فارق الحياة متأثراً بالمرض.
وتأسف المواطنون عقب سماعهم نبأ الوفاة الصادمة لرجل نذر حياته لخدمة شعبه، وطالب المواطنون وزارة الصحة بضرورة تدخل الأطباء المضربين لإنقاذ الحالات الحرجة، بيد أن الطب مهنة إنسانية نشأت مع نشأة الإنسان، فهي ضرورة من ضروريات الحياة، ولا حياة سليمة دونها، إبراء للقسم الذي أدوه لممارسة المهنة وأن يبذل الطبيب قصارى جهده لإنقاذ حياة المرضى، والتخفيف من المهم، ومعالجة مشاكلهم الصحية، وإدخال السرور على قلوب الناس حين يُشفى المريض، وطبقاً لذلك أجرت (الصحيفة) اتصالاً هاتفياً بمدير عام وزارة الصحة بالولاية الأستاذ نور الدين حسين الذي بدوره وعد في حال استلام الشكوى من ذوي المرحوم بتحويلها للمجلس الطبي لمحاسبة الطبيب على تقصيره تجاه المريض وأبدى حسن أسفه الشديد لإضراب الأطباء الذي يدفع ثمنه المريض.
الجدير بالذكر بأن البرلماني الراحل أونور كان قد أدلى بتصريحات صحفية قبيل وفاته مطالباً والي كسلا الفريق محمد منتي عنجر بضرورة فتح تحقيق عاجل حول توزيع الدكاكين الواقعة داخل محيط رئاسة مباني محلية كسلا، بجانب إعادة المهمشين برئاسة المحلية وغيرها وكان موكب تشييع الفقيد الذي وورى الثرى بمقابر الختمية استفتاء حقيقي لمكانته في القلوب، حيث شاركت جموع غفيرة بمحلية كسلا والمناطق المجاورة يتقدمهم والي كسلا وقيادات المجلس التشريعي وناظر عموم قبائل الهدندوة وقيادات الإدارة الأهلية وأعيان الولاية ومنظمات المجتمع المدني.
الخرطوم (كوش نيوز)