كشفت عضو أمانة تزكية المجتمع بالمؤتمر الوطني د. نوال مصطفي، عن وجود ظاهرة الإلحاد وسط أبناء قيادات الصف الأول للإسلاميين والتنفيذيين، وقالت إن الإلحاد ظاهرة ليست بعيدة وموجودة في فضاءات المجتمع السوداني ووسط أبناء قيادات الصف الاول من قيادات الإسلاميين والتنفيذيين، بينهم من يحفظ القرآن الكريم، واتهمت جهات – لم تسمها – بحمياتهم أو تمويلهم، (لا أجزم بأن تلك الجهات ملتبس عليها أو تفعل ذلك من غير وعي). وانتقدت نوال الحركة الإسلامية، وقالت (نحن كحركة تكلست وتجمدت وأصبحنا لا ننتج فكراً)، وطالبت بالتركيز على إنشاء مراكز للبناء الفكري وتكثيف الدورات الفكرية، وزادت (قضينا 5 سنوات في مركز المرأة مع هؤلاء الشباب)،
في إشارة لأبناء الإسلاميين الملحدين، وتابعت (عندما أحضرت لهم د. أمين حسن عمر ذكر لي انه لا يحتاج للمكوث معهم ساعتين فقط وإنما لدورة كاملة)، وفي تعليقها على وجود الإلحاد بين أبناء الإسلاميين، قالت القيادية بالمؤتمر الوطني د. انتصار أبوناجمة (هناك مشكلة في تربيتنا نحن أديناهم حماية زائدة ولا توجد ضغوط).
أبوناجمة تحدثت عن قصور حركة إسلامية (افتراضية) غير موجودة على أرض الواقع، ووضعها الحالى غير قانوني، فالحركة غير مسجلة تحت مظلة أي قانون، وأموالها غير معروفة المصدر، إلا ما رشح من تسريبات القطط السمان، بأنهم يتبرعون للأنشطة الدعوية الحركة الإسلامية التي تحملها أبوناجمة مسؤولية الإلحاد، ولا تتمتع بشخصية اعتبارية ولا بوجود قانوني؛ ويقول قادتها بإنها تعمل في كل مجالات الفكر والحياة وليس لدى الدولة ملف يرصد هذه الأنشطة ويراقبها، ويدرك علاقاتها الداخلية والخارجية، مع ذلك الحركة لديها جهاز أمن خاص بها!
السؤال المهم الذي يبحث عن إجابة ليس هو تكلفة المؤتمر العام والمؤتمرات الولائية والقاعدية التي تقدر بمليارات الجنيهات، ولا من أين يأتي هذا المال؟ ولا يخفي على أحد أن الخزينة العامة هي تتولى هذا الصرف ، كما تصرف على أنشطة الحزب الحاكم ومؤساساته العديدة ورواتب موظفيه الضخمة، ولكن السؤال الذي يستحق الإجابة هو، لماذا كل هذا الحراك الواسع من أجل اجتماع كيان غير شرعي ولا يقوم بأي نشاط منتج من أي نوع، ويكتفي فقط بتوجيه المواطنين للإكثار من الدعاء والاستغفار لإزالة الابتلاءات التي هي من أمر الله، كما يدعون!
جاء في دستور الحركة الإسلامية أنها تعمل في المجال الدعوي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي وكل مجال للنشاط الإنساني، وبالطبع لم يطلع أحد على أي سياسات أو أفكار في هذه المجالات قدمتها هذه الحركة ولا الجهة التي قدمتها إليها، ويقول الدستور إن قيادات الحركة العليا في الصعيد التنفيذي (الحكومة) والسياسي (المؤتمر الوطني) والخاص (الحركة الإسلامية) المنتخبون وفقاً لمرجعيات ونظم مؤسساتهم هي القيادة العليا للحركة الإسلامية، فأي شرعية انتخابية لكيان غير شرعي؟.
المفارقة أن للحركة دستور تدعي الاحتكام إليه، ولا تخضع أو تحتكم لدستور الدولة التي تتواجد فيها، وتخرق هذا الدستور كونها كيان غير شرعي، فالحركة غير خاضعة لقانون الأحزاب، أو قانون الجمعيات الثقافية أو الطوعية، وهي غير مسجلة بموجب أي قانون ساري في البلاد، ومع هذا تعقد الاجتماعات والمؤتمرات وتتناجى مع السلطة الحاكمة، ومع المؤتمر الوطني الإبن الشرعي للحركة كما صرح أمينها العام في وقت سابق.
كان لافتاً أن كل المقبوض عليهم في قضايا الفساد هم من أبناء الإسلاميين، فلماذا كل قيادات الإسلاميين من الأثرياء؟ ولماذا تمددت الثروات بين الأبناء والأصهار؟ لماذا بيوتهم فخمة وسياراتهم فارهة؟ ولماذا يرزقهم الله بغير حساب من دون غيرهم؟ ولماذا هم الأطهار وغيرهم خائنين وكفار؟ وعجباً يقولون إن مخططات استئصال الإسلاميين في السودان فشلت، وأن حركتهم قضت على الشيوعيين والعلمانيين والقوميين، فأنبت الله في بيوتهم بعضهم الملحدين؟ ويا له من فشل أن يخرج من أصلابهم من ينكرون الإيمان برب العالمين، ربما وضح الآن لماذا قيادات الإسلاميين كالحة وجوههم ولا تعرف الابتسامة والبشاشة، يقول (ص) تبسمك في وجه أخيك صدقة، فهم لا يخرجون أبسط الصدقات، نواصل.