قراءةٌ في نبوءةٍ ليست بعيدة
تُنسب لحلاج العصر الأستاذ محمود محمد طه نبوءة شائعة ..يعتقد علي نطاق واسع أنها قد وافقت خطي نظام الإنقاذ، وطابقت سيرته في الحكم مذ جاء والي يومنا هذا.
إنها نبوءةٌ غريبة حقاً ما كان لعقلٍ أن يصدقها، لولا أن من تنكبوا دربها قد ساروا بسيرها حافراً بحافر، ولم يغادروا منها شاردة ولا واردة.
تنزلت بهم أوعليهم كأنها رأي عين (من الفم الي الدم) كما يقول أصحاب محلات (المرطبات) المتباهين بجودة عصائرهم.
تصور أن الأستاذ محمود الذي رحل عن دنيانا قبل إنقلاب الإنقاذ بنحو أربع سنوات تقريباً قطع قبل ذلك بسنين عددا، أن هذه الجماعة سوف تُسيّطر على السودان سياسياً واقتصادياً حتى لو بالوسائل العسكرية، وأنها سوف تذيق الشعب السوداني الأمرين.
بالطبع هذا الوجه من النبوءة أضحي مفرغاً منه، شاخصاً علي الأرض، لا تخفي منه خافية، ولايختلف عليه إثنان كما أظن.
فقد توسلت (الجماعة) للحكم بالإنقلاب العسكري كوسيلة في العام 1989، وسيطرت من بعد وعلي مدي ثلاثين عاماً كاملة سياسياً وإقتصادياً علي كل شيء بل ولم تسّتبقِ لغيرها من الذي يلي بالطبع شيئا، في إطار فقه وسياسة التمكين المقدسة التي كرست لأهل الولاء علي حساب أهل الكفاءة، لتجني البلاد حصاد الهشيم الماثل الذي باتت تتهدده ادني رياح سياسية أو إقتصادية .
تلك هي الصورة الي الآن علي الأقل، لكن المُخيّف حقاً ..هو إن النبوءة تري أن هذه الجماعة سوف تدخل البلاد في فتنة تحيل نهارها الي ليل.
أي فتنة هذه التي ستحيل نهار بلاد مدارية مشرقة لا تغيب عنها الشمس، الي ظلام دامس وليل بهيم.
ثم هل من دواعي هذه الفتنة واسبابها ما المح له نائب الرئيس عثمان كبر وهو يقول أبان إنعقاد شوري المؤتمر الوطني الأخير بأن إختيار البشير كمرشح للحزب جاء درءً لفتنة ما؟.
وتتناسل اسئلة واسئلة حول أطراف هذه الفتنة؟ ..هل هي مراكز القوي التي أزاح الرئيس رموزها من واجهة الحكم في العام 2013، والتي يصنفها نائب رئيس الوزراء السابق مبارك الفاضل الي ثلاثة تيارات ..الأول: يتبع لعلي عثمان الذي يريد إعادة إنتاج النظام ويسعي لتكريس السلطة بيد البشير في مقابل عودته هو للواجهة من جديد، والثاني: – وفق مبارك – تيار نافع الذي يسيطر علي الحزب ويملك مقدرات مالية،وهو التيار الذي يريد للرئيس أن ينهي فترته الرئاسية الحالية لكي يخلفه قائد هذا التيار نفسه، وتيار ثالث: يري –مبارك – أنه ملتف حول الرئيس حفاظا علي مصالح مادية و مواقع في السلطة.
كل ذلك علي أي حال يعزز إحتمالات إنفجار النظام من داخله ولا يضعفها، لكن ماهي في الحقيقة مآلات هذه الفتنة لو أنها أنفجرت بغتةً تحت وطأة ضغط هذا الشارع الملتهب بوتيرة متصاعدة؟ فالنبوءة تجزم بأن الفتنة التي تمهد لإقتلاع هذه الجماعة من أرض السودان إقتلاعاً، سوف تنتهي بهم فيما بينهم فقط لا غير.
رغم أني لست أدري كيف يمكن للحشائش الصغير أن تنجو لو أن صراعا للأفيال الكبيرة عربد في أي مدينة؟.
بل يدهشني أيضاً في ذات السياق أن صاحب النبوءة يضع تعرض شعب السودان لتجربة حكم هذه الجماعة .. التي يصطلح علي تسميتها بجماعة “الهوس الديني” في خانة المفضل عنده لمصلحة الشعب نفسه، بل يذهب الي أكثر فيصف تجربة حكمهم بأنها ستكون مفيدة للغاية، مشيراً الي إنها سوف تكشف بلا شك مدي زيف شعاراتهم.
المهم رغم إيماني العميق بأن الغيب في إطلاقه لا يعلمه إلا الله، وأن البشر لا يحيطون بشيء من علمه سبحانه وتعالي إلا بما شاء ..فإني لم أجد ضيراً في البحث عن مقاربة ما بين سيناريوهات هذا النص المدهش، ومجريات ذلك الواقع المرير.
فلكي تكتمل الصورة لمن أراد .. أنشر فيما يلي نص نبوءة الأستاذ محمود المثيرة للجدل :
• “من الأفضل للشعب السودانى أن يمر بتجربة حكم جماعة الهوس الدينى .
• وسوف تكون تجربة مفيدة للغاية.
• إذ إنها بلا شك سوف تكشف مدى زيف شعارات هذه الجماعة .
• وسوف تسيطر هذه الجماعة على السودان سياسيا واقتصاديا حتى لو بالوسائل العسكرية
• وسوف تذيق الشعب الأمرين .
• وسوف يدخلون البلاد فى فتنة تحيل نهارها إلي ليل.
• وسوف تنتهى بهم فيما بينهم.
• وسوف يقتلعون من ارض السودان إقتلاعاً”
والله من وراء القصد