اخبار السودان لحظة بلحظة

أهل الوجع ..!!

:: ومن أحاديث أهل الوجع التي يجب أن تجد الآذان الصاغية، وكان خبراً بصحف البارحة، دعت الإدارة العامة للدفاع المدني بالخرطوم السادة المسؤولين بوزارة التربية والتعليم العام إلى مراجعة (التقويم الدراسي)، ويؤكد نائب المدير العام لإدارة الدفاع المدني اللواء شرطة أبوبكر سيد أحمد بأن بداية العام الدراسي في فصل الخريف توقيت المدارس (غير مناسب)، موضحاً أن المدارس من أكثر الأماكن التي تتجمع فيها مياه الأمطار بكميات كبيرة، وأن تجفيف هذه المياه يستغرق جهداً و وقتاً..!!

:: لقد صدق مدير عام الدفاع المدني، علماً بأن ما يطالب به سيادته (اليوم) من المطالب القديمة، ولكن يبدو أن هذا الطلب لا يجد الآذان الصاغية..فالمياه تتجمع في حيشان وفصول المدارس لحد تحويل المدارس إلى بؤر مخاطر.. وعلى سبيل المثال، في خريف هذا العام، بعد وفاة طالبات تحت أنقاض جدار مدرسة أبوبكر الصديق بأمدرمان، نجا تلاميذ إحدى مدرسة بالخرطوم بحري إثر انهيار عرش فصلهم على رؤوسهم، بحيث نجحت إحدى المعلمات في إجلاء الصغار من تحت الركام ..!!

:: وبولاية كسلا، بعد أسابيع من المغامرات، قرروا إغلاق المدارس.. وعندما انهارت الفصول- ليلاً – بالنهود والفاشر وكسلا غيرها من مدائن وأرياف كردفان ودارفور وكسلا، فإن التلاميذ كانوا في بيوتهم، وإلا لكانوا في عداد الموتى.. هكذا تترقب مدارس بلادنا مخاطر الخريف.. وربما السادة وزراء التربية والتعليم بكل ولايات – ما عدا ولاية البحر الأحمر – أن البنية التحتية لمدن وقرى بلادنا بذات قوة وتخطيط البنيات التحتية لمدن وأرياف بريطانيا، ولذلك يعلنون – بكل ثقة وجرأة – عن بداية العام الدراسي مع بداية الخريف..!!

:: نعم، من غرائب بلادي أن بداية العام الدراسي في بلادنا تتزامن مع بداية الخريف.. والمدهش، سنوياً يتحدثون عن تغيير عن هذا التوقيت بحيث يجنبوا العام الدراسي متاعب الخريف والتلاميذ مخاطر الأمطار والسيول..ولكنهم يتناسوا حديثهم، ثم يقرروا بأن تكون بداية العام الدراسي مع بداية مخطار السيول والأمطار.. وعلى سبيل المثال، في خريف العام قبل الماضي، بعد أن قررت وزارة التعليم بالخرطوم عطلات الخرطوم، قال وزيرها : (تأجيل العام الدراسي بسبب الأمطار والسيول ليس بالأمر المزُعج).!!

:: كان نعقيباُ لوزير التربية السابق على انزعاج الأسر من كثرة العطلات.. وكما تعلمون فإن نُقصان العام الدراسي، بحيث تُخصم منه الأسابيع تفادياً لمخاطر الأمطار أو لأزمة الوقود أو للدورة المدرسية، يؤثر في مستوى التحصيل..وهذا التأثير السلبي هو ما يُزعج الأسر، لأن ساعات اليوم الدراسي وكذلك كل أيام وأسابيع العام الدراسي معدودة – ومحسوبة – بدقة تكفي حجم التحصيل الأكاديمي، أو هكذا تفعل وزارات التعليم بدول الدنيا والعالمين، وهذا ما يُسمى بـالتخطيط.. ولكن التخطيط في بلادنا إبن عم العشوائية..!!

:: نعم، تجميد يوم دراسي – ناهيك عن شهر – له آثار على مستوى تحصيل الطالب.. لكن بلادنا لا توجد علاقة بين أسابيع العام الدراسي وحجم التحصيل الأكاديمي، أي ربما يتم وضع جدول الحصص بالمزاج، وكذلك يتم تدريس تلك الحصص بالمزاج، ولذلك لا تنزعج سلطات التعليم بعطلات الخريف.. فالعام 12 شهراً، وأشهر الخريف بالسودان لا تتجاوز (ثلاثة أشهر)، فلماذا يتمسك السادة وزراء التعليم بأشهر الخريف بحيث تكون جزءاً من العام الدراسي؟.. ولا إجابة غير عويل و مراثي خريف العام القادم ..!!

اترك رد